هدف تانّان من منتصف الملعب يمهّد طريق المغرب نحو لقب كأس العرب 2025

المغرب يتوّج بلقب كأس العرب بعد مواجهة درامية: 3-2 في الوقت الإضافي

افتتح أسامة طنّان مشهد النهائي بهدفٍ عالمي من داخل مُنصف الملعب، ليمنح المغرب انطلاقة ساحرة نحو لقبه الثاني في كأس العرب بفوزه 3-2 على الأردن بعد وقت إضافي في المباراة النهائية المقامة بقطر.

لم تمضِ سوى أربع دقائق على انطلاق المباراة في استاد لوسيل حتى تسلّل طنّان من منتصف الملعب ومسَدّ كرة قوية – تُقدّر مسافتها بنحو 59 متراً – لتُخطف من بين يدي الحارس يزيد أبوليلة، الذي تهاوى عائداً إلى مرماه واصطدم بالعارضة، ما استلزَم توقف اللعب لأكثر من أربع دقائق قبل استئناف اللقاء.

لم يكن ذلك سوى مطلع نهائيٍ محتدم؛ فالأردن عاد للمباراة وادّعى التقدّم، قبل أن تمتد المباراة إلى الشوطين الإضافيين بعد أن تحطمت آمال الأردنيين قبل ثوانٍ من نهاية الوقت الأصلي في انتفاضة مثيرة.

عاد التعادل للأردن سريعاً في بداية الشوط الثاني، بعد ثلاث دقائق، حين انفرد علي علوان بمنافِسه ووَجّه رأسية من مسافة قريبة إثر تنفيذ زاوية محكَمة. ولجأت المباراة بعد ذلك إلى ركلة جزاء في الدقيقة 68 بعدما اصطدم تسديدة محمود المردي بيد أشرف المهديّوي داخل الجزاء، فانبرى علي علوان لتنفيذها بنجاح ولتمنَح فريقه التقدّم للمرة الأولى.

ومع ذلك لم تنتهِ الإثارة؛ ففي الدقيقة 88 أدرك عبدالرزاق حمدالله التعادل، بتسديدة متابعة على خط المرمى بعد ارتباكٍ داخل منطقة الجزاء إثر ركنية، ثم أهدر علوان فرصة اقتناص المجد في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي عندما فشل في التغلب على حارس المرمى في هجمةٍ انفرادية كانت لترفعه إلى شرف الثلاثية.

دخلت المباراة الشوط الإضافي وما زال الحماس عالياً؛ سدد مهند أبو طه كرةً مقصية بقدمه اليسرى من حافة المنطقة إلى الزاوية العليا اليمنى، لكنها رُفِضت بعد مراجعة تقنية مثيرة للجدل باعتبار تحكّم اللاعب بالكرة بيده قبل التسديدة. وما لبثت الدقائق أن حملت المزيد حين أكمل حمدالله باللمسة الثانية ليتقدم من جديد، مستفيداً من كرة مقصية نفذها مروان ســعادان لترتد إلى مساره وتضعها عن قرب في الشباك، فكانت تلك الهدف الحاسم الذي منح المغرب اللقب.

يقرأ  اعتقال ناشط في المغرب بتهمة التجديف بعد نشر صورة له مرتدياً قميصاً كُتب عليه «الله مثلية»

سبق للمغرب أن رفع كأس العرب عام 2012 حين تغلّب على ليبيا، ويضيف أسود الأطلس هذا اللقب إلى سجله بعد أن كان المنتخب الجزائري حامل اللقب في النسخة السابقة. من جهة أخرى، سيحوّل المنتخب المغربي أنظاره الآن إلى استضافته لكأس أمم أفريقيا 2025، حيث سيزداد ترصين التشكيلة بانضمام عدد من نجومها المحترفين في أوروبا الذين غيّروا أولوياتهم لصالح أنديتهم خلال البطولة العربية.

على مدار الشوط الأول هيمن المغرب نسبياً، وكان طنّان قريباً من مضاعفة التقدّم قبل صافرة الاستراحة حين تبخّرت فرصة بعد ارتداد خاطئ للحارس؛ حاول المهاجم المتابع تسديدة بيمناه فقصّر الاتصال فتدخل عِصام سمير ليُبعد الكرة من على خط المرمى. وفي الدقيقة 17 أنقذ الحارس الأردني موقفه الأبرز عندما تصدّى لتسديدة كريم البركاوي المنطلقة عرضياً من حافة منطقة الجزاء.

وحسب المنظّمين، بيعت أكثر من مليون تذكرة لنسخة 2025 من كأس العرب، ما يمثّل ضعف مبيعات النسخة السابقة قبل أربع سنوات ويعكس زخم الاهتمام الجماهيري بالبطولة.

أضف تعليق