«هيومن رايتس ووتش»: متمردو «إم٢٣» قتلوا ٤٠ مدنياً رغم مسار السلام

أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر مؤخراً أن متمردي حركة M23 قتلوا ما لا يقلّ عن 140 شخصاً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الشهر الماضي، في واحدة من أسوأ المجازر التي تُنسب إلى الجماعة المسلحة منذ عودتها إلى النشاط أواخر 2021.

ويأتي هذا الحادث رغم مسار سلام توسطت فيه الولايات المتحدة وقطر لتهدئة النزاع في المنطقة.

أخبر شهود المنظمة أن المتمردين المدعومين من رواندا نفّذوا “إعدامات موجزة” لسكان محليين، بينهم نساء وأطفال، غالبيتهم من الجماعة العرقية الهوتو، في منطقة روتشورو قرب منتزه فيرونغا الوطني.

ونفت الحركة سابقاً أي دور لها في هذه القتل، ووصفت الاتهامات بأنها “تحريف صارخ للحقائق”. ولم ترد الحركة على طلبات التعليق المتعلقة بالتقرير، وفق المنظمة.

ويبدو أن المجزرة المزعومة جرت خلال حملة شنتها M23 ضد مجموعة مسلحة هوتو تُعرف بـFDLR، التي يشكل عناصرها من مرتكبي إبادة 1994 في رواندا.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن عدد القتلى في يوليو قد يتجاوز 300 شخص، مواكِبةً استنتاجات سابقة للأمم المتحدة في وقتٍ سابق من هذا الشهر.

تصاعد القتال بين قوات الحكومة وحركة M23 في يناير، حين استولى المتمردون على مساحات واسعة من الشرق الغني بالمعادن، بما في ذلك عاصمة الإقليم غوما. وتقول الأمم المتحدة إن آلافاً قُتلوا وأن مئات الآلاف من المدنيين أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب هذا الصراع المستمر.

وذكر التقرير أن المتمردين استخدموا السكاكين والبنادق لمهاجمة أشخاص في ما لا يقل عن 14 قرية ومناطق زراعية قرب منتزه فيرونغا بين 10 و30 يوليو. وأفاد شهود أن مقاتلي M23 طوّقوا المنطقة وأغلقوا كل الطرق لمنع الناس من المغادرة.

قال رجل: «استيقظنا في 11 يوليو فوجدناهم بكثرة… كانوا على عتبات بيوتنا… قتلوا الناس بالبنادق والسكاكين»، وأضاف أن خمسة من أفراد أسرته قتلوا في منطقة كاتانغا.

يقرأ  تزايد وصول قوارب المهاجرين إلى جزيرة يونانية رغم تشديد سياسة الاحتجاز

أخبرت امرأة شاهدت مقاتلي M23 يذبحون زوجها بسكين في 11 يوليو أن المقاتلين جمعوا ذلك اليوم حوالى 70 امرأة وطفلاً. «أمرونا بالجلوس على حافة ضفة النهر، ثم بدأوا يطلقون النار علينا»، قالت، وأضافت أنها نجت بعد أن سقطت في النهر دون أن تُصاب برصاصة.

وروى رجل آخر للتقرير أنه شاهد من بعيد قيام المتمردين بقتل زوجته وأربعة من أطفاله الذين تراوحت أعمارهم بين تسعة أشهر وعشرة أعوام.

أفاد السكان أيضاً أن مقاتلي M23 أمروا بدفن الجثث فوراً في الحقول أو تركها دون دفن، مُمنعين العائلات من تنظيم جنازات تليق بالمفقودين. وأضاف التقرير: «ألقي مقاتلو M23 أيضاً بجثث، بينها لجثث نساء وأطفال، في نهر روتشورو».

واعتمد التقرير على 25 شهادة لشهود بالإضافة إلى إفادات لمقدمي رعاية طبية وعسكريين وموظفي الأمم المتحدة، وقال إن عناصر من قوات دفاع رواندا (RDF) كانت تدعم عملية M23.

وبدورها أبلغت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في وقت سابق من الشهر أن قوات رواندا دعمت عمليات قتل «ما لا يقلّ عن 319 شخصاً بين 9 و21 يوليو في أربع قرى في روتشورو».

لم ترد كيغالي على مزاعم هيومن رايتس ووتش، لكنها نددت بتقارير الأمم المتحدة، ووصفتها بأنها اتهامات «بلا مبرر» و«استعراضية»، محذِّرة من أنها قد تقوّض مسار السلام، ومؤكدة أن مجموعة مسلحة معارضة لـM23 هي التي نفذت هذه القتل.

تُكرر رواندا نفيها للتهم المتكررة والواسعة بأنها تقدّم دعماً عسكرياً لـM23، التي يغلب عليها انتماء عرقي للتوتسي الذين كانوا هدفاً لميليشيات الهوتو أثناء الإبادة. ومع ذلك ترى كيغالي في شرق الكونغو تهديداً أمنياً، لا سيما بسبب استمرار وجود مجموعة الهوتو المسلحة FDLR واشتباكها جنبا إلى جنب مع الجيش.

يقرأ  إسبانيا تواجه حرائق قياسية رغم انخفاض درجات الحرارة مع نهاية موجة الحر

تجري هذه القتل في ظل تعثّر جهود إقليمية ودولية لوقف الصراع الدموي الطويل، بما في ذلك أتفاقية بين رواندا والكونغو تنص على أن تتولى كينشاسا «تحييد» مجموعة FDLR. وبشكل منفصل، وقّعت M23 والحكومة الكونغولية في قطر الشهر الماضي هدنة تُعدّ خطوة أولى نحو خفض التصعيد وتنفيذ وقف إطلاق النار.

أضف تعليق