واشنطن تضغط من أجل وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية بالسودان — تصاعد العنف في كردفان

الولايات المتحدة تضغط من أجل وقف إنساني فوري للقتال في السودان مع احتدام العنف عبر إقليم كردفان الاستراتيجي الواسع، في وقت حذر فيه وزير الخارجية ماركو روبيو من أن ما يجري «مروع» وأن كل من شاركوا في هذه الأعمال سيتلقون إدانة مستمرة.

تحدث روبيو في مؤتمر صحفي ختامي للعام يوم الجمعة قائلاً إن القتال في السودان يجب أن يتوقف، مضيفاً أن العام الجديد «يمثّل فرصة كبيرة للطرفين للاتفاق على ذلك» والسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى ملايين المحاصرين جراء النزاع. وأضاف ان واشنطن كثّفت جهودها الدبلوماسية بعد لقاء بين رئيس الولايات المتحدة ودائرة السعودية في أواخر نوفمبر، وأن المبعوث الخاص ماساد بوالوس عاد مؤخراً من محادثات مع مسؤولين مصريين وسعوديين وإماراتيين.

جاءت تصريحات روبيو فيما أسفر العنف في كردفان عن مقتل ما لا يقل عن 100 مدنٍي منذ أوائل ديسمبر ونزوح أكثر من 50,000 شخص، بحسب تقارير المراقبين. وقال روبيو: «ما يحدث هناك مروع وشنيع»، متوقعاً أن تنكشف الحقيقة يوماً ما «وسينظر إلى كل من تورطوا فيها بصورة سيئة».

أشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن التوريدات الخارجية من الأسلحة عنصر حاسم يطيل أمد الحرب بين القوات المسلحة السودانية المرتبطة بالحكومة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي دخلت الآن عامها الثالث بعنف بالغ. «كل هذه الأسلحة مصدرها الخارج؛ لا بد أنها تأتي من مكان ما ومن خلال ممرات محددة»، وأضاف أن الفاعلين الخارجيين يمتلكون النفوذ اللازم لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

تشير مؤشرات المراقبين إلى أن دولة الإمارات تقدم دعماً ماديّاً مباشراً لقوات الدعم السريع عبر شبكة تمر عبر دول مجاورة، وهو ما تنفيه أبوظبي مراراً. وفي المقابل تتمتع القوات المسلحة بعلاقات وثيقة مع تركيا ومصر والسعودية، بينما تلعب الإمارات ومصر والسعودية أدوار وساطة أيضاً.

يقرأ  تأكيد أول حالات وفاة جراء إعصار ميليسا في جامايكا وهايتي

اعترف روبيو بصعوبة تحقيق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الأطراف كثيراً ما تلتزم شفهياً ثم تفشل في التنفيذ، خصوصاً عندما يعتقد أحدهم أن الزخم الميداني في صالحه. «ما أكدناه هو أنه لا يمكن لأي من هذه المجموعات أن تعمل من دون الدعم الخارجي الذي تتلقاه»، ووصف دور الولايات المتحدة بأنه «جمع الأطراف والضغط على الجهات الخارجية لاستخدام نفوذها».

تحوّل خط المواجهة
انتقل ثقل القتال الآن من دارفور إلى كردفان، حيث قصفت قوات الدعم السريع ومسلحون حلفاء لها أحياء سكنية في ديلنج خلال اليومين الماضيين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً من النساء وكبار السن والأطفال، وفق شبكة أطباء السودان. وتبدو الأبيض، عاصمة شمال كردفان والمركز الحيوي الذي يربط طرق النقل إلى جنوب السودان وشرقي السودان ودارفور، هدفاً محتملاً تالياً بحسب محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، الذي حذّر من أن أكثر من نصف مليون شخص قد يتأثرون إذا وصل القتال إلى المدينة.

في 13 ديسمبر قُتل ستة من قوات حفظ السلام البنغلاديشيين عندما ضربت طائرات مسيّرة قاعدة لهم في كادوقلي؛ وندّد مجلس الأمن الدولي الجمعة بما وصفه «هجوماً شنيعاً ومتعمدّاً» قد يرقى إلى جرائم حرب. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الهجمات على المرافق الطبية في السودان تسببت بأكثر من 80 بالمئة من كل الوفيات الناتجة عن مثل هذه الضربات على مستوى العالم هذا العام؛ ومنذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 تحقق المنظمة في 201 هجوم على منشآت صحية أسفرت عن 1,858 قتيلاً.

في نيالا، العاصمة المعلنة لإدارة موازية تتبع لقوات الدعم السريع، لا يزال 64 من العاملين في المجال الطبي قيد الاحتجاز بعد الإفراج عن تسعة من أصل مجموعة كانت تضم 73، بحسب شبكة أطباء السودان. هذا الأسبوع رفض مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى السودان أي مؤسسات موازية على التراب السوداني وندّد بما وصفه بهجمات منتظمة وممنهجة تستهدف المدنيين، مؤكداً أن الجناة لن يفلتوا من العقاب.

يقرأ  هل ألهمت لوحةٌ من القرن التاسع عشر غلاف ألبوم تايلور سويفت الجديد؟

اتهمت منظمات وحقوقيون كل من الدعم السريع والقوات المسلحة بارتكاب جرائم حرب، وتواجه قوات الدعم السريع أيضاً اتهامات بالإبادة الجماعية في دارفور، لا سيما في الفاشر. وقد أودى هذا الصراع بحياة أكثر من 100,000 شخص وأجبر 14 مليوناً على النزوح، في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم.

أضف تعليق