ذكرت تقارير أن القوات العسكرية الأمريكية نفّذت ضربة جديدة استهدفت زورقاً يشتبه بأنه كان مخصصاً لتهريب المخدرات، في وقت أعلن فيه الأدميرال المشرف على الحملة المثيرة للجدل في منطقة الكاريبي خلال إدارة ترامب رحيله المفاجئ.
وأكد مسؤول أميركي، طلب عدم كشف هويته، أن الضربة وقعت يوم الخميس، مشيراً إلى أنه، وعلى ما يبدو للمرة الأولى، نجى بعض أفراد طاقم الزورق من الهجوم. ولم يقدم المسؤول تفاصيل إضافية حول الحادثة التي لم ترد تقارير سابقة عنها. البنتاغون وكذالك الرئيس دونالد ترامب لم يؤكدا الهجوم علنياً بعد.
وقبل هذه الضربة الأخيرة، نفذت الولايات المتحدة خمس هجمات على زوارق يُشتبه بأنها لتهريب المخدرات في الكاريبي منذ أوائل سبتمبر، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً. وقد أثارت هذه الضربات إدانة من خبراء قانونيين ومنظمات حقوقية ونواب ديمقراطيين، الذين انتقدوا طابعها خارج القضاء وتساءلوا عن مدى توافقها مع القانون الأمريكي والدولي.
وتؤكد إدارة ترامب أن الضربات مشروعة لأن الولايات المتحدة منخرطة بالفعل في حرب ضد ما تسميه «جماعات إرهابية نافذة» مرتبطة بفنزويلا، وأن مهربي المخدرات يعتبرون مقاتلين غير نظاميين يستدعي التعامل معهم بالقوة العسكرية.
ودانت فنزويلا الضربات مراراً، وآخرها يوم الخميس عندما دعا سفير كاراكاس لدى الأمم المتحدة، صامويل مونكادا، مجلس الأمن للتحقيق في ما وصفه بـ«سلسلة من الاغتيالات». ووصف مونكادا في كلمته هجوماً استهدف زورقاً صغيراً في الكاريبي يوم الثلاثاء — وهو الهجوم الذي أكد عليه الرئيس ترامب مؤخراً — باعتباره «مجموعة جديدة من الإعدامات خارج إطار القانون».
وقُتل ستة أشخاص في ذلك الهجوم، من بينهم، وفق تقارير، بحّاران من ترينيداد وتوباغو استشهد مونكادا بهما في كلمته. وقال مونكادا وهو يرفع نسخة من صحيفة محلية، إنّ «هناك قاتلاً يجوب الكاريبي»، مشيراً إلى تقرير الصحيفة الذي تناول سير هذين الرجلين.
يفصِل مسافة قصيرة — لا تتجاوز بضعة أميال — بين فنزويلا وترينيداد وتوباغو، وقد سبّبت الضربات العسكرية المتواصلة مخاوف كبيرة بين الصيادين في الجزيرة ذات السيادة المزدوجة. وأضاف مونكادا: «ناس من دول مختلفة… يعانون آثار هذه المذابح. لا يوجد أي مبرر على الإطلاق… إنهم يفبركون حرباً».
ورفضت رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو، كاملا بيرساد-بيسيسار، الإدلاء بتصريح على خلفية التطورات الأخيرة. وكان تعليق سابق لها بعد الضربة الأولى على زورق في الثالث من سبتمبر قد أثار استياءً واسعاً حين قالت: «لا أشعر بأي تعاطف مع المهربين؛ على الجيش الأمريكي أن يقتلهم جميعاً بعنف».
تأتي هذه الضربات في ظلّ انتشار عسكري أمريكي غير مسبوق في الكاريبي، مع تصعيد الرئيس ترامب المواجهة مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. فمنذ أواخر أغسطس، نشرت الولايات المتحدة مدمرات مزوّدة بصواريخ موجهة، وطائرات مقاتلة من طراز F‑35، وغواصة نووية، وحوالى 6500 جندي إلى المنطقة، بدافع مكافحة تهريب المخدرات بحسب التصريحات الرسمية.
وطرح ترامب أيضاً فكرة تنفيذ ضربات برية ضد كارتلات فنزويلا، كما أذِن لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بإجراء عمليات سرية داخل البلاد يوم الأربعاء.
واتهمت كاراكاس واشنطن بمحاولة الإطاحة بمادورو — الذي تتهمه الولايات المتحدة بقيادة إمبراطورية مخدرات وقد عرضت مكافأة بقيمة 50 مليون دولار مقابل معلومات عنه — بهدف إحداث تغيير في النظام في هذا البلد الجنوب أمريكي الذي تُعرَف سياسته رسمياً بأنها اشتراكية. وفي خطاب متلفز عقب تصريح ترامب بتفويض عمليات برية داخل فنزويلا، خاطب مادورو الجمهور الأميركي مباشرة معلناً «لا لانقلعٍبمحاولات الانقلابات التي ترتبها وكالة الاستخبارات». وأضاف: «لا لتغيير النظام، الذي يذكرنا كثيراً بالحروب الطويلة الفاشلة في أفغانستان والعراق وليبيا وغيرها».
وباسم «وزارة الحرب»، نشر بيان امتنان عميق للأدميرال ألفين هولسي نظير أكثر من 37 عاماً من الخدمة المتميزة، فيما أعادت قيادة القوات الجنوبية نشر بيان هولسي الذي أعلن فيه عزمه التقاعد في نهاية العام. وأعلن الأدميرال ألفين هولسي، قائد القيادة الجنوبية الأمريكية المسؤولة عن القوات العاملة في أمريكا الوسطى والجنوبية، تركه منصبه قبل عام من الموعد المقرر دون ذكر سبب للقرار. وقال في بيان نُشر على حساب القيادة الجنوبية في منصة X: «سأعتزل الخدمة في البحرية الأمريكية اعتباراً من 12 ديسمبر 2025. لقد كان شرفاً لي أن أخدم أمّتنا والشعب الأمريكي وأدعم وأدافع عن الدستور لأكثر من 37 عاماً».
وفي منشور على X، أشاد وزير الدفاع بيت هيغسث بمسيرة هولسي، قائلاً إن الأدميرال «أظهر التزاماً ثابتاً بالمهمة وبالناس وبالأمة»، وإن فترة خدمته تعكس إرثاً من التميز التشغيلي والرؤية الاستراتيجية.