تبدو الشركات الصينيه في مواجهة صعوبات متزايدة في الوصول إلى أحدث معالجات الرسوميات المخصصة لمراكز البيانات وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن ذلك لم يردع روّاد أعمال وأفرادًا مبادرين عن إيجاد حلول بديلة. هناك عملية تهريب شاملة تتم عبر الخارج، وقد أعدّت قناة Gamers Nexus وثائقيًا مفصّلًا يغوص في تفاصيل هذه السلسلة، ويُبرز إلى أيّ مدى لم تُبطئ العقبات الأخيرة وصول الأجهزة السريعة إلى السوق الصينية.
سبق أن اشتهرت بعض الشركات بإدخال بطاقات الرسوم ومعالجات إلى البلاد عبر قنوات غير رسمية، لكن الأشهر الستة الماضية من الرسوم التجارية والتقلبات العالمية ضاعفت هذه الأنشطة بشكل كبير. ظهرت تقارير تشير إلى دخول أُسعار تقارب مليار دولار من بطاقات الرسوم إلى البلاد عبر قنوات غير رسمية خلال العام الماضي، وقد تتبع Gamers Nexus خيوط هذه العمليات ليكشف عن أساليبها.
يتحدث الوثائقي مباشرةً مع مشاركين في تجارة التهريب، الذين يقولون إن هذه الممارسات مُستمرة منذ ازدهار تعدين العملات المشفّرة قبل أكثر من عقد، وإنّ الطفرة الحالية في تقنيات الذكاء الاصطناعي سارعَت من وتيرة العملية، حتى صارت تجارة بطاقات الرسوم نشاطًا ضخمًا يدرُّ مليارات الدولارات.
يُبيّن الفيلم أنه بالرغم من الحظر الصارم، فإنّ الصين لا تزال تحصل على بطاقات Nvidia طراز A100 وH100، وحتى بطاقات RTX 5090 الحديثة. تدخل هذه البطاقات الأراضي الصينية عبر شبكة معقدة من الوسطاء ومحلات الصيانة، كما تشير تقارير أخرى إلى أن الطلاب الدوليين أحيانًا يُعيدون بطاقات في أمتعتهم الشخصية مقابل مبالغ قد تصل إلى ١٤٠٠ دولار للبطاقة الواحدة.
تُجرى أحيانًا تعديلات محلية على هذه البطاقات، مثل إضافة رقائق ذاكرة إضافية إلى بطاقة RTX 4090 لتحويلها إلى بطاقة بسعة ٤٨ جيجابايت قادرة على التعامل مع أحمال عمل الذكاء الاصطناعي بصورة أفضل. تحويل بطاقات الألعاب لتناسب أغراض الذكاء الاصطناعي وإعادة لحام المكونات في ورش الصيانة يشكلان جزءًا أساسيًا من سلسلة التوريد التي تخدم عملاء المهربين.
الوثائقي يمتد لأكثر من ثلاث ساعات ويقدّم تغطية شاملة. إن كان لديك اهتمام ولو بسيط بموضوع تهريب بطاقات الرسوم، فمشاهدته ستكون تجربة غنية ومثيرة للاهتمام.