قالت وزيرة التعاون الإنمائي الألمانية ريم العبّالي رادوفان إن “دورة التطرف” يجب أن تُكسر في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائها أقارب رهائن إسرائيليين في اليوم الثاني من زيارتها للمنطقة، بعد أن لجأت لفترة وجيزة إلى ملجأ طارئ.
في اجتماع عقدته يوم الأربعاء في تل أبيب، أثنى داني ميران — الذي اختطف ابنه عمري خلال هجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس — على جهود الحكومة الألمانية في مساندة الرهائن، بمن فيهم من لا يحملون الجنسية الألمانية. وقال مخاطبًا بحسرة: «لا أريد الإطاحة بالحكومة ولا تغيير العالم، كل ما أطالب به هو إعادة ابني».
لا يزال 50 رهينة محتجزين في قطاع غزة، ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وفي يوم الثلاثاء شهدت تل أبيب تظاهرات حاشدة طالبت بإنهاء القتال في غزة وإعادة الرهائن.
توقفت جدول أعمال الوزيرة جزئيًا بعدما أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران صواريخ نحو إسرائيل، ما اضطرها إلى الاحتماء في فندقها بالقدس الشرقية مع دوي صفارات الإنذار. وفي وقت لاحق أجرت محادثات مع رئيس هيئة التنسيق والارتباط الإسرائيلية (كوغات)،اللواء غسان عليان.
أكدت الوزيرة أن المشاريع التنموية الممولة من جهات مانحة أجنبية في قطاع غزة والضفة الغربية يجب تنسيقها مع السلطة، مشددة على ضرورة أن تذهب المساعدات إلى الأكثر احتياجًا. وناقشت تقارير المجاعة في أجزاء من غزة، معتبرةً أن وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع أمر إيجابي لكنه يشدد على ضرورة وصول الإمدادات إلى المستحقين فعلاً — مع ملاحظة أن منظمات الإغاثة تحذر من قيود تفرضها القوات الإسرائيلية على عملياتها.
كما كان من المقرر أن تلتقي يوم الأربعاء الكاردينال بير باتيستا بيتسابالا، البطريرك اللاتيني للقدس، الذي زار غزة في يوليو بعد هجوم للجيش الإسرائيلي على كنيسة كاثوليكية هناك.
واصلت العبّالي رادوفان بعد الظهر جولتها إلى الأردن، حيث التقت لاجئين فلسطينيين هربت عائلاتهم من قطاع غزة خلال حرب 1967. كثير منهم فقدوا قريبين في وطنهم القديم إثر الحرب الحالية.
قال أولاف بيكر من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن منظّمته تستطيع إدخال 896 شاحنة محملة بالمواد الغذائية إلى قطاع غزة غدًا إذا لم تمنعها إسرائيل. وأضاف أن الوكالة تملك ضمادات وإنسولين ومعقمات ومخدرات تكفي أهالي القطاع لستة أشهر.
من المقرّر أن تتوجه العبّالي رادوفان بعد ذلك إلى السعودية لإجراء مزيد من اللقاءات يوم الخميس. وفي اليوم الأول من زيارتها سافرت إلى الضفة الغربية، حيث دانت بشدة اعتداءات المستوطنين وأكّدت مطالبة الحكومة الألمانية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.