وصل وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول إلى الأردن يوم الأربعاء، في المحطّة الأولى من جولة إقليمية تهدف إلى دعم وقف إطلاق النار الهش الذي مرّ عليه ثلاثة أسابيع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
التقى واديفول بنظيره الأردني أيمن الصفدي في عمّان، مشيدًا بالدور القيّم والبنّاء الذي تضطلع به الأردن كوسيط فاعل في تسهيل حلّ النزاع.
بوصفها منصّة إقليمية لتنسيق المساعدات الإنسانية، قالت ألمانيا إن الأردن بذل جهداً هائلاً خلال السنوات الأخيرة لمساندة أهل غزة، مؤكّدًا أن برلين ستواصل دعمها لهذا المسعى.
وقبل بدء جولته دعا الوزير كلا الطرفين —إسرائيل وحركة حماس— إلى عدم المساس بخطة السلام في غزة، وذلك في وقت شنّت إسرائيل موجة غارات جوية أدت إلى سقوط قتلى، ردًّا على هجوم أسفر عن مقتل أحد جنودها.
“يجب أن تتركّز كل الجهود الآن على تلبية توقعات شعوب المنطقة بأسرها”، قال واديفول، مؤكّدًا أن الأولوية هي لاحتواء التصعيد وتحقيق نتائج ملموسة لصالح المدنيين.
ودعا الوزير حماس إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تشترط نزع سلاح الجماعة وإعادة رفات جميع الرهائن الإسرائيليين، مع تحذير إسرائيل بضرورة التحلّي بضبط النفس العسكري لمنع تجدد المعاناة.
وأضاف أن المنطقة تقف عند مفترق طرق، معربًا عن قلقه العميق إزاء تجدد أعمال القتل في غزة.
وأفادت السلطات التي تسيطر عليها حماس في غزة بمقتل أكثر من مئة شخص في الغارات الإسرائيلية، بينما أعلنت القوات الإسرائيلية الأربعاء أنها ستواصل الالتزام بوقف إطلاق النار.
وبينما تُشير الدلائل المستمرة إلى أن حماس لا تنوي نزع السلاح، تغضب إسرائيل أيضًا من التأخير في اعادة رفات الرهائن الذين اختطفوا خلال هجمات السابع من أكتوبر 2023؛ فقد أطلقت حماس سراح جميع المختطفين الأحياء لكنها لم تسلّم بعد رفات القتلى، مبررة ذلك بالدمار الواسع الذي حلّ بالأراضي.
وقال واديفول إن ألمانيا ستستمر في المشاركة بنشاط في تنفيذ خطة السلام للشرق الأوسط. ولتحقيق ذلك، ستُرسل ثلاثة موظفين من وزارة الخارجية لدعم مركز التنسيق المدني-العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في جنوب إسرائيل، والذي يضم ممثلين مدنيين وعسكريين إلى جانب ضباط ارتباط يعملون هناك بالفعل.
المركز مكلف برصد الالتزام بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية واللوجستية لسكان غزة.
وفيما تتواصل جولته، يعتزم واديفول عقد مباحثات في لبنان وسوريا بهدف المساهمة في تعزيز الاستقرار في البلدين، مشيرًا إلى أن عدم الاستقرار وانتشار الإرهاب سيزيدان من موجات الهجرة التي يكاد الأوروبيون لا يملكون وسائل فعّالة للسيطرة عليها.
وقع وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول دفتر الزوار قبيل لقائه بنظيره الأردني أيمن الصفدي في وزارة الخارجية. ماركوس برانت/د.ب.أ