وزير الخارجية السوري يصل بيروت في أول زيارة رفيعة المستوى منذ عهد الأسد أخبار الحرب في سوريا

زيارة تاريخية تعيد ضبط العلاقات السورية – اللبنانية

أجرى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سلسلة محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين في بيروت في محاولة لإعادة ضبط العلاقات بعد عقود من التوترات والنزاعات المتبادلة التي خلّفت أضراراً جسيمة في البلدين خلال الحروب الأهلية والتدخلات والاحتلال المرتبط بعهد عائلة الأسد.

قال الشيباني، في تصريح نقل عن زيارته كأول زيارة لمسؤول سوري رفيع منذ تشكّل الحكومة الجديدة، إن الزيارة تعكس «نهجاً سورياً جديداً تجاه لبنان» يهدف إلى «تجاوز عقبات الماضي»، في إشارة إلى سنوات النفوذ المتواصل للأنظمة السابقة على الشؤون اللبنانية.

خلال مؤتمر صحفي مشترك، اتفق وزير الخارجية اللبناني يوسف راجي على أن البلدين يسلكان «طريقاً جديداً»، مع الإشارة إلى أن الخلافات على طول الحدود المشتركة التي تمتد نحو 330 كيلومتراً تبقى قضية محورية.

قضايا رئيسية على طاولة الحوار تشمل ترسيم الحدود، وضع نحو 2000 سجين سوري في السجون اللبنانية، استخدام آليات لتحديد مصير لبنانيين فقدوا في سوريا منذ سنوات، وتسهيل عودة اللاجيئين السوريين إلى بلادهم. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من مليون سوري لجأوا إلى لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل 14 عاماً، فيما تقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 294 ألف شخص عادوا هذا العام.

بعد لقائه الرئيس جوزيف عون، أعلن الشيباني أن ملف اللاجئين سيُعالَج تدريجياً، موضحاً: «هناك خطط نناقشها الآن، بدعم دولي، من أجل عودة كريمة ومستقرة».

وفي شأن الحدود، وقع وزيران الدفاع في البلدين اتفاقاً في مارس الماضي للتعامل مع التهديدات الأمنية بعد اشتباكات راح ضحيتها عشرة قتلى.

احترام سيداية

تتطلّب إعادة بناء الثقة بين البلدين تجاوز عقود من الشك المتبادل والظروف السياسية المؤلمة. الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشراع، التي أطاحت ببشار الأسد في هجوم ثوري خاطف في ديسمبر الماضي، تحمل استياء عميقاً من دور حزب الله اللبناني الذي قاتل إلى جانب قوات الأسد خلال سنوات الحرب السورية، مما قوّى حكمه الاستبدادي.

يقرأ  لماذا نشعر بأنّ الحرارة أشدّ ممّا تُنبئ به التوقّعات؟ — أخبار أزمة المناخ

ومن جانب آخر، لا يزال لدى قطاعات واسعة في لبنان مرارة من هيمنة سوريا التي استمرت 29 عاماً، حيث كانت لها تواجد عسكري لعقود وتورطت في اغتيال عدد من المسؤولين اللبنانيين المعارضين لهيمنتها.

تحوّل الموازين بعدما تدخل حافظ الأسد في الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990) لترسيخ النفوذ السوري، ثم انسحب ابنه بشار من لبنان عام 2005 إثر احتجاجات شعبية غاضبة اندلعت عقب اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، الذي نُسبت إليه التهم مع حزب الله.

وتسارعت مساعي التقارب بعد الإطاحة بالأسد وخسائر حزب الله البارزة في حربه الأخيرة مع إسرائيل، التي أضعفت أحد حلفائه ومسارات إمداده الأساسية.

شدد الشيباني، الذي ضمّت وفدَه وزير العدل مظهر الواس، على «احترام دمشق لسيادة لبنان» ورغبتها في «تجاوز العُقَد السابقة وتقوية أُطر التعاون الثنائي». وفي ديسمبر الماضي أكد أحمد الشراع أن بلاده لن تتدخل في الشؤون اللبنانية وستحترم سيادة جارتها.

أضف تعليق