تم إجلاء مجموعة تتألف من ٣٤ طالبًا من قطاع غزة حاصلين على مقاعد دراسية في جامعات بريطانية، ومن المتوقع وصولهم إلى المملكة المتحدة خلال أيام.
وتعد هذه المرة الأولى منذ اندلاع النزاع التي تُسهل فيها مغادرة أشخاص من القطاع بهدف الالتحاق بالدراسة في بريطانيا. وهم الآن في دولة ثالثة في المنطقة لإجراء الفحوصات البيومترية لتأشيراتهم قبل استكمال رحلتهم إلى المملكة المتحدة.
يحمل جميع الطلاب الثلاثة والثلاثون منحًا دراسية ممولة بالكامل، وقد تلقوا دعمًا من الحكومة البريطانية لمغادرة غزة. تضم المجموعة على الأقل أربعة أطباء، وقد تمّت مساعدتهم على الخروج من القطاع يوم الأربعاء. ومن المتوقع نقلهم إلى بريطانيا مطلع الأسبوع المقبل لبدء الدراسة في جامعاتهم.
أخبر أحد الطلاب الذي تم إجلاؤه بي بي سي بأنه يشعر بالتعب لكنه بصحة جيدة، ووصف السيرورة الأخيرة بأنها «شديدة الكثافة» خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية — وأنه كان من الصعب مغادرة أفراد العائلة وزملاء آخرين ما زالوا ينتظرون الإجلاء.
تشتمل المجموعة على مستفيدين من منحة تشيفنينغ، وهي برنامج ممول إلى حد كبير من الحكومة يُتيح للطلبة الدوليين دراسة درجة الماجستير لمدة عام في بريطانيا. ويأتي هذا الإجلاء بعد أشهر من حملة ضغط قادها سياسيون وأكاديميون وغيرهم نيابةً عن أكثر من مئة طالب فلسطيني حصلوا على عروض قبول من جامعات بريطانية هذا العام.
لا يزال الوقت المحدد للمجموعة التالية المؤهلة للإجلاء غير واضح. وقالت الدكتورة نورا بار، باحثة في جامعة بيرمنغهام ومنسِّقة الجهود الداعمة للطلاب، لبي بي سي: «نظل متأملين أن تدعم الحكومة البريطانية جميع الطلاب المؤهلين للإجلاء، ونحن نعلم بوجود ما لا يقل عن ٣٥ طالبًا ممن يحملون منحًا كاملة لا زالوا محاصرين في غزة». وأضافت: «نحن قلقون بشأن الطلاب الذين لديهم معالون؛ فقد اضطرت أربع أمهات وأب واحد لرفض أماكن في إجلاء هذا الأسبوع لأنهن/لأنه لم يرد أن يتركن أطفالهن خلفهن».
تواصلت بي بي سي مع وزارة الخارجية البريطانية للحصول على تعليق. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وصل إلى بريطانيا مجموعة من الأطفال المرضى للغاية من غزة لتلقّي رعاية طبية متخصصة ومستعجلة من خدمات الصحة الوطنية.
على صعيد العمليات العسكرية، شنت إسرائيل هجومًا بريًا واسعًا على مدينة غزة يوم الثلاثاء. وفي نفس اليوم، خلصت لجنة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة. وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضها القاطع للتقرير ووصفت نتائجه بأنها «مغلوطة وزائفة».
بدأت إسرائيل حربها على غزة ردًا على هجوم شنّه مسلحون من حركة حماس على جنوب إسرائيل في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، أسفر عن مقتل نحو ١٢٠٠ شخص وأخذ ٢٥١ آخرين رهائن. وتشير وزارة الصحة في القطاع إلى أن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة بلغ حتى الآن نحو ٦٥٬١٤١ شخصًا.