وقف إطلاق النار في غزة يُختبر بعد مقتل خمسة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية

قوات إسرائيلية تعيد تموضعها في غزا بموجب اتفاق، لكن اشتباكات وقتلى تهدد استقرار وقف إطلاق النار

نُشر في 14 أكتوبر 2025

قُتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين في هجوم إسرائيلي في مدينة غزة، بحسب مصادر طبية أفادت الجزيرة، رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حركتي حماس وإسرائيل.

أفادت مصادر من مستشفى الأهلي العربي للجزيرة بالعربية يوم الثلاثاء أن جنوداً إسرائيليين قتلوا خمسة فلسطينيين في حي الشجاعيه بغزة.

قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار لإزالة تهديد شكّله أشخاص اقتربوا من قواته في شمال القطاع. وبيّن أنه استهدف “مشتبهين” كانوا “يعبرون الخط الأصفر” — الخط الذي التزمت قوات الجيش بالانسحاب إليه بموجب صفقة وقف النار التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة — وقدموا نحو الجنود مخالفةً لبنود الاتفاق.

هل سيستمر وقف إطلاق النار؟

اتفق الطرفان الأسبوع الماضي على وقف الأعمال العدائية وإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين الباقين — أحياءً وقتلى — مقابل إطلاق سراح حوالي ألفَي فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية. ويتضمن الاتفاق مرحلة أولى تتضمن انسحاباً تدريجياً لقوات إسرائيلية، تبدأ بتموضع الجنود بعيداً عن خط المواجهة وصولاً إلى خط “التموضع الأصفر”.

وأشار خريطة تقريبية نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الخط الأصفر يترك نحو 58% من غزة تحت سيطرة إسرائيلية، وفق ما تحقق منه فريق “صند” التابع للجزيرة.

تكشف هذه المعطيات عن درجة من عدم الوضوح في مرحلة الاتفاق الأولى، فضلاً عن غياب تفاصيل المراحل التالية التي من المفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإرساء قاعدة لدولة فلسطينية مستقبلية.

ولم تتعهد الحكومة الإسرائيلية بسحب كامل لقواتها من القطاع، وتشير وثائق البيت الأبيض إلى احتمال احتفاظ إسرائيل بوجود في منطقة عازلة حتى تزول “تهديدات الإرهاب المتجددة” — ثغرة اعتبرها خبراء تمنح إسرائيل هامش بقاء طويل الأمد إن رغبت.

يقرأ  مقاهي كوريا الجنوبية تكافح طلابًا لا يغادرون

يُعد حي الشجاعيه من بين المناطق المأهولة سابقاً التي ستبقى فيها قوات إسرائيلية.

تؤكد عمليات القتل يوم الثلاثاء على صعوبة الحفاظ على مسار وقف إطلاق النار في ظل محاولات مئات آلاف الفلسطينيين المشردين مرات عدة طوال الحرب العودة إلى منازلهم.

وكالة الجزيرة على الأرض أفادت بسماع إطلاق نار صباح الثلاثاء بينما فتحت القوات الإسرائيلية النار على متقاربين من مواقعها.

قضايا أخرى عالقة قد تعرّض وقف النار للخطر، من أبرزها نزع سلاح حماس، وهو خط أحمر لإسرائيل لم تلتزم الحركة بالتخلي الكامل عنه. وقد تتعقد الأمور أكثر مع احتدام التوترات بين حماس وفصائل مسلحة فلسطينية أخرى داخل غزة، التي كثيراً ما تُتهم بأنها تحظى بدعم خارجي إقليمي أو تتواطأ معه.

وذكرت وزارة الداخلية في القطاع يوم الأحد أن 27 شخصاً على الأقل، بينهم ثمانية عناصر من حماس، قُتلوا في اشتباكات بين عشيرة مسلحة وقوات أمنية تابعة لحماس. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن اشتباكات أخرى اندلعت أيضاً يوم الثلاثاء.

أضف تعليق