يفر الفلسطينيون من هجمات الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة فيما يحتج إسرائيليون ضدّ خطة الاحتلال

فرّ آلاف السكان من حيّ الزيتون الجنوبي في مدينة غزة بعد أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل، ما خلق وضعًا وصفته بلدية المدينة التي تديرها حماس بأنه “كارثي”.

قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن ما لا يقل عن 40 شخصًا قُتلوا في أنحاء القطاع يوم السبت إثر هجمات إسرائيلية.

وأعلنت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية (كوجات) أنها ستسمح مجدّدًا لوكالات الإغاثة بإدخال الخيام ومعدات المأوى إلى غزة، في حين تخطط إسرائيل لتهجير قسري لحوالي مليون نسمة من مدينة غزة إلى مخيمات في الجنوب.

من المقرر أن تُجرى إضراب عام ليوم واحد في إسرائيل يوم الأحد احتجاجًا على خطة الحكومة للاستيلاء على مدينة غزة، وهو مطلب تقدّمه عائلات الرهائن وآخرون يرون أن اتساع رقعة الحرب يعرض حياة المختطفين لدى حماس لمخاطر أكبر.

جاء ذلك بعد أسبوع على تصويت مجلس الحرب الإسرائيلي لصالح احتلال مدينة غزة، أكبر مدن القطاع، وخطط لتهجير سكانها، خطوة ندد بها مجلس الأمن الدولي.

وقالت كوجات: “في إطار التحضيرات لنقل السكان من مناطق القتال إلى جنوب قطاع غزة لحمايتهم، سيُستأنف توريد الخيام ومعدات المأوى إلى غزة.”

وأفاد متحدث باسم بلدية غزة أن عمليات نزوح جماعي جارية بالفعل في حيّ الزيتون بعد ستة أيام من الغارات الجوية المكثفة وقصف الدبابات وعمليات الهدم.

يقطن حيّ الزيتون نحو 50 ألف نسمة، الغالبية العظمى منهم تعاني من انعدام أو شحّ شديد في الغذاء والمياه، وفقا لوكالة الدفاع المدني.

أبلغ غسان كشكو (40 عامًا)، الذي لجأ مع عائلته إلى مدرسة في الحي، وكالة أنباء فرانس برس أن الغارات وقصف الدبابات تتسبب بـ”انفجارات… لا تتوقف”. وقال باختصار موجع: “لم نعد نعرف طعم النوم”.

وأعلنت حركة حماس أن القوات الإسرائيلية تشن “هجومًا مستمرًا” في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة غزة، وبشكل خاص في حيّ الزيتون.

يقرأ  دعوى قضائية جديدة تتحدى استيلاء ترامب على شرطة واشنطن العاصمةفي ظل تشديد الإجراءات

لم تُحدّد الحكومة الإسرائيلية إطارًا زمنيًا دقيقًا لدخول قواتها إلى مدينة غزة، لكن تقارير أفادت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد أن تكون المدينة بكاملها تحت الحتلال اعتبارًا من 7 أكتوبر.

أغلق محتجون إسرائيليون الطريق السريع الرئيسي بين تل أبيب والقدس احتجاجًا على الخطة.

قال متحدث بلدية غزة إن نحو 80% من البنية التحتية في المدينة تضررت خلال نحو عامين من الهجمات الإسرائيلية، في حين تعمل المستشفيات الأربعة المتبقية بأقل من 20% من طاقتها نتيجة نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.

ذكر أمين عام الأمم المتحدة أن نحو 1.9 مليون شخص في غزة — أي نحو 90% من السكان — نُزحوا داخليًا.

أشارت الجهات الدولية إلى وجود سوء تغذية واسع النطاق في غزة، وحذّر خبراء تابعون للأمم المتحدة في تقرير صدَر الشهر الماضي من أن “أسوأ سيناريو” محتمل بخصوص المجاعة بات يتجسد على أرض الواقع.

وأبلغت مستشفيات غزة يوم السبت عن 11 حالة وفاة جديدة جراء سوء التغذية، بينها طفل واحد، ليرتفع إجمالي الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء إلى 251 حالة بينها 108 أطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

في حادث إنساني بارز، توفيت شابة غزية تم إجلاؤها إلى إيطاليا لتلقي العلاج بعد أن كانت في حالة هزال شديدة؛ وهي مَرَح أبو زهري (20 عامًا) التي سافرت إلى بيزا مع والدتها في رحلة ليلية بموجب برنامج أطلقته الحكومة الإيطالية. وقال مستشفى جامعة بيزا إنّها تعرّضت لسكتة قلبية وتوفيت يوم الجمعة، أقل من 48 ساعة على وصولها، بعد خسارة كبيرة في الوزن والكتلة العضلية، وفق تقارير وسائل الإعلام الإيطالية التي أشارت إلى إصابتها بسوء تغذية حاد.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا واليابان بيانًا قالت فيه إن “المجاعة تتكشف أمام أعيننا” ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لـ”إيقاف التجويع”.

يقرأ  أفغان في الولايات المتحدة يحيون ذكرى استيلاء طالبان على كابل وسط تشديد ترامب لسياسات الهجرة — أخبار دونالد ترامب

وأشارت رسالة وقعها أكثر من مئة منظمة إلى أنهم لم يتمكنوا من إيصال شاحنة واحدة من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 2 مارس.

وصلت إسرائيل إلى حدّ تقليص كميات المساعدات التي تسمح بدخولها إلى القطاع بشكل كبير، وتواصل نفي وجود مجاعات، متهمة وكالات الأمم المتحدة بعدم استلامها أو نقلها المساعدات من الحدود وتسليمها داخل القطاع.

قالت الدفاع المدني إن من بين الفلسطينيين الذين قُتلوا يوم السبت، لا يقلّ عدد 13 شخصًا أُطلقت عليهم النار وهم ينتظرون الحصول على طعام قرب نقاط التوزيع. وتشير أحدث أرقام الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 1,760 فلسطينيًا قُتلوا أثناء البحث عن الغذاء منذ أواخر مايو، ومعظمهم على يد القوات الإسرائيلية.

أشعل هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الحرب؛ إذ قُتل نحو 1,200 شخص وأُخذ 251 رهينة، بينما تقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس — والتي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة — إن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من 61,000 فلسطيني. لم أتلقَّ أيَّ نصٍّ في رسالتك. أرسل النصّ الأصلي لكي اعيد صياغته وأترجمه إلى العربية بصياغة متقنة (مستوى C2).

أضف تعليق