«يُعاقب بالإعدام»: ترامب يهدد الديمقراطيين بتهم التحريض — أخبار دونالد ترامب

تهديدات بعقوبة الإعدام والسجن من الرئيس الأميركي

طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب احتمال تطبيق عقوبة الإعدام على مجموعة من النواب الديمقراطيين الذين دعوا القوات والجهات الاستخبارائية إلى رفض الأوامر غير القانونية، كما ألمح إلى أنه يؤيّد سجْنهم بسبب هذا البيان.

تصريحات ترامب على منصته

كتب ترامب على منصته «Truth Social» في سلسلة منشورات يوم الخميس: «هذا أمر سيئ وخطير لبلدنا. لا يجوز السماح لكلماتهم بأن تقف. سلوك تمردي من خونة!!! سجّنوهم؟؟؟». وبعد نحو أربعين دقيقة نشر تغريدة أخرى مقتضبة ذات خمس كلمات: «سلوك تمردي، يعاقب عليه بالموت!».

ردود الفعل الحزبية

نددت القيادة الديمقراطية بسرعة بهذه التصريحات ووصفتها بأنها «وقحة تمامًا». وجاء تهديد ترامب ردًا على فيديو منشور في 18 نوفمبر تضمن مقاطع لستة من أعضاء مجلس النواب والشيوخ الديمقراطيين، جميعهم من قدامى العسكريين أو العاملين في أجهزة الاستخبارات. في الفيديو يذكّر أعضاء الكونغرس زملاءهم في القوات المسلحة والمجتمع الاستخباري (خطأ مطبعي) بواجبهم في رفض «الأوامر غير القانونية».

الخلفية القانونية: متى يجب الرفض؟

يعتبر قانون الواجب العسكري الموحد أن طاعة الأوامر واجبة، إلا أن الأوامر تكون قانونية فقط إذا لم تكن «مخالفة للدستور أو قوانين الولايات المتحدة أو لأوامر عليا قانونية». ويُعدّ الأمر الصادر «خارج سلطة المسؤول» غير قانوني أيضًا؛ ومن ثم يفهم في القانون الأميركي أن على العسكريين رفض الأوامر التي يدرون أنها غير قانونية. وفي قضية مفصلية عام 1968 (United States v. Keenan) قضت محكمة عسكرية بأن «طاعة أمر قانوني مبررة، لكن تنفيذ أمرٍ واضحِ اللاشرعية غير مبرر».

مضمون الفيديو الديمقراطي

ضمّن الفيديو تصريحات مجمّعة لعدة نواب وسناتورات، من بينهم السيناتور مارك كيلي من أريزونا والسيناتورة إليسا سلوتكين من ميشيغان، تدعو العاملين في الجيش والاستخبارات إلى مواجهة المطالب غير القانونية. قالوا في بيانهم الجماعي: «عليكم رفض الأوامر غير القانونية. لا أحد ملزم بتنفيذ أوامر تنتهك القانون أو دستورنا. نعلم أن هذا صعب وأنه وقت عسير على من يخدمون الجمهور، ولكن سواء كنتم في الـCIA أو الجيش أو البحرية أو القوات الجوية، فإن يقظتكم أمر حاسم. واعلموا أننا ندعمكم». شارك في الفيديو أيضًا نواب مثل جيسون كراو وكريس ديلوزيو وماجي غودلاندر وكريسي هولاهان، واختتموا بشعار عسكري شائع: «لا تتخلّوا عن السفينـة».

يقرأ  الشرطة تنقذ طيّار شركة «كاريبيان إيرلاينز» بعد اختطافه في ترينيداد وتوباغو

النقاش العام والتأويلات الحزبية

فسّر بعض الجمهوريين الفيديو على أنه دعوة لرفض الأوامر لأسباب سياسية. على سبيل المثال، وصف مستشار الأمن الداخلي لترامب، ستيفن ميلر، أن «نواب الديمقراطيين يدعون الآن صراحة إلى التمرّد». وردّ الديمقراطيون بأنهم استشهدوا بالقانون العسكري والسوابق القضائية السارية.

انتقادات حول سياسات ترامب العسكرية

تعرّض ترامب لانتقادات من نواب ديمقراطيين آخرين الذين رأوا أن سياساته تنتهك القانون الأميركي، بما في ذلك نشره قوات للشرطة المدنية وحملات قصف ضد زوارق في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي. وجّهوا اتهامات بأن هذه الأفعال تنتهك قانون «بوس كوميتاتوس» لعام 1878 وقد تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية لحقوق الإنسان؛ وقد وصف فولكر تورك، كبير مسؤولي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، هذه الضربات بأنها «غير مقبولة» وأن عمليات القتل خارج نطاق القضاء «لا تبررها القوانين الدولية»، وقد أسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصًا.

سجل ترامب في تهديد المعارضين

ليست هذه المرة الأولى التي يلوّح فيها ترامب بمقاضاة أو سجن أو حتى إعدام منافسيه السياسيين. خلال حملته الرئاسية 2016 صار شعار «سجنوها!» ضد هيلاري كلينتون من أساليب التعبئة الجماهيرية. وبعد توليه الرئاسة استمر في التغريد للضغط على جهات قضائية لملاحقة خصومه، وفي حملته 2024 عاد لمطالبة بمقاضاة جو بايدن وكمالا هاريس. كما هدد أعضاء جمهوريين يُعتبرون خائنين لحزبه، مثل ليز تشيني، واقترح في مناسبة علنية سيناريو عن إعدامها — وسُحب التفسير لاحقًا على أنه مبالغة للتشديد على نقاشاته.

الآثار المحتملة والمخاوف

منذ عودته إلى الرئاسة في ولايته الثانية، يخشى منتقدو ترامب أنه يحاول تفعيل تهديداته ضد معارضين سياسيين من خلال ضغوط قضائية وإجراءات تنفيذية. وفي سبتمبر دعا عبر منصته إلى ملاحقات قضائية بحق ثلاثة من نقّاده البارزين، وهو ما تلاها توجيه لوائح اتهام لاحقة بحق بعضهم، فيما يصف هؤلاء الملاحقات بأنها انتقام سياسي ويسعون لإسقاط التهم.

يقرأ  خفض دعم تركيب الألواح الشمسية على الأسطح يترك الأسر الأمريكية في حالة ذهول | أخبار الطاقة المتجددة

خلاصة

تُعيد تهديدات ترامب الأخيرة الجدل حول حدود الخطاب السياسي في الولايات المتحدة، وحول كيفية حماية العسكريين والمؤسسات القضائية من الانزلاق نحو استغلال القوة ضد خصوم سياسيين، مع إبقاء السؤال مطروحًا عن الكيفية التي سيُتَّخذ بها القانون لمواجهة مثل هذه التصريحات والتصرفات.

أضف تعليق