ردّت مقاتلات من ثلاث دول بعد اختراق المجال الجوي استونيا على يد ثلاث طائرات روسية من طراز ميغ‑31 (فوكسهاوند) يوم الجمعة. وقد أقلعت طائرات الناتو بسرعة ضمن عملية جديدة أُطلقت لحماية أوروبا الشرقية تحمل اسم Eastern Sentry، والتي نُشِئَت بعد أن أسقطت مقاتلات بولندية وهولندية طائرات درون روسية دخلت إلى الأجواء البولندية الأسبوع الماضي.
أفاد الناتو أن مقاتلات F‑35 التابعة للقوات الجوية الإيطالية شاركت في التصدي كجزء من مهمة حماية الأجواء في منطقة البلطيق (Baltic Air Policing). كما أرسلت كل من السويد وفنلندا عناصر اعتراضية رداً على الحادث.
أعلنت السويد أنها أقلعت بطائرات JAS‑39 لاعتراض ومراقبة طائرات ميغ‑31 فوق خليج فنلندا، بالقرب من جزيرة فايندلو. وأكدت القيادات الإستونية أن الطائرات الروسية دخلت المجال الجوي في منطقة الجزيرة، على بعد نحو 15 ميلاً شمال ساحل استونيا وحوالى 60 ميلاً غرب روسيا، من دون تقديم خطة طيران، وبإطفاء أجهزة تحديد الهوية (ترانسفوندر)، ومن دون اتصال ثنائي الاتجاه مع خدمات مراقبة الحركة الجوية الإستونية.
أثارت الواقعة ردود فعل سياسية حادة في المنطقة. ألمحت وزيرة دفاع ليتوانيا إلى أن على الناتو أن يدرس خيار إسقاط الطائرات الدخيلة، مستندة إلى سابقة عام 2015 حين أسقطت مقاتلات تركية من طراز F‑16 طائرة روسية من طراز Su‑24 قرب الحدود التركية‑السورية. ودعت دوفيلي شاكالييني إلى إظهار جدية صارمة في مواجهة هذه الاختبارات الحدودية.
من جهته وصف وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساخكنا الحادث بأنه “اختراق استثنائي ووقح” يبرهن على تزايد عدوانية روسيا، وأن مثل هذه الأفعال لا يمكن التسامح معها ويجب مواجهتها بضغوط سياسية واقتصادية سريعة. واستدعت وزارة الخارجية الإستونية القائم بأعمال السفارة الروسية لإبلاغه الاحتجاج.
قال الناتو عبر المتحدثين إن التحالف تصدّى فوراً للطائرات الروسية واعترضها، معتبرين الحادث مثالاً آخر على سلوك روسي متهوّر وقدرة الحلف على الاستجابة. وتبادل أمين عام الناتو مارك روتي الاتصالات مع رئيسة وزراء إستونيا، مشيداً بسرعة وحسم استجابة العملية Eastern Sentry.
أدانت المفوضية الأوروبية الحادث، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كايا كالاس إن هذا الانتهاك مثّل استفزازاً خطيراً وتصعيداً متكرراً ضد أجواء الاتحاد، مؤكدة تضامن الاتحاد الكامل مع استونيا واستعداد المؤسسات الأوروبية لدعم تعزيز دفاعات الدول الأعضاء بالموارد المناسبة. وتدرس استونيا كذلك استدعاء المادة الرابعة من معاهدة الناتو، بحسب تقارير إعلامية. تنص المادة الرابعة على أن «الأطراف [في التحالف] ستتشاور معًا كلما رأت أي منها أن السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي أو الأمن لأي من الأطراف مهدَّد».
استندت بلوندا إلى المادة الرابعة بعد التوغُّل الروسي بالطائرات المسيَّرة.
ليس من غير المألوف أن تخترق طائرات روسية أجواء دول عضو في الناتو، لكن هذه الحادثة تثير مزيدًا من القلق في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا والأحداث التي شهدتها بولندا ورومانيا الأسبوع الماضي.
طائرة ميغ‑31 روسية من طراز «فوكسهاوند» — مثل الثلاث التي دخلت الأجواء الإستونية يوم الجمعة.
حوالي 19 طائرة مسيَّرة روسية دخلت الأجواء البولندية والرومانية الأسبوع الماضي، وفقًا لما قاله مسؤولون. وصرَّح رئيس وزراء بولندا دونالود توسك أن ثلاثًا إلى أربع طائرات على الأقل تم إسقاطها بواسطة مقاتلات بولندية وهولندية، فيما بدا أن ثلاثًا أو أربعًا أخرى تحطمت داخل الأراضي البولندية.
كانت مبادرة «الحارس الشرقي» مصمَّمة في البداية لنشر قوة مركَّبة من مقاتلات وسفينة فرقاطات دفاع جوي، لكن الخطة تُعَدُّ لتوسيع نطاقها لاحقًا لتغطي المنطقة الممتدة بين القطب الشمالي والبحر الأسود، لتشكل درعًا ضد الطائرات المسيّرة والصواريخ المحتملة. ومن شأن هذا التمركز أن يعزز القدرة على الردع والدفاع بفعالية أكبر في الأماكن والأوقات المطلوبة.
«الحارس الشرقي وهذا النهج الجديد سيوفران ردعًا ودفاعًا أكثر تركيزًا ومرونة حيثما ومتى لزم الأمر لحماية شعوبنا وردع أعمال متهوِّرة وخطيرة مثل تلك التي وقعت الأسبوع الماضي»، هكذا أوضح قائد الحلف الأعلى في أوروبا، الجنرال أليكسوس غرينكيويتش، في 12 سبتمبر.
لا يزال الهدف من هذه الطلعة غير واضح، ولم يصدر بعد تعليق رسمي من موسكو. وبعد توغلات الطائرات المسيّرة، قال مسؤولون في بولندا إن روسيا كانت تختبر عزم الناتو.
بغضِّ النظر عن سبب وجود «فوكسهاوند» فوق إستونيا، فقد أدّت تواجُدها إلى تفاقم التوتر في أوروبا الشرقية.
للتواصل: [email protected] النص المرسل فارغ. لطفاً أرسل النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2.