أُحيل أستاذُ تاريخِ الفنِ إلى إجازةٍ مؤقتةٍ بعدَ منشوراتٍ تتعلّقُ بتشارلي كيرك

كارين ليدر (في المقدمة) وُضِعت في إجازة إدارية بعد أن استهدفت حسابات يمينية منشوراتها المتعلقة بتشارلي كيرك.

كارين ليدر، أستاذة مشاركة بحكم التثبيت في تاريخ الفن بجامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU) في بوكا روتون، أمضت معظم الأسبوع الماضي خائفة من مغادرة منزلها، تتلقّى سيلًا من التهديدات عبر بريدها الوظيفي ورسائل صوتية تركت لها.

«لم أخاف من الخروج طوال حياتي»، قالت ليدر في مقابلة مع Hyperallergic. «لا أتمنى هذا على أحد».

ليدر، التي تعمل كذلك المستشارة الوحيدة لأعضاء مجموعة الديموقراطيين الطلابية في الكلية، وُضعت في إجازة إدارية مدفوعة الأجر في 13 سبتمبر على خلفية منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي التي نَقدت وجهات النظر السياسية لمؤسس Turning Point USA والمحلل اليميني تشارلي كيرك. هي إحدى العشرات من المدرّسين والمعلّمين في أنحاء الولايات المتحده الذين تعرّضوا لتأديب بعد اغتيال كيرك في يوتا الأسبوع الماضي، وقد عبّرت رابطة أساتذة الجامعات الأمريكية عن «قلق بالغ» إزاء موجة الانتقام التي طالت أعضاء هيئة التدريس والطلبة.

تُصنف FAU كجامعة خدمية للأقليات الناطقة بالإسبانية، ويبلغ عدد طلابها نحو 31 ألفًا، وهي الأشد تنوعًا عرقيًا ضمن نظام الجامعات الحكومية في فلوريدا.

المنشورات الموضوعية التي راجعها الموقع كانت في معظمها إعادة نشر لتعليقات مستخدمين آخرين تنتقد سجلات كيرك في إطلاق تصريحات تمييزية ولم تَدْعُ صراحةً إلى العنف أو تبارك موته. مع ذلك، سرعان ما استُهدفَت عبر منصات يمينية ووسومات استُخدمت لجذب انتباه الجامعة.

خطاب من قسم الفنون البصرية وتاريخ الفن أخطرها يوم السبت بأنها ستوضع في إجازة مدفوعة الأجر ريثما تُجرى تحقيقات حول سلوكها على وسائل التواصل الاجتماعي. نصّ الخطاب أن «الجامعة تلقت شكاوى، مما يعطينا سببًا للاعتقاد بأن استمرارك في العمل ينعكس سلبًا على سير العمل بالجامعة». وأضاف أن التحقيق سيتضمن مراجعة لسلوكها، بما في ذلك، دون حصر، منشوراتها الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتقد الجامعة أنها قد تعطل الأداء الفعّال للمؤسسة و/أو تُعرّض سلامة أو مصلحة الموظفين أو الزملاء أو الطلبة للخطر.

يقرأ  محاولة مؤرخ فنون فرنسي لإحباط نقل سجادة بايو إلى لندن

تنكر ليدر أن تكون أي من منشوراتها قد عرضت أمن أي شخص على الحرم الجامعي للخطر أو عبّرت عن كراهية من أي نوع. قالت إن مقصدها كان دحض السرد السائد القائل بأن كيرك يمارس السياسة بأدب مدني، وهو رأي تبنّاه بعض الكتاب وأثير حوله نقد كثير.

أحد منشوراتها المؤرخة في 11 سبتمبر ذكر: «السرد المتوقَّع بتلويح أصابع الاتهام نحو الأساتذة عاد إلى نقطة البداية، تشارلي ‘قائمة مراقبة الأساتذة’ كيرك. تدمير حياة الناس للمتعة والربح.» إشارة المنشور كانت إلى كيفية استهداف منظمة Turning Point USA لأساتذة الجامعات الذين تختلف معهم آراءهم.

أعادت ليدر كذلك نشر سلسلة تغريدات بتاريخ 11 و12 سبتمبر مع تعليق «هذا كان تشارلي كيرك»، تضمنت انتقادات لتصريحات كيرك المعادية للمجتمع LGBTQ+ وعنصرية. أعادت أيضاً منشورًا تبيّن لاحقًا أنه يحتوي معلومات غير دقيقة تدّعي استخدامه لشتيمة ضد آسيويين، فأزالت المنشور فور علمها بأن المعلومة غير صحيحة.

منشور آخر أعادته كان لتعليق لمستخدم على X يحمل اسمًا مثل «I smoked Charlie Kirk». فسّره معلقون يمينيون على أنه تحريض أو تشجيع لموت كيرك، لكن ليدر أوضحت أن ذلك المستخدم يغير اسمه بصورة متكررة للتعليق على عناوين متداولة بطريقة ساخرة.

«لم أقل شيئًا ولم أقم بأي فعل يشجّع العنف بتاتًا»، قالت ليدر. «لم أحتفل بموته، ولم أقل إنه استحق ذلك، ولم أؤيّد العنف بأي شكل أو صورة.»

لم ترد الجامعة على طلبات متعددة للتعليق.

أشارت ليدر في اللقاء إلى أن أنشطة Turning Point USA ترهب زملاءها الأكاديميين. أستاذ تعرفه شخصيًا وُضع في قائمة «مراقبة الأساتذة» التي تصدرها المنظمة، وما رافق ذلك من خوف على حياته بعد أن ورد اسمه في القائمة. «كل مَن يظهر اسمه في تلك القائمة يعلم أن هناك من قد يدخل صفّه حرفيًا لمراقبته، يسجل الحضور ليحضر الصف بغرض التصوير أو التجسّس»، قالت ليدر.

يقرأ  ثبوت إيجابية فحص الكحول لدى طيار نيجيري بعد انحراف طائرته عن المدرج

أصدرت الجامعة بيانًا عبر صفحتها على X تعلن فيه وضع أستاذ غير مسمّى في إجازة قسرية بعدما علم رئيس الجامعة بـ«تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أدلى بها عضو هيئة تدريس مثبّت تتعلق باغتيال تشارلي كيرك». تقول ليدر إنها لم تُشر إلى موت كيرك في منشوراتها، وتعتبر بيان الرئيس تحريفًا لنشاطها على وسائل التواصل.

بعد أن ركّزت الحسابات اليمينية، ومنصات مثل «LibsofTikTok»، اهتمامها على منشورات ليدر، ظهرت مشاركات كشفت عن عنوان منزلها وبريدها الإلكتروني الجامعي. قدمت تقارير إلى شرطة حرم FAU وشرطة بوكا راتون، لكنها لم تتلق أي تواصل من الإدارة منذ إبلاغها بالإجازة الإدارية.

في الأسابيع الأخيرة صارت ليدر شخصية معارضة بارزة داخل الحرم. خلال العطلة الصيفية، أُفيد أن الجامعة أبرمت اتفاقية مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية عبر برنامج 287(g)، شراكة تتيح لوكلاء فيدراليين وشرطة محلية تحديد أشخاص أو توقيفهم لأجل الترحيل داخل الحرم. شاركت ليدر في احتجاج طلابي ندد بالاتفاق قبل أيام من اغتيال كيرك.

من بين القضايا التي تعارضها ليدر داخل الجامعة تعيين آدم هاسنر رئيسًا لـFAU، وهو سياسي جمهوري سابق ومسؤول تنفيذي سابق في شركة GEO Group، الشركة الخاصة التي تُشغّل مراكز احتجاز بالتعاقد مع ICE في مقاطعات مجاورة.

أوضحت ليدر أن لديها بعض الحماية النقابية أثناء سير التحقيق، وأن محاضراتها نُقلت إلى الإنترنت، لكنها لا تعرف من سيتولى تدريس قرابة 105 طالبًا لديها، وتخشى أن يؤدي كشف عناوينها إلى تعريض الطلبة أيضًا للخطر.

«حريتي في التعبير تحميني عمّا قلته»، قالت ليدر. «لكن الردّ عليه قد يقتلني.»

أضف تعليق