زعيم حزب الله يدعو السعودية إلى التوحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي — أخبار حزب الله

نعيم قاصم دعا إلى أن تفتح السعوديه «صفحة جديدة» في العلاقة مع حزب الله وتبني جبهة مشتركة لمواجهة إسرائيل، مؤكداً أن الضغط على «المقاومة» لا يخدم سوى مصلحة تل أبيب.

تأتي تصريحات نائب أمين عام حزب الله يوم الجمعة فيما تصعد إسرائيل هجماتها على جنوب لبنان. وطالب قاصم الرياض بأن تقوم هذه «الصفحة الجديدة» على ثلاثة مبادئ واضحة: الحوار لحل الخلافات ومعالجة المخاوف، الاعتراف بأن العدو هو إسرائيل — وليس «المقاومة» —، و«تجميد الخلافات الماضية».

وشدد على أن سلاح المقاومة موجه حصراً ضد إسرائيل: «ليس لبنان، ولا السعودية، ولا أي مكان أو طرف آخر في العالم». وحذّر من أن مزيد الضغط على المقاومة يخدم إسرائيل فقط، قائلاً إنه لو أُبيدت المقاومة فلن تتوقف الآثار عند هذا الحد «بل سيطال الدور دولا أخرى».

تُعد توترات العلاقة بين السعودية وحزب الله جزءاً من الصراع الإقليمي الأوسع بين الرياض وطهران، الداعم الرئيسي للحزب. وفي 2016 صنّف مجلس التعاون الخليجي، في مقدمة دوله السعودية، حزب الله تنظيمًا «إرهابياً» مستنداً إلى مشاركته في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد ودعمه لجماعة أنصار الله في اليمن.

«الإبادة صارت حلاً»

وصف قاصم إسرائيل بأنها «مركز استعماري» دعمتها أولاً بريطانيا ثم الولايات المتحدة، واتهمها بأنها بلغت «ذروة الهمجية» من خلال ارتكاب جرائم مدعومة بالكامل من واشنطن ومتجاهلة للقانون الدولي. وأضاف أن «الحرب الناعمة والعقوبات واتفاقات إبراهيم فشلت في تحقيق النصر السريع والحاسم الذي كان يسعى إليه الأميركيون والإسرائيليون، ولذلك أصبحت الإبادة لهم حلاً».

ورأى أن ضربة إسرائيل لقطر في 9 سبتبمر شكلت نقطة تحول، وأن «ما سيأتي بعد الضربة على قطر مختلف عما قبله». وتساءل: «عندما تعلن الولايات المتحدة علناً أنها تعمل من أجل مصلحة إسرائيل، كيف نثق بأي مقترح أميركي أو غير أميركي، أو نقبل بالتنازل تلو التنازل؟»

يقرأ  ٥٢ قتيلاً على الأقل في غزة تصعيد إسرائيلي لهجماته على مدينة غزة أخبار غزة

في سياق متصل، تدفع الولايات المتحدة لبنان إلى نزع سلاح حزب الله وفق شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوسط فيه في نوفمبر 2024. ونوّه قاصم بأن الحزب مفتوح للحوار «من موقع قوة»، مؤكدًا أن التزامه بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي «ثابت لا يتزعزع» وأن هدفه طرد القوات الإسرائيلية وتحرير الأرض.

جاءت مناشدة قاصم للسعودية بعد يومين من توقيع الرياض وباكستان، التي تملك سلاحًا نووياً، ميثاق دفاعي متبادل على خلفية الضربة الإسرائيلية لقطر.

قتيلان في هجمات إسرائيلية

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، منفصلةً، مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين في هجومين إسرائيليين منفصلين في جنوب لبنان يوم الجمعة. استهدفت ضربة سيارة أمام مستشفى عام في بلدة تبنين، بينما أصابت ضربة أخرى مركبة في بلدة أنصار.

وقالت قوات الاحتلال إنها قتلت عمار هائل قتيباني، وادعت أنه قائد في حزب الله في جنوب لبنان، من دون تحديد مكان مقتله بدقة. وأضافت أنها قتلت عنصرًا من قوة رضوان في تبنين، وضربت «مركبة كانت تُستخدم لجمع معلومات استخبارية» عن قواتها في مدينة الناقورة.

وتأتي هذه الهجمات بعد يوم من استهداف إسرائيل وقصفها عدة بلدات في الجنوب وتحذيرها السكان من البقاء هناك. واتهم رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إسرائيل بـ«الترهيب والاعتداءات» التي تُرتكب تحدياً لاتفاق وقف إطلاق النار وآلية المتابعة الدولية المعتمدة.

ورغم الهدنة، واصلت إسرائيل قصف جنوب لبنان على نحو شبه يومي. وبموجب شروط الاتفاق، يفترض أن ينزع حزب الله سلاحه ويتراجع شمال نهر الليطاني، بينما تسحب إسرائيل قواتها بالكامل من الأراضي اللبنانية؛ غير أن الواقع يشير إلى استمرار وجود إسرائيل في مواقع لا تقل عن خمسة نقاط في جنوب لبنان.

أضف تعليق