معاهدة تاريخية لحماية الحياة البحرية في أعالي البحار تدخل حيز التنفيذ يناير المقبل — أخبار أزمة المناخ

معاهدة تاريخية لحماية التنوع البحري في المياه الدولية تدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل

أصبحت أول معاهدة عالمية تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي البحري في المياه الدولية قابلة للتطبيق بعد أن صادقت عليها الدولة الستين، المغرب. وباعتماد المغرب الرسمي لمعاهدة التنوع البيولوجي البحري يوم الجمعة، تقرر أن تدخل المعاهدة حيّز التنفيذ في 17 يناير 2026، مما يفتح آفاقًا جديدة لحماية مناطق تشغل نحو ثلثَي محيطات العالم وتحتضن ما يصل إلى عشرة ملايين نوع مختلف، كثير منها لم يُحدد بعد.

التهديدات المتصاعدة للمحيطات

تسارعت وتيرة التصديق على المعاهدة مع تزايد التهديدات التي تواجه محيطات العالم، من تغيّر المناخ والصيد الجائر إلى استغلال قاع البحار العميقة، الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه على تحفيزه في المياه الدولية. وقد وصفت بعثة المغرب لدى الأمم المتحدة دخول المعاهدة حيز التنفيذ بأنه «انجاز مهم لحماية المحيط» و«التزام جماعي» بحماية التنوع البحري خارج نطاق الولاية الوطنية.

رد فعل الأمم المتحدة

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالدول التي صادقت على المعاهدة حتى الآن واعتبرها «حبل نجاة للمحيط والإنسانية» في مواجهة تحديات منها تغيّر المناخ وفقدان التنوع والتلوث. وأضاف أن المعاهدة، التي تغطي أكثر من ثلثَي المحيط، تضع قواعد ملزمة للمحافظة على التنوع البحري واستخدامه المستدام، وتقاسم المنافع بعدالة أكبر، وإقامة مناطق محمية، وتعزيز العلوم وبناء القدرات، داعيًا الدول التي لم تنضم بعد إلى الإسراع بالمصادقة.

الوضع الراهن للتأييد الدولي

إلى جانب الدول الستين التي صدقت نهائيًا، وقّعت 122 دولة أخرى، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، على الاتفاقية مع الإشارة إلى نيتها التصديق عليها.

الاختبار الحقيقي يكمن الآن في التنفيد

تقول لينكا رودن، المنسقة الإقليمية للكاريبي في تحالف البحار العميقة، إن «الاختبار الحقيقي» للمعاهدة يكمن الآن في كيفية تنفيذها. وأوضحت أن المجتمعات الساحلية تعاني آثار تغيّر المناخ وتدهور المحيطات، وتعتمد مباشرة على نظم بحرية سليمة في أمنها الغذائي وسبل عيشها وهويتها الثقافية. وأضافت: «نثق أن هذه الاتفاقية ستفي بوعدها بحماية فعلية في البحر، والوصول العادل إلى الموارد، والمرونة للفئات الأكثر هشاشة».

يقرأ  إستونيا تطلب مشاورات بموجب المادة الرابعة بعد أن اعترض الناتو طائرات حربية روسية

آلية التنفيذ ومسألة الإنفاذ

لا تنشئ المعاهدة جهاز إنفاذ عقابيًا مستقلاً، بل تعتمد بدرجة كبيرة على قيام الدول بتنظيم سفنها وشركاتها داخليًا. فإذا انتهكت سفينة ترفع العلم الألماني القواعد، تكون ألمانيا مسؤولة عن التحرك، كما أوضح تورستن ثيلي، مؤسس مؤسسة المحيط العالمي ومستشار في حوكمة المحيطات والتمويل الأزرق. ولهذا السبب اعتبر أن التصديق الشامل ضروري، لأن الدول التي لم تنضم قد تجادل بأنها غير ملزمة.

ما المقصود بالبحار العليا؟

تشمل المعاهدة المياه الدولية التي تقع خارج منطقة الصلاحية الاقتصادية الحصرية لأي دولة، وتمثل هذه المساحات نحو ثلثَي المحيط ونحو نصف سطح الأرض تقريبًا. كما تغطي المعاهدة ما يُعرف بـ«المنطقة» أي قاع البحر وطبقات التربة تحته خارج حدود الولاية الوطنية، وهو ما يشكل قليلاً أكثر من نصف قاع المحيطات على مستوى الكوكب.

تنسيق دولي ومؤسسي

مع دخول المعاهدة حيز التنفيذ، سيجتمع جهاز صنع القرار — مؤتمر الأطراف — للعمل مع منظمات إقليمية وعالمية قائمة تشرف على جوانب مختلفة من المحيطات، مثل السلطة الدولية لقاع البحر، لضمان تنسيق السياسات وتنفيذ الالتزامات.

مخاطر تعدين أعماق البحار وأهداف العدالة

من بين محاور المعاهدة السعي لضمان تقاسم أكثر عدلاً ومنصفًا للمنافع المرتبطة بالتنوع البحري وفي معالجة المخاطر البيئية المحتملة الناتجة عن أنشطة مثل تعدين قاع البحر العميق، مع التشديد على أهمية الحفاظ على النظم البيئية البحرية وتعزيز البحث العلمي وبناء القدرات للدول الأضعف. يبدو أن النص المرسل فارغ.
من فضلك اعد إرسال النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته.

أضف تعليق