تابعت إسرائيل هجومها العسكري في مدينة غزة، وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 31 شخصًا قتلوا يوم السبت، فيما هدّدت حركة حماس بعدم إعادة أي من الرهائن الإسرائيليين المتبقين إلى إسرائيل على قيد الحياة.
نشرت الحركة مونتاجًا وصورًا تُظهر 47 رهينة، مرفقةً بتسمية “رون أراد”.
كان رون أراد جنديًا إسرائيليًا اُعتُقِل بعد تحطّم طائرته الحربية في لبنان عام 1986؛ ومصيره ظل لغزًا يؤرق الرأي العام منذ ذلك الحين، إذ لم تعثر السلطات على رفاته.
تكتسب الجنازة المهيبة أهمية دينية واجتماعية كبيرة لدى كثير من الإسرائيليين، وخصوصًا بالنسبة للجنود القتلى، إذ ينص قانون الجيش الإسرائيلي على مبدأ عدم ترك الجندي “لا حيًا ولا ميّتًا”.
بعد قرار إسرائيل التقدم لاحتلال مدينة غزة رغم التحذيرات من كارثة إنسانية، أكدت حماس أنها لن تُعيد الرهائن إلى إسرائيل أحياءً.
كان يُعتقد أن نحو 20 من بين الـ47 رهائن كانوا على قيد الحياة قبل انطلاقة العملية الإسرائيلية الكاملة في المدينة فجر الثلاثاء، وحذر ذوو الرهائن من تداعيات القرار.
وردت تقارير أن بعض الرهائن نُقِلوا من الأنفاق وتوُزّعوا على أجزاء عدة من المدينة لإبطاء زحف القوات الإسرائيلية.
في المونتاج، اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض وقف إطلاق النار ورفض الإفراج عن الرهائن، وأدانت قائد الجيش الإسرائيلي إيال زامير لتنفيذه أمر اقتحام مدينة غزة رغم ما نُقل عن معارضته.
وعُلّق على الصور بالعربية والعبرية تحذير واضح: “بسبب رفض نتنياهو وخضوع زامير، صورة وداع لبداية عملية غزة”.
عشرات القتلى في القطاع
قالت مصادر طبية إن ما لا يقل عن 31 فلسطينياً سقطوا في مدينة غزة يوم السبت، بينما تواصل إسرائيل هجومها على أكبر مدن القطاع رغم الانتقادات الدولية.
وعبر القطاع بأكمله، أفاد ممارسو الرعاية الصحية بمقتل 56 شخصًا يوم السبت، وإصابة نحو 80 آخرين بجروح خطيرة.
أعلنت القوات الإسرائيلية أنها دمرت أنفاقًا وأجهزة متفجرة ومباني استخدمها عناصر حماس ومواقع قناصة في مدينة غزة وأجزاء أخرى من المنطقة الساحلية، وقُتل عدد لم يُحدَّد من المقاتلين.
وقال الجيش إن أكثر من 100 “هدف إرهابي” تعرّضت لهجمات، غير أن ادعاءات الطرفين لا يمكن التحقّق منها بشكل مستقل حاليًا.
ونقلت بوابة ynet عن مصادر فلسطينية أن قصفًا كثيفًا و”حلقة نارية” سادت أجزاءًا متعددة من مدينة غزة.
وأفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الجمعة بأن نحو 480 ألف فلسطيني غادروا المدينة التي كانت تسكنها نحو مليون نسمة سابقًا، متجهين إلى منطقة المواصي جنوب‑غرب القطاع التي صنفتها إسرائيل “منطقة إنسانية”.
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن عدد القتلى منذ بداية الحرب تجاوز 65 ألفًا، من دون تمييز بين مدنيين ومقاتلين، ويُعتقد أن الغالبية العظمى من الضحايا من المدنيين.
واتهمت إسرائيل حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وشنّت الحراك الإسلامي المسلح الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أدى إلى مقتل نحو 1,200 شخص واغتيال أكثر من 250 رهينة (sic).
يشيّع فلسطينيون شهداء سقطوا نتيجة إطلاق النار من قوات إسرائيلية في منطقة مراك برفح، بمجمع ناصر الطبي تمهيدًا لدفنهم في خان يونيس.