كييف تكثف ضغوطها لفرض عقوبات أوسع بعد توغلات جوية روسية على الجناح الشرقي لأوروبا
نُشر في 20 سبتمبر 2025
يتجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد لقاء مع رئيس الـولاات المتحدة دونالد ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، في محاولةٍ منه لحثّ واشنطن على اتخاذ إجراءات عقابية أشدّ تجاه روسيا.
وأعلن زيلينسكي خططه السبت، في وقت كثفت موسكو هجماتها على الأراضي الأوكرانية عقب توغلات جوية على الجناح الشرقي لأوروبا أثارت مخاوف من امتداد النزاع الأوكراني. وجاء ذلك بعد أن طرحت الاتحــاد الأوروبي حزمة عقوباتها التاسعة عشرة. ونشر زيلينسكي على منصته أنه «ننتظر الآن خطوات عقابية قوية من الولاات المتحدة أيضاً — أوروبا تقوم بدورها». وأضاف أن حزمة العقوبات قُرِبت من الصياغة النهائية وسيجْرِي إقرارها قريباً، وسيتمّ تنسيقها بسرعة مع أوكرانيا، مشيراً إلى قيود مفروضة على موارد الطاقة الروسية وضغوط جديدة على بنية «الأسطول المظلل» وقيود على العملات المشفّرة.
من جانبه، ألمح ترامب الأسبوع الماضي إلى استعداده لفرض «عقوبات كبرى» على روسيا، ولكن اشترط لذلك موافقة جميع حلفاء الناتو على التوقف التام عن شراء النفط من موسكو.
ومن المتوقع أيضاً أن يطرح زيلينسكي مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا لمنع تكرار الهجمات الروسية مستقبلاً بعد أي هدنة محتملة، في حين حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنه لن يقبل بوجود قوات غربية على الأراضي الأوكرانية.
على الأرض، صعّدت موسكو هجماتها ليل السبت، بإطلاق نحو أربعين صاروخاً وحوالي 580 طائرة مسيّرة في إحدى أكبر الضربات منذ بدء الحرب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين.
عمليات وقائية على الجناح الشرقي لأوروبا
اتخذت دول الناتو إجراءات لتعزيز دفاعاتها على الجناح الشرقي بعدما شهدت بولندا ورومانيا في الأسبوعين الماضيين توغلات طائرات مسيّرة روسية، وكذلك تقارير غير مسبوقة عن دخول ثلاث مقاتلات روسية المجال الجوي الإستوني يوم الجمعة.
أعلنت القوات المسلحة البولندية أنه جرى نشر طائرات بولندية وحليفة في سلاح جو «وقائي» لضمان سلامة المجال الجوي البولندي بعد شن روسيا ضربات جوية استهدفت غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية. كما أكدت المملكة المتحدة أن مقاتلاتها نفّذت أول مهمة دورية للدفاع الجوي ضمن ناتو لتحرس سماء بولندا وتصدّ تهديدات جوية محتملة في إطار مهمة الحرس الشرقي.
بدورها أنكرّت وزارة الدفاع الروسية دخول طائراتها المجال الجوي الإستوني في اليوم السابق، بينما قال مسؤولون إستونيون إن الخرق الذي استمرّ 12 دقيقة رُصد عبر الرادار وشُوهد بصرياً. وأوضح العقيد أنتس كيفيسيلغ، قائد مركز الاستخبارات العسكرية الإستوني، أن مسألة ما إذا كان الخرق عملاً متعمداً لا تزال «تحتاج إلى تأكيد».
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الأخير أعاد تركيز الحلفاء على صون الأمن الجماعي وسبل تنسيق العقوبات والدعم الأمني لأوكرانيا في ضوء خطر توسّع المواجهة.