جدارية مترامية الأطراف تضامناً مع المهاجرين تكشف في كاتدرائية القديس باتريك

بجانب قداس كان يجري داخل كاتدرائية القديس باتريك القيّمة في مانهاتن، اصطفّت مجموعة من المراسلين أمام منصة فارغة في انتظار رئيس أساقفة نيويورك، تيموثي دولان، يوم الخميس 18 سبتمبر. في ظلّ اجتياح خطاب معاداة المهاجرين في المشهد السياسي الوطني وحملات الترحيل الواسعة، اختارت الكاتدرائية أن ترفع صوتها إنسانياً عبر أكبر عمل فني كُلف للمعلم النيو-قوطي: جدارية ضخمة مكوّنة من اثني عشر لوحاً.

حملت الجدارية عنوان «ما المضحك في السلام والحب والتفاهم؟» (2024–2025)، وقد كشف عنها الفنان آدم تسفيانوفيتش صباح الخميس. على مدى أسابيع عملت فرق التركيب ليلاً لوضع اللوحات المنقولة من مرسم الفنان في بروكلين نيفي يارد. في مشهد تراكبٍ بديع، اختلطت صور المهاجرين من أعراق متنوعة بشخصيات من تاريخ الكاثوليكية في المدينة، جميعهم ينظرون إلى الأعلى، بعضهم باتجاه مذبح الكاتدرائية. الجدارية، التي مولها متبرعون خاصون، ستُدشَّن رسمياً خلال القدّاس يوم الأحد.

عند الافتتاح أمام الصحافة، وقف الكاردينال دولان عند المنصة فيما تواجد الفنان متواضعاً على الجانب، بينما كانت جداريات الزيت الرافعة إلى علوّ خمسةٍ وعشرين قدماً خلفه تعبر بصوت بصري عالٍ كما أراد لها صانعها. قال دولان مخاطباً الحضور: «قضية المهاجرين كانت مهمة للكنيسة دائماً، لكنها تبدو اليوم تحت الأضواء أكثر من السابق. سألني البعض: هل تحاول أن تصدر بياناً حول الهجرة؟ بالتأكيد، الرسالة الأساسية أن المهاجرين هم أولاد الله».

ابن مهاجر من صربيا، أعرب تسفيانوفيتش عن دهشته من فرصة التعاون مع رئيس أساقفة نيويورك، موضحاً أنه نال التكليف عبر مسابقة قبل انتخاب ترامب، لكن سياسات الترحيل الأخيرة أعطت العمل بعداً جديداً من الاهتمام. وذكر الفنان أنه تحرّر من قيود إرشادية صارمة من الكنيسة، فصوّر ما رغِب بحرية. وأضاف أنه ما أسعده حقاً أن زوّاراً من خلفيات مختلفة يدخلون ويقولون بعد رؤية الجدارية: «أنا أنتمي هنا، أنا في قلب نيويورك، وأُحترم بعمق».

يقرأ  في تصويرات ماغدا كير الخيالية: كائنات عملاقة شبيهة بالآلهة تسود عالماً بين الأبعاد

الكنيسة الكاثوليكية طالبت باستمرار بإصلاحات الهجرة، وفي الأشهر الأخيرة شجب رؤساء الأساقفة عبر البلاد حملات الترحيل الجماعية. دولان تبنّى دوره في قيادة إحدى أكثر المقاوميات تنوعاً وأبدى استيائه من «الهجمات الشاملة» على المهاجرين، بما في ذلك المداهمات في دور العبادة. وعلى نحو موازٍ، ظلّ وجه دولان محطّ نقاش علني لسنوات بشأن تقارير تتعلق بإجراءات مالية اتُّخذت أثناء ولايته السابقة، وهو ما نفاه مراراً.

تتوسّط الجدارية المدخل والمخرج في كنيسة وسط المدينة التي تستقبل نحو ستة ملايين زائر سنوياً. استجاب الفنان لرغبة دولان بإدراج تذكير بظهور نُوك عام 1879، حين قال 15 شخصاً في إحدى رعايا أيرلندا إنهم رأوا العذراء وحمل الله وملائكة على جدران الكنيسة—حدث ربطه دولان بعام تدشين كاتدرائية القديس باتريك ورآه رمزاً للصلابة الروحية.

تتضمّن اللوحات شريطاً من ورق الذهب بأقراط متفاوتة يحيط بتجسيد حمل الله، الذي يطفو فوق صفٍ لا ينتهي من مهاجرين بجنسيات مختلفة. الأطفال متصوّرون جالسين على أمتعة عصرية أو محتضَنين بأذرع مَن يعتنون بهم. تزخر الجدارية «ببيض عيد الفصح» بصور لشخصيات كاثوليكية بارزة مندمجة بين الحضور: في لوحة حمل الله يظهر القس الكوبي الناهض ضد الرق فيرير فليكس فارِيلا إي موراليس، الذي عاش في نيويورك إلى جانب القديسة فرانسيس كسافييه كابريني، أول مواطنة أميركية تُقدَّس.

في لوحة أخرى تظهر خمس شخصيات في بورتريه مركّز، من بينها القديسة الأولى من السكان الأصليين المعترف بها، كاتري تيكاكويسا، من المهاهوك التي كُرِّمت في القرن السابع عشر لاهتمامها بالمرضى، كما تبرز خادمة الله دوروثي داي، المؤسِّسة المشاركة لحركة العامل الكاثوليكي عام 1933. لوحة كاملة مخصّصة لعناصر إنفاذ القانون والمسعفين من أصول متعدّدة، ولوحة أخرى تكرّم مهاجرين إيرلنديين وإيطاليين بملابس من زمن مضى.

يقرأ  آرت ديكوإعادة تشكيل السينما الأمريكية

أوضح تسفيانوفيتش أنه استقى شخصياته من نماذج حية، بينها أفراد من عائلة زوجته الكاثوليكية في نيوجيرسي، وحتى ذِكْر حمل الله المؤطر جاء من نموذج من نيوجيرسي، كما قال مازحاً. عند الافتتاح قال القس الكبير إنريكي سالفو، المولود في نيكاراغوا: «لو قيل لي إنني سأصبح راعي كاتدرائية القديس باتريك حين هاجرت إلى هذا البلد، لما صدّقت. ونأمل أن تكون هذه الجدارية إلهاماً لكل من يدخل—ليس فقط لأننا نرحّب بهم، بل لأننا ندعوهم للمساهمة وإحداث فرق». لم يصلني أي نص لإعادة الصياغة أو الترجمة.
ارجو ارسال النص المطلوب كي أتمكن من مساعدتك بدقة واحترافية.

أضف تعليق