ترفض طالبان الأفغانية تهديدات ترامب بشأن استعادة قاعدة بگرام الجوية

ترامب يطالب باستعادة قاعدة باغرام ويستشهد بقربها من منشآت نووية صينية

رفضت حركة طالبان مطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تسلمها قاعدة باغرام، التي كانت تديرها واشنطن طوال حربها التي امتدت عشرين عاماً في أفغانستان. ووصفت الحركة تهديد ترامب بأن «أشياء سيئة» ستقع في حال عدم تنفيذ هذا المطلب بأنه غير مقبول.

وقالت طالبان الأحد إن «استقلال أفغانستان وسلامة أراضيها يحتلان أولوية قصوى» ودعت الولايات المتحدة إلى الالتزام بالاتفاقيات السابقة التي تقرّ بعدم اللجوء إلى القوة.

وأضافت قيادة البلاد: «ومن ثمّ يُشدَّد مجدداً على ضرورة تبنّي سياسة واقعية وعقلانية بدلاً من تكرار النهج الفاشل في الماضي».

قاعدة باغرام، أكبر مواقع الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، تقع نحو 50 كيلومتراً شمال كابول، وكانت محوراً لعمليات واشنطن على مدى العقدين الماضيين. انتهت الحرب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 وشملت تدخل القاعدة، بانسحاب أمريكي فوضوي ومفاجئ في 2021.

احتُجز الآلاف في الموقع لسنوات من دون توجيه تهم أو محاكمات خلال ما أسمته الولايات المتحدة «حربها على الإرهاب»، وتعرّض كثيرون منهم لسوء معاملة وتعذيب. وبعد الانسحاب الأمريكي وانهيار الحكومة الأفغانية استعادته طالبان في 2021.

خلال الأسبوع الماضي أعرب ترامب عن اهتمام ملحوظ بإعادة الحصول على القاعدة. وقال للصحفيين في البيت الأبيض: «نتحدث الآن مع افغانستان ونريدها مرة أخرى — نريدها بسرعة، فوراً. وإذا لم يفعلوا ذلك، إذا لم يفعلوا، فستعرفون ماذا سأفعل». أعلن ترامب هذا المسعى أول مرة خلال زيارة دولة إلى المملكة المتحدة، في مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

أثار تصريح ترامب بشأن قرب القاعدة من منشآت نووية صينية قلق صانعي السياسات في بكين. وأشار إلى أنها «على بعد ساعة تقريباً من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية». ومن المرجح أن المقصود هو ميدان اختبار لوب نور في شينجيانغ بغرب الصين.

يقرأ  «غير دقيق… ومستحيل» خبراء ينتقدون خطة ترامب الجديدة لجمع بيانات قبول الطلاب في الجامعات

يصف سلاح الجو الأمريكي المدرج في باغرام بأنه بطول 11800 قدم (3597 متر)، ما يؤهله لاستقبال قاذفات وطائرات شحن كبيرة.

وانتقد ترامب بشدة إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان — وهو انسحاب بدأته إدارته الأولى — قائلاً إن الولايات المتحدة «منحت طالبان باغرام بلا مقابل».

ومن جانبهم أبدى مسؤولو الحكومة الأفغانية رفضاً قاطعاً لأي عودة للوجود الأمريكي العسكري في بلادهم. وقال زكير جلالي، مسؤول في وزارة الخارجية، إن «الأفغان لم يقبلوا أبداً وجود قوات أجنبية على أرضهم عبر التاريخ»، لكنه أضاف أن على البلدين إقامة «علاقات اقتصادية وسياسية تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة».

وأكد فصيح الدين فطرت، مسؤول كبير في وزارة الدفاع، أن «الاتفاق على شبر واحد من تراب افغانستان مستحيل. نحن لا نحتاج إليه».

تأسست قاعدة باغرام في الحقبة الباردة على أيدي الاتحاد السوفييتي، الذي بدأ بناؤها عندما لجأت الحكومة الأفغانية آنذاك إلى موسكو طلباً للدعم في أوائل الخمسينيات، وظلت القاعدة مركزاً لعمليات السوفييت حتى انسحابهم في أواخر الثمانينيات. وقامت الولايات المتحدة لاحقاً بتطوير الموقع وتحويله إلى معسكر واسع يشبه قرية صغيرة مزوّدة بمرافق تجارية تخدم الجنود الأمريكيين أثناء احتلالهم.

أضف تعليق