كندا تصبح أول دولة من مجموعة السبع تعترف بالدولة الفلسطينية

أصبحت كندا أول دولة من دول مجموعة السبع تعترف بدولة فلسطينية، بحسب ما صرح رئيس وزرائها مارك كارني يوم الأحد، مؤكداً أنّ هذا الاعتراف “يقدّم شراكتنا في بناء وعد مستقبل سلمي”.

سرعان ما تلتها أستراليا والمملكة المتحدة بإعلانات مماثلة، بعد أن كانت ثلاث دول قد أبلغت سابقاً عن نيتها المضيّ في هذه القرارات التاريخية.

يتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة ويتواصل توسع المستوطنات في الضفة الغربية، وهي قضايا ستتصدر أجندة اجتماع الأمم المتحدة المقرر هذا الأسبوع.

أوضحت إسرائيل أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيُعتبر مكافأة لحماس على هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أسفر، بحسبها، عن مقتل نحو 1,200 شخص وأخذ 251 رهينة.

اعربت السلطة الفلسطينية عن امتنانها لتلك الاعترافات، واعتبرت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه “القرارات الشجاعة تتماشى مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

حوالي ثلاثة أرباع دول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة تعترف بالفعل بدولة فلسطينية، التي تحمل صفة دولة مراقب غير عضو منذ عام 2012.

اعلن كارني يوم الأحد أن “كندا تعترف بدولة فلسطين وتعرض شراكتها في بناء وعد مستقبل سلمي لكل من دولة فلسطين ودولة إسرائيل”، مشدداً على ضرورة أن تطلق حماس كل الرهائن، وأن تتفكك بالكامل، وألا تكون لها أي دور في حكم فلسطين مستقبلاً، ومؤكّداً أن الاعتراف بدولة فلسطينية بقيادة السلطة الوطنية “لا يشرّع الإرهاب ولا يعد مكافأة له”.

أضاف أن هذا الاعتراف “لا يُقلّص بأي حال من الأحوال دعم كندا الثابت لدولة إسرائيل وشعبها وأمنهم — وهو أمن لا يمكن ضمانه إلا بتحقيق حل الدولتين الشامل”. وأشار إلى أن كل حكومات كندا منذ 1947 دعمت حل الدولتين باعتباره الطريق المنشود للتسوية التفاوضية، لكنه لفت إلى أن فرص تحقيق هذا الحل “تآكلت للأسف وبشكل خطير”.

يقرأ  أسطول الصمود العالمي يبحر من تونس لكسر الحصار الإسرائيلي على غزةأخبار أزمة المناخ

قدم كارني أربعة أسباب لتراجع إمكانية التوصل إلى حل الدولتين: الرفض العنيف واللطالبي المتواصل لحق إسرائيل في الوجود وحل الدولتين من قبل حركة حماس؛ تسارع بناء المستوطنات في الضفة الغربية وشرق القدس، وما واكبه من عنف المستوطنين؛ تصويت نواب في الكنيست دعا إلى ضم الضفة الغربية والسعي لتنفيذ مخطط استيطاني؛ ومساهمة الحكومة الإسرائيلية في الكارثة الإنسانية في غزة.

يشير مفهوم حل الدولتين عادة إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون القدس الشرقية عاصمتها.

تحتل إسرائيل حالياً كلا من الضفة الغربية وغزة، وتشنّ هجوماً برّياً في مدينة غزة.

خلصت لجنة تحقيق أممية في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة، وهو ما رفضته إسرائيل ووصفت النتائج بأنها “مشوّهة وكاذبة”.

أدى تحرك كندا وبريطانيا وأستراليا إلى توسيع الانقسام الدبلوماسي مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة. عندما أعلنت فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية — وهو أمر متوقع أن يُطرح خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاحقاً هذا الأسبوع — ندد ماركو روبيو بالخطوة واصفاً إياها بأنها “متهورة”.

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي ردّاً على إعلان المملكة المتحدة: “الاعتراف ليس سوى مكافأة لحماس الجهادية”. وأضافت الوزارة أنّ قادة حماس أنفسهم يعترفون علناً بأن هذا الاعتراف هو نتيجة مباشرة، ثمرة مجزرة 7 أكتوبر.

أضف تعليق