المستشارة القضائية غالي بهاراف-مياّرا تحذّر: مشروع قانون البث الذي يقترحه رئيس الحكومة شلومو كارهي يعرّض حرية الصحافة للخطر

أُعيد طرح الاقتراح يوم الأحد للمرة الثالثة أمام اللجنة الوزارية للتشريع، ويقترح إصلاحاً جذرياً في سوق البث السمعي-البصري قد يغيّر هيكلها جذرياً في حال إقراره.

قالت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا يوم الأحد إن مشروع قانون البث، الذي أعاد وزير الاتصالات شلومو كارىي طرحه، يشكّل خطراً حقيقياً على حرية الصحافة في إسرائيل وقدرتها على أداء دورها في المجتمع الديمقراطي. وأضافت أن الاقتراح يفتقر إلى مقومات أساسية.

أُبيّن أن المقترح طُرح لأول مرة في اللجنة في 18 مايو، ومنذ ذلك الحين أصدر مكتب المستشار القضائي رأياً استشارياً حادّاً وناقداً ضده، وأن المسائل التي أثيرت في ذلك الرأي لم تُحل حتى اليوم. كما يشير الرأي إلى أن أي تغييرات جرت على المقترح بين مايو ويوم الأحد لم تتم بالتنسيق مع المستشارة القانونية، وهو تنسيق ملزم بموجب القانون. في خلفية دفع الحكومة لإقالة المستشارة القضائية صرّح شلومو كارهي بأن مكتبه سيرفض التعاون مع الجهاز القانوني الاستشاري، الذي تتواجد ممثّلوه في كل وزارة ويضمنون أن التشريعات المقترحة والمصادق عليها تتوافق مع القانون.

يحذر الرأي من «خطر ملموس لتأثير وتدخل عوامل سياسية وتجارية ذات وزن» في مجال الاتصالات عامة وفي مؤسسات الأخبار خصوصاً. وكتب نائب المستشار القضائي أفيتال سومبولينسكي في الرأي الاستشاري الأحد: «استقلال ودور مؤسسات الأخبار في المجتمع الديمقراطي حاسم، وذو أهمية بالغة».

مخاوف حول قانون البث الجديد: الخصخصة وتقلّص التنوع

أكبر المخاوف الواردة في الرأي تتعلق بتحويل مؤسسات الأخبار إلى أيدي قلة من الأفراد الخاصين المتقاطعين، ما سيقلص بشكل كبير تنوّع السوق الذي هو بالفعل محدود. أحد أبرز المداخلات التي شكلت أهداف المقترح أتت من الجلسة العامة للهيئة التنظيمية التابعة للوزارة، التي بيّنت عيوباً جوهرية في الاقتراح، لا سيما فيما يتعلق باستقلالية البث الإخباري وفصل أقسام الأخبار عن المصالح التجارية.

يقرأ  صور مزيفة بالذكاء الاصطناعي تُروَّج على أنها قوارب مساعدات متجهة إلى غزة

تقوم الجلسة العامة بالإشراف وتنظيم التراخيص والرقابة وتنفيذ السياسات وتطبيق القانون؛ وتعمل كجهة استشارية وتتخذ قرارات لتحقيق توازن مع قرارات المفوّضين الفرديين ولضمان الشفافية. ورد في الرأي أن «على وزارة الاتصالات أن تعود إلى طاولة التشريع وتعيد صياغة المقترح بحيث يرقى إلى المعايير» استناداً إلى ملاحظات الهيئة.

في صلب المقترح انتقال تنظيم البث إلى مبدأ «الحياد التكنولوجي» لمواجهة سرعة الأخبار في وسائل التواصل والوحشية الاستهلاكية للمحتوى، كما ينزع جانب منه التزام الوزارة بالاستشارة مع الجلسة العامة. ويؤكد الرأي أن تغيّراً بهذا الحجم كان يجب أن يخضع لفحص قانوني دقيق، لكن الوزارة فضّلت دفع التشريع كما هو.

نبهت المستشارة إلى ثقل دستوري في الترتيبات المتعلقة بتنظيم الأخبار، وسمت هذه الترتيبات حاسمة، مشيرة إلى أن المقترح يقترح إلغاء هذه الترتيبات تماماً بحيث يبقى هذا القطاع الحساس من البث الإخباري—الذي برّرت الوزارة حساسيته بحاجته لتنظيم خاص—بدون أي تنظيم، خلافاً للحالة السائدة منذ تأسيس البث الإخباري التجاري.

يتوقع الرأي أن يؤدي هذا التغيير إلى جعل الهيئات المنقولة من خلالها الأخبار، وكذلك غرف الأخبار المنتجة للمحتوى، عرضة لتأثير مباشر من المستوى السياسي ومن مالكي رؤوس الأموال ومراكز نفوذ أخرى. إن تدخّل مثل هذه التأثيرات في الأخبار سيضر بمصداقيتها وجودتها وقد يحرف الوساطة في نقل الواقع للجمهور داخل إطار الأخبار، مما يقوّض مبدأ المشاركة الديمقراطية.

تشرح المداخلة أن هذه الضوابط التنظيمية قد حافظت تاريخياً على الاستقلال التحريري وتحظى بأهمية دستورية. وإذا أُلغيت، ستصبح مؤسسات الأخبار عرضة لتأثيرات سياسية واقتصادية قد تضر بمصداقية وجودة الخبر، وبنقل الواقع بدقة إلى الجمهور وبمشاركة المواطنين الديمقراطية. والخلاصة الجوهرية في الرأي أن إلغاء الضمانات التنظيمية قد يسمح للمصالح السياسية والمالية بتشكيل محتوى الأخبار بشكل مباشر، وهو أمر غير مسبوق مقارنةً بالنظام المنظم القائم للبث الإخباري التجاري. لم يتم تضمين أي نص في رسالتك. من فضلك أرسل النص الذي تريد ترجمته وإعادة صياغته.

يقرأ  رئيس الفلبين يعلن تأييده للاحتجاجات ضد فضيحة فساد

أضف تعليق