مجلة جوكستابوز دانييل أورشارد — «المولود الأول» غاليري بيروتان، لوس أنجلوس

يسر غاليري Perrotin أن يقدم المعرض الفردي الأول للفنانة دانيل أورشارد في لوس أنجلوس. في عملها الأحدث، المولود الأول، تتتبع أورشارد التضاريس الهشة والمتحوّلة لمرحلة الامومة المبكرة، حيث تتوالى لحظات اليقظة الهادئة، والانفعالات المفاجئة، والحنان الرقيق ضمن إيقاعات الحياة اليومية. تلتقط لوحاتها الجديدة لقاءات حميمة وتستمد إيعازها من مراجع تاريخ الفن لتفكك التداخل بين الجسدي والدالّ.

في المولود الأول، تتأرجح لوحات أورشارد الكثيفة والمخمليّة في فوضى الأمومة البدائية — من الحمل إلى الولادة وتربية الطفل — مقدّمة تركيبات غنية بالرموز تستكشف التعقيدات الروحية والنفسية والجسدية الملازمة لرعاية الحياة. هنا، يتحقق تلازم بين الفعلين: الطلاء والأمومة؛ كل منهما فعل مادّي محسوس يتطلّب ذخيرة من الصبر والحدس، ويعيد رسم الحدود الجسدية لممارسة الرعاية.

رغم أن محور العمل هو الامومة في المقام الأوّل، فإن لوحات أورشارد تشتمل أيضاً على إشارات تاريخية مترمّزة تشدّدها لوحتها اللونية الرفيعة. في «التقديم» (جميع الأعمال 2025)، إحدى اللوحات الجديدة الكبرى في المعرض، المراة المستلقية تستريح على ثوب أخضر، جسدها ممدود على مسرح مضاء كونه موضوعاً للفحص العام — إيماءة إلى تصوير الشكل الأنثوي المتكئ عبر التاريخ. مستعيرة من أشكال التكعيبية عند بيكاسو، ومن العراة الرومانسية عند روسّو، ومن لوحات المدرّجات الجراحية في القرن الثامن عشر، تظهر هنا امرأة حامل تخضع لقيصرية — إجراء نادر الظهور في التصوير — تعالج أورشارده كأنها مرآة حلمية. خلف الأم ترتسم جبال ونخلة ومسطح مائي، مؤكّدة عضويتها ومثقلة التركيب بنبرة سريالية. الطفل، قائم ومنتحل الحركة، يجر الحبل السري من جسد أمه النائم ظاهرياً، تاركاً أثراً من آثار أقدام ملطخة بالدماء. بهذه المشهدية تجمع أورشارد بين الدراما الصريحة والليونة الشعرية، مسلطة ضوءاً على تجربة الولادة المعقّدة والمتاهية.

يقرأ  الشَّمْسُ تُشْرِقُ على الرَّسَّامَةِ إيزابيل سيليغر

تُبرز لوحة «الفقس» مشهد اعتنائي جماعي لنساء شابات؛ لحظة عابرة تبتعد عن أيقونات مادونا المقدسة التقليدية. هذه اللوحة العمودية الكبرى تمنحنا منظور طائر لثلاث نساء متجمعات حول عش بيض السلاحف، منه يخرج فرخ هاربَلاً. إحداهن، مرتدية مايوه وممتدة على منشفة رملية، ترفع نظرها باتجاه السماء (ونحو المُشاهد)، كحارسة محتملة، فيما تراقب الأخريات البيض بانبهار وجوههنّ مموهة. فوق بطن المرأة الحامل الأولى بوابة زرقاء متموجة تشدّ الرحم وتتصوّر اللوحة نفسها كحلقة وصل بين العوالم، كما يفعل الحبل السري المشدود في «التقديم». معاً، باعتبارهما أوعية عضوية محتضنة للحياة، يعمل كل من الرحم والبيض (رمز متكرر في مناظر فانيتاس الهولندية للقرن السابع عشر) كدلالات خالدة للخصوبة والخلق وزوال الوجود. في العمق، تشير «الفقس» إلى الحمل بحالة سريالية معلّقة من الترقب (فكرة تعود وتظهر في «الانتظار»)، والأمومة كحالة دائمة من اليقظة والتوقع؛ هنا تنظر الأم داخلياً وخارجياً في آنٍ واحد، مستبصرة مرحلة النماء والتحوّل المقبلة.

في مقابل ذلك، تبدو الأم المرهقة في «المراقب» ساهرة العيون تراقب رضيعها النائم، كأنها تفحص تنفّسه. هذا المشهد، المشترك بين كل الآباء الجدد، يلمّح للخوف الجسدي والقلق الكامن في العمل المرهق لرعاية رضيع.

تُشير لوحة «القصّة الأولى» كذلك إلى عناء التربية، معيدة تخيّل لحظة يومية من العناية على هيئة مشهد ريفي محمّل بالرموز. مستلهمة من أسطورة شمشون ودليلة كما روتها اللوحات عبر التاريخ، تُظهر اللوحة امرأة راكعة، شبه عارية، على وشك قصّ شعر طفلها الصغير للمرة الأولى، لحظة محورية للأم والطفل معاً. يقف الزوجان على حافة شاطئ رملي، تحفّه أشجار متعرّجة من جانب ومياه تلطم من الجانب الآخر. تقوس الشاطئ يعكس هلالاً في السماء حيث يظهر أيضاً شمس متألقة. وجود هذين الجرمين السماويين المتقابلين يشير إلى الغسق — العتبة الحدّية بين الليل والنهار، الضوء والظلام، الوعي واللاوعي. بين ساقَي المرأة، على منشفة الشاطئ، تستقر بيضتان من المرمر وزبدية فراولة ناضجة تنهال سائلاً أحمر اللون. ثلاث حبات متفرّقة على الرمال تواكب المشهد. مواصلةً لرمزية «الفقس»، يؤشّر البيض والفواكه حسّياً إلى الخصب والولادة، فيما تستدعي الزبدية النازفة آثار الطمث والولاد (المشيمة وأغشيتها)، والحبات الساقطة تردّد صدى آثار الأقدام الملطّخة بالدم في «التقديم».

يقرأ  كلية الفنون البصريةتنقل ملكيتها إلى جمعية الخريجين غير الربحية

اللوحة الكبيرة «أوفيليا»، وهي أيضاً تأويلية ومعقّدة، تُجسّد مشهداً عائلياً بسيطاً: أم وطفل وكلب في داخل دافئ منزلي. تحتل الأم مركز التركيب، وتجسيد جسدها يلحظ إشارات لهيأة عراة بيكاسو العضلية. وفي إيماءة أخرى لبيكاسو (مستحضرة عمله «فتى يقود حصاناً»، 1905–1906)، يبدو خيط غير مرئي — شبيه بالحبل السري — رابطاً بين يد الأم الممدودة ويد الطفل الممسكة. ومع طبقات الإحالات، تظهر في الخلفية لوحة داخل اللوحة لشجرة صفصاف باكية ومترهّلة، رمز قوي للمرونة النفسية والمصير التراجيدي للشخصية الشكسبيرية المعنونة. أوفيليا وشجر الصفصاف يمثلان قطبين للحَدَث والتمزّق — ازدواجيات جسدية ونفسية مألوفة لمن أنجب وربّى طفلاً.

في سلسلة السباحات («ضربة الصدر» و«ضربة الظهر»)، التي تستحضر سبّاحي القرن التاسع عشر الأوروبيين، تعمّق أورشارد هذه الاستعارات الثنائية. هاتان اللوحتان، الوحيدتان في المولود الأول اللتان تُصوّران نساءً مستقلات عن الأطفال، تقدّمان تركيبات مقرّبة لسباحات ينظرن مباشرة إلى المُشاهد. إنهنّ يسبحن عملاً لا سكوناً، عائدات إلى حالة أمْنويّة أولية موجهة بحركة الجسم وحدها — بالرغبات الحسية الذاتية — لا باحتياجات الطفل. بهذين المشهدين الطقسيين الاستعاديين، تفترض أورشارد الطلاء والسباحة كشكلين متوازيين من الكوريغرافيا الجسدية، حيث تصبح ضربة الجسد بديلة لضربة الفرشاة.

أضف تعليق