تقارير: ترامب يعتزم ربط التوحد بتناول تايلينول

تتوقع تقارير إعلامية أميركية أن مسؤولين من إدارة ترامب سيربطون استخدام مسكّن الألم تايلينول لدى الحوامل باضطراب طيف التوحد.

ويُذكر أن الرئيس الأميركي، في حدث مرتقب بالبيت الأبيض يوم الاثنين، سيوجه — بحسب تلك التقارير — نصيحة تفيد بأن تقتصر أدوية خفض الحمى الشديدة لدى الحوامل على تايلينول فقط، المعروف أيضاً بأسيتامينوفين أو بالاسم العالمي باراسيتامول.

وفي كلمة ألقاها الأحد خلال مراسم تأبين تشارلي كيرك، قال ترامب إنه سيعلن “أمراً مذهلاً” بشأن التوحد، ووصف الظاهرة بأنها “خارجة عن السيطرة” وأنهم ربما بات لديهم الآن مؤشر يفسر الأمر.

أظهرت بعض الدراسات ارتباطاً إحصائياً بين تناول الحوامل لأسيتامينوفين وزيادة احتمالات تشخيص التوحد لدى الأطفال، إلا أن هذه النتائج متباينة ولا تثبت علاقة سببية قاطعة بين الدواء والاضطراب.

تايلينول هو علامة تجارية شائعة لمسكنات الألم تُسوَّق في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى، ومركبها الفعّال هو الأسيتامينوفين (المعروف خارج أمريكا الشمالية باسم باراسيتامول).

دافعت شركة كينفيو المصنعة للدواء عن استخدامه أثناء الحمل. وفي بيان أرسلته إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت الشركة: “نعتقد أن العلم المستقل والرصين يبيّن بوضوح أن تناول الأسيتامينوفين لا يسبب التوحد. نعارض بشدة أية مزاعم بخلاف ذلك، ونشعر بقلق بالغ حيال المخاطر الصحية التي قد تعرّضها مثل هذه الادعاءات للأمهات الحوامل.”

وأضافت الشركة أن الأسيتامينوفين يمثل خياراً آمناً نسبيًا لتسكين الألم لدى الحوامل، وأن غيابه قد يجرّ النساء إلى خيارين خطيرين: المعاناة من حالات مثل الحمى أو اللجوء إلى بدائل ربما تكون أكثر خطورة.

تواصلت بي بي سي مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية طلباً للتعليق. وفي أبريل تعهد قائد الوزارة، روبرت إف. كينيدي الابن، بـ”جهد ضخم من الفحوص والأبحاث” لتحديد أسباب التوحد خلال خمسة أشهر.

يقرأ  قاضٍ اتحادي يرفض دعوى تشهير ترامب بقيمة ١٥ مليار دولار ضد صحيفة «نيويورك تايمز»أخبار حرية الصحافة

مع ذلك، حذّر خبراء من أن تحديد أسباب التوحد — وهو متلازمة معقّدة خضعت للبحث لعقود — لن يكون أمراً بسيطاً. الرؤية السائدة لدى الباحثين تقول إنه لا وجود لسبب واحد للتوحد، بل هو نتيجة خليط معقّد من عوامل وراثية وبيئية.

وقالت الكلية الأميركية لأمراض النساء والتوليد إن الأطباء في أنحاء البلاد اعتبروا تايلينول باستمرار واحداً من الخيارات القليلة الآمنة لتسكين الألم لدى الحوامل. وأضافت المجموعة أن الدراسات السابقة لم تُلقِ دليلاً قاطعاً يثبت علاقة مباشرة بين الاستخدام الحكيم للأسيتامينوفين خلال أي ثلث للحمل ومشكلات تطور الجنين.

كما توصي مجموعات طبية كبرى وحكومات عدة حول العالم باستخدام الأسيتامينوفين عند الحاجة. ومع ذلك، في مراجعة بحثية أعدها عميد مدرسة تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد نُشرت في أغسطس، وجدت مجموعة من الدراسات أن تعرض الجنين للأسيتامينوفين أثناء الحمل قد يرافقه ارتفاع في مخاطر إصابة الأطفال بالتوحد واضطرابات النمو العصبي الأخرى، واقترح الباحثون اتخاذ خطوات للحد من الاستخدام، مع الإقرار بأن المسكّن يبقى مهماً لعلاج حمى وآلام الأم التي قد تؤثر سلباً على الجنين.

على الجانب الآخر، أظهرت دراسة نُشرت عام 2024 عدم وجود علاقة بين التعرض لتايلينول والتوحد. وقالت مونيك بوثا، أستاذة علم النفس الاجتماعي والتنموي في جامعة دورهام: “لا توجد أدلة قوية أو دراسات مقنعة تشير إلى وجود علاقة سببية.” كما أشارت بوثا إلى أن خيارات تخفيف الألم للحوامل “قليلة للغاية”، وأن تايلينول يبقى واحداً من القلائل الآمنين لهذه الفئة.

شهدت تشخيصات التوحد ارتفاعاً حاداً منذ عام 2000، ووصل معدل التشخيص بين الأطفال بعمر ثماني سنوات إلى 2.77% بحلول عام 2020، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية. ويعزو العلماء جزءاً من هذا الارتفاع إلى زيادة الوعي بالتوحد وتوسّع تعريفه، بينما يواصل الباحثون التحقيق في عوامل بيئية محتملة.

يقرأ  أعلى مسؤول دبلوماسي ألماني يدعو إيران إلى «بناء الثقة»

يذكر أن كينيدي قد طرح سابقاً نظريات أثارت الجدل بشأن ارتفاع معدلات التوحد، من ضمنها محاولات ربطها باللقاحات رغم عدم وجود دليل يدعم هذه الادعاءات.

أضف تعليق