آي وي وي يتهم صحيفة «دي تسايت» بتصويره بصورة مشوّهة وظالمة

الفنان الصيني آي وِي-وِي أعلن أن صحيفة ألمانية، دي تسايت، قدمته في تقرير نُشر يوم الخميس “بشكل مشوَّه وغير منسف”؛ وقد سبق له هذا الادعاء ادعاء آخر في وقتٍ سابق من العام بأن الصحيفة رقمت مقالاً كتبه لها.

في منشور على منصة X قال إنه تلقى في أغسطس طلباً لإجراء مقابلة عبر وكالة العلاقات العامة Ribbon International. وعندما علم بالأمر، طلب من مساعده أن يتأكد من أن الوكالة على علمٍ بـموقفٍ غير مريح مرّوا به مع مجلة “زيت” مؤخراً. في تموز كانت مجلة “زيت” قد دعوتْه لكتابة مقال، وطلبتْ منه تعديله، ثم قلّصتْه وحررته—وعلى الرغم من ذلك رفضت في النهاية نشره. ووصف آي هذا الرفض بأنه شكل من أشكال الرقابة. في ذلك المقال كان رده صادقاً على سؤال المجلة: “ما الذي تمنيت لو عرفته عن ألمانيا سابقاً؟” ويبدو أن المحتوى لم يتوافق مع ما كانوا يتوقعونه فاختاروا عدم النشر. لذلك تفاجأ عندما تواصلت معه صحيفة دي تسايت لاستضافة مقابلة في 14 سبتمبر: فكّر قائلاً لنفسي: هل حقاً مرة أخرى؟

وعندما سأله عن الموقف السابق، قال آي إن Ribbon International أبلغته أنها كانت “مُطلعة بالكامل”.

وافق آي على المقابلة التي جرت في 14 سبتمبر في كييف، حيث كشف مؤخراً عن عملٍ تركيبيّ كبير في الجناح 13 استجابةً للصراع المسلّح. وبينما كان مستعداً للحوار لأنه “أحاول تلبية طلبات المقابلات قدر الإمكان لأنني أؤمن أن حرية التعبير هي حجر الزاوية في حياتي السياسية والفنية”، اشار إلى إيمانه بالتعبير المفتوح والشفافية وأهمية قول الرأي بصراحة. فبمثل هذا الانفتاح وحده يمكن للمجتمع أن يكون عقلانياً ومتسامحاً.

التقى آي بالصحفية أوليفيا كورتاس في فندق بورصة، وذكر أنها أبدت دهشتها عندما وضع مسجلَه هو على الطاولة بجانب مسجلها الخاص. وقال إنه لاحظ أن الصحفية كررت نقاطاً بدت بعيدة عن معرضه. عندما طلبت إجراء المقابلة قالت إنها ستكون جزءاً من تقرير عن معرضه في الجناح 13، لكن أسئلتها بدت منفصلة عن ذلك، فسألها إن كانت قد شاهدت المعرض بالفعل. لو حضرت—وخاصة المحادثة العامة التي أجريتها مع ماكسيم بوتكيفيتش، الصحفي والناشط الحقوقي والمحارب السابق المحتجز في سجن روسي لأكثر من عامين—لربما طرحتْ أسئلة أكثر جوهرية. اعترفت بصراحة أنها لم ترَ المعرض، وهذا لم يكن مشكلة، فأجاب آي عن كل أسئلتها بصدقٍ وإخلاص.

يقرأ  قوة الإبداع صنع الفن داخل الزنزانة

عند نشر مقال كورتاس يوم الخميس الماضي حمل عنوان “الانزعاج”، أما العنوان الفرعي فكان: “آي وِي-وِي يتدخل في الحرب في كييف بعمل فني. وبشكل متحدٍ، يجرح مشاعر كثيرين.”

ورد في المقال أن “الكثيرين شعروا بالإساءة من عمل آي، الذي لم يرق لهم”. وأضاف المقال أن تصريحاته أيضاً أثارت الشكوك لدى فنانين أوكرانيين. قبل عام قال في مقابلة إن ألمانيا تزيد النار وقوداً بتزويدها بالسلاح، وفي حديثنا يكرر العبارة: «أي أمة لا تحاول إيقاف الحرب وفي المقابل تضيف أسلحة هجومية فهي تضيف وقوداً إلى النار». ويضيف أيضاً أنه يتوجب على روسيا أن تنهي الحرب أولاً ثم “لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أو الناتو أن يشجعا استمرار الحرب”. ويكاد هذا الكلام يوحي بأن الاتحاد الأوروبي أو الناتو تتحمّلان جزءاً من مسؤولية غزو روسيا لأوكرانيا.

على منصة X كتب آي أنه شعر بضرورة الرد على المقال. “أولاً، ما كتبته لم يكن انعكاساً دقيقاً للواقع؛ بل احتوى تحريفات وحكمَ قيمةٍ ذاتيّة لم تعكس التأثير الفعلي أو نوايا المعرض. أفعالهم الانتقامية تنبع من شكل ضيق وتافه من الرقابة.”

وأضاف أنه يتحدث ليوضح كيف أن وسيلة إعلامية في ألمانيا—من المفترض أنها مثقفة ولها تاريخ طويل—يمكن أن تتصرّف بهذه الصورة المشوّهة والظالمة. بشكلٍ ساخر، منحته هذه التجربة فهماً جديداً للمجتمع الألماني ومستقبله. وبينما ليست هذه الصورة التي كان يأمل رؤيتها، فهو يعتقد أنه حين يفقد المجتمع حس العدالة ويقع تحت السيطرة الأيديولوجية لقلة مختارة، فإنه يخطِر بإعادة سيناريوهات مظلمة من تاريخه.

وعند إعداد النشر لم ترد دي تسايت على طلب تعليق من ARTnews حتى وقت صدور المادة.

أضف تعليق