جامعة دمشق تحظر العارضين العراة في كلية الفنون

قرار بتشديد تطبيق حظر استخدام العارضين العراة في أقسام الفنون بجامعة دمشق

في آب الماضي أبلغ طلاب الفنون في جامعة دمشق ــ المنتسبون لأربعة أقسام: النحت، والتصوير، والنقش، والطباعة ــ بأن قاعدة قديمة تقضي بعدم استخدام عارضين عراة ستُطبّق بصرامة. العقوبة المعلنة واضحة وحاسمة: صفر من مئة كعلامة راسبة.

وقع التوجيه بصدور عميد كلية الفنون الجميلة، البروفيسور فؤاد دحدوح، المشتغل بالأستاذية في الجامعة منذ عام 1993، مبررا قراره بأن “مشاريع التخرج يجب أن تتوافق مع القيم الاخلاقية والمجتمعية”. الحظر نفسه يعود تاريخه إلى عام 1974، لكن ما تغيّر هذه المرة هو شدة تطبيقه.

أثار هذا القرار جدلاً واسعاً في الساحة السورية، حيث رآه كثيرون تحركاً ذا أبعاد سياسية يتجاوز الإطار التربوي البحت. على الفور، تصدّى طلاب الجامعة للقرار عبر بيان صادر عن مجموعة طلابية وصفته بأنه “انتهاك صريح للحرية الأكاديمية، وتعدٍ على استقلال المناهج، وتشويه لبنية العملية التعليمية ذاتها”. وأكد البيان على أهمية دروس رسم الجسد لكوادر الفنانين الناشئين، موضحاً أن رسم العُري كان منذ أكاديميات النهضة وحتى مدارس الفن المعاصرة حجر الأساس في تكوين الفنان، لما يتطلبه من مهارات تقنية وعمق تعبيري.

اختتم تحرّك الطلاب بمطالبة وزارة التربية في سوريا بتأكيد التزامها بالحرية الأكاديمية والدعوة إلى احتجاج سلمي مقرّر في أواخر الشهر ذاته. (ملاحظة البيان: طالبوا الوزارة بتقديم توضيح رسمي وبدون تأخير.)

أشار مقال نشرته صحافة خارجية إلى ما اعتبرته تناقضاً في موقف العميد دحدوح، إذ إنه فنان ممارس وسبق له أن قدّم أعمالاً تصور أشخاصاً عراة. نظمَت معرضاً إلكترونياً في لندن تحت اسم «إروتيكا» عبر لايتهاوس غاليري، جمع أعمالاً من مدارس وتقنيات مختلفة تستند في آن واحد إلى التقاليد الكلاسيكية لتمثيل الجسد وتوظفها في سياق معاصر. في المعرض، تبيّن وجود عملين على الورق للفنان دحدوح يصوّران امرأتين جلستين في حالة عري.

يقرأ  مجلة جوكستابوزراشيل غريغور — «أفعال الملاحظة»في هاشيموتو كونتمبوراري، نيويورك

أضف تعليق