انتقادات لتهديدات رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية
أدان السيناتور الجمهوري في الولايات المتحدة راند بول تهديدات رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية برندان كار ضد شركة ديزني ومحطات البث المحلية بسبب إذاعتها لبرنامج جيمي كيميل لايف ووصفها بأنها «غير مناسبة على الإطلاق».
أوقفت شبكة التلفزيون الأمريكية إيه بي سي — المملوكة لشركة ديزني — برنامح الكوميديا الليلي لجيمي كيميل بعد أن حمّل كار محطات مرخّصة مسؤولية المحتوى وهدّد بإجراء تحقيقات واتخاذ اجراءات تنظيمية بحقها.
استهدف تهديد كار المحطات التي بثّت تعليقات كيميل التي أدلى بها في حلقة 15 سبتمبر، حين ناقش تباعد بعض الجمهوريين عن منفّذ مزعوم مرتبط بحادثة مقتل تشارلي كيرك التي جرت في 10 سبتمبر، وتشير التقارير إلى أنّ كيرك شخصية محافظة ومؤسس منظمة Turning Point USA.
بعد بثّ تلك التصريحات مباشرة، أعلن مالكو عشرات محطات التلفزيون المحلية التابعة لشبكة إيه بي سي أنهم لن يعيدوا بث برنامجه.
على برنامج Meet the Press بقناة إن بي سي يوم الأحد، قال بول إن كار «لا شأن له بالتدخّل في هذا الأمر». وأضاف أن الأفراد قد يُفصلون إذا صدرت عنهم تصريحات غير لائقة، لكن على الحكومة ألا تضغط على الشركات لتتخذ إجراءات.
«ليس للحكومة أي شأن في هذا. ولجنة الاتصالات الفدرالية أخطأت حين تدخلت. وسأقاوم أي محاولة من الحكومة للتدخّل في المسائل المتعلقة بالخطاب»، قال بول.
في يوم الجمعة، وصف سيناتور جمهوري آخر ورئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، تيد كروز، تهديد كار بفرض غرامات على المحطات أو سحب تراخيصها بسبب محتوى برامجها بأنه أمر خطير للغاية.
وقال كروز مستحضراً مشهدًا من فيلم مارتن سكورسيزي عن عالم العصابات: «هذا تماماً كما في ‹غودفيلز›. وكأن مافيوسو يدخل إلى حانة ويقول: ‹حانة لطيفة هذه لديكم. سيكون أمراً مؤسفاً لو حدث لها شيء›»».
يوم الإثنين أثنى السيناتور الجمهوري تود يونغ على تصريحات كروز، قائلاً على منصة X: «كمواطنين أمريكيين علينا أن نعتز ونحمي حرية التعبير».
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أعرب السيناتور الجمهوري ديف مكورميك على X عن تأييده لمخاوف كروز، وأضاف: «حسناً على رحيل جيمي كيميل وخطابه المقيت. وتيد يثير أيضاً مخاوف مهمة بشأن تصريحات رئيس لجنة الاتصالات».
من جانبهم، طالب قادة الديمقراطيين في الكونغرس كار بالاستقالة وطالبوا بإجراء تحقيق من قِبل مفتش عام وعقد جلسات استماع علنية.
قال كروز، رئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، إن تصريحات كار «خطيرة للغاية».
ولم يرد كار على طلب تعليق من رويترز يوم الأحد.
من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — الذي عيّن كار — بقرار شبكة إيه بي سي تعليق البرنامج ودعم تصريحاته، قائلاً لبرنامج Fox News The Sunday Briefing: «لم يتجاوز الخطوط الحمراء بأي شكل».
دعم الفنانين لِكِيمِل
تضامن مئات من نجوم هوليوود وبرودواي — من بينهم روبرت دي نيرو، بن أفليك، جينيفر أنيستون، سيلينا غوميز، لين-مانويل ميرندا، توم هانكس وميريل ستريب — داعين الأمريكيين إلى «الكفاح للدفاع عن حقوقنا المحمية دستورياً» عقب تعليق برنامج كيميل.
أكثر من 430 ممثلاً وممثلةً من السينما والتلفزيون والمسرح، إلى جانب كوميديين ومخرجين وكتاب، أضافوا أسماءهم إلى رسالة مفتوحة نُشرت يوم الإثنين عن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) تقول إنها «لحظة مظلمة لحرية التعبير في بلادنا».
«بصرف النظر عن انتماءاتنا السياسية أو ما إن كنا نشارك في العمل السياسي أم لا، نحن جميعاً نحب وطننا» تقول الرسالة. «ونشترك أيضاً في الاعتقاد بأن أصواتنا لا يجب أن تُسكت من قِبل أصحاب السلطة — لأن ما يحدث لأحدنا يحدث للجميع».
من بين الموقعين فائز جديد بجائزة إيمي نوح وايل، ومرشّحة للأوسكار فلورنس بيو، والكوميدي ديفيد كروس، وحائزة توني كيلي أوهارا، والمثلة المخضرمة مولي رينجوالد. كما وقع بيدرو باسكال، بيلي كريستال، ناثان لاين، كيري واشنطن وكيفن بيكون.
«هذه اللحظة للدفاع عن حرية التعبير في أرجاء أمتنا. نشجع جميع الأمريكيين على الانضمام إلينا، ومع الـACLU، في النضال للدفاع عن حقوقنا المحمية دستورياً»، تختم الرسالة بالتأكيد على أهمية التصدي لأي تقييد للخطاب والتعببر الجماهيري.