استحوذ متحف فنون في ريف الدنمارك على لوحة «سوسانا والشيوخ» (1644–1648) للفنانة الإيطالية ارتيميسيا جنتيليسكّي، عملاً ضخماً ينتمي إلى المدرسة الباروكية.
وصفت مجموعة نيفااغارد هذه اللوحة بأنها «أهم إضافة جرت للمجموعة منذ عام 1908»، تاريخ تأسيسها على يد يوهانس هاغه. يقع المتحف على بُعد نحو أربعين دقيقة شمال كوبنهاغن، ويُعد الآن أول مؤسسة دنماركية تدخل ضمن ملكيتها عملًا لهذه الفنانة.
قصة سوسانا والشيوخ كانت موضوعًا عادت إليه جنتيليسكّي مرارًا؛ رسمته وهي في السابعة عشرة من عمرها، ويُنظر إليه على نطاق واسع كأقدم عمل معروف لها. وعادت الفنانة إلى الموضوع مرة أخرى في آخر لوحة أنجزتها قبل وفاتها عام 1656.
مقالات ذات صلة
العمل الذي ضمّته مجموعة نيفااغارد يعود إلى فترة متأخرة من مسار الفنانة، ويُصوِّر سوسانا بحجمها الطبيعي تقريبًا في حالة عُري شبه كامل ووضعية مِنَّة تكشف هشاشتها واحتياجها للحماية.
تمكّن المديرة أندريا ريغ كاربرغ من التفوّق على عشرات دور المزادات والمعارض الدولية لشراء اللوحة هذا الصيف مقابل مبلغ لم يُكشف عنه، على الرغم من صِغَر مقتنيات المتحف نسبياً.
كانت اللوحة سابقًا جزءًا من مجموعة خاصة، وباعها تاجر روائع العصور القديمة المقيم بنيويورك نيكولاس هول، الذي زار نيفااغارد عام 2023 في عطلة شخصية.
قال هول إنه تركت الزيارة فيه انطباعًا عميقًا، واصفًا المؤسسة الدنماركية بأنها «متحف صغير، لكنه يضم غرفة من اللوحات الأوروبية القديمة المتقنة والمفاجئة في تألقها».
ينضمّ هذا الصالون الريفي إلى مؤسسات مرموقة مثل متحف جيتي والمتحف المتروبوليتان والأوفيزي والمتحف الوطني بلندن في اقتناء أعمال لهذه الفنانة الشهيرة، التي تلقت تدريبها الفني على يد والدها أوراتسيو جنتيليسكّي.
تُشتهر ارتيميسيا بتجاوزها عقبات مهنية جسيمة لامرأة في عصرها. تعرضت لاغتصاب أثناء شبابها واضطُرت للإدلاء بشهادتها تحت التعذيب خلال محاكمة لاحقة؛ لم تؤثر تلك الإجراءات على مسيرتها الاحترافية، وسار على طلب أعمالها شخصيات بارزة مثل آل ميديتشي في فلورنسا والملك تشارلز الأول في إنجلترا.
صار اسمها رمزًا بفضل لوحاتها اللافتة ومهارتها التقنية العالية في تجسيد شخصيات نسائية قوية، من بينها «يهوديث وقطع رأس هولوفرنيس» و«كليوباترا» و«مريم المجدلية».
ومن اللافت أن سجلات مجموعة نيفااغارد أظهرت وجود عمل واحد فقط لفنانة حتى عام 2022، حين عُرف بورتريه آخر على أنه من أعمال إيبورا أنغويسولا، أخت السوفونيسبا الأشهر.
في وقت سابق من هذا العام، ضمّت مجموعة نيفااغارد أيضاً عملين للفنانة الفلمنكية كاثارينا إيكينز الثانية، يعود تاريخهما تقريبًا إلى عام 1688.
ساهمت هبات سخيّة من مؤسسة نيو كارلسبرغ ومؤسسة آغي ويوهان لويس-هانسن في تمويل اقتناء لوحة «سوسانا والشيوخ».