اتهمت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) روسيا بانتهاك المجال الجوي لأعضاء التحالف في إستونيا وبولندا ورومانيا، فيما رفضت موسكو هذه الاتهامات ووصفتها بأنها اتهامات لا أساس لها من الصحة.
قالت وزيرة الخارجية البريطانية يفیت كوبر في جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن «تصرفاتكم المتهورة قد تؤدي إلى مواجهة مسلحة مباشرة بين الناتو وروسيا. تحالفنا دفاعي، لكن لا تخطئوا: نحن مستعدون للدفاع عن سماوات الناتو وأراضيه». وأضافت: «إذا احتجنا إلى مواجهة طائرات تعمل في فضاء الناتو من دون إذن، فسوف نفعل ذلك».
ورفدت دول غربية أخرى تصريحات كوبر في الجلسة، من بينها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي ألمحت إلى أن الحوادث المتعددة لا يمكن تفسيرها كحوادث عرضية.
من جهته، حذر وزير الخارجية البولندي رادوسواف سيكورسكي من إسقاط أي طائرة روسية تدخل المجال الجوي لبولندا، قائلاً: «إذا دخل صاروخ أو طائرة أخرى فضائنا من دون إذن، عن عمد أو عن طريق الخطأ، وقُصفت وسقطت حطامها على أراضي الناتو، فلا تأتوا هنا لتبكوا. لقد حُذّرتم».
وتأتِي هذه الاتهامات بعد تبادل مزاعم متكرر بين موسكو ودول أوروبية خلال الأسابيع الماضية. فقد أعلنت إستونيا يوم الجمعة أن مقاتلات ميغ‑31 روسية دخلت مجالها الجوي لمدة اثنتي عشرة دقيقة قبل أن تُجبر على الانسحاب، وقال مسؤولون غربيون إن الحادث يبدو كاختبار لاستعداد الناتو وعزيمته. كما أكدت رومانيا الأسبوع الماضي أن راداراتها رصدت طائرة مُسيّرة روسية فأمرَت بتوجيه مقاتلات لاعتراضها، بينما أفادت بولندا في وقت سابق من الشهر أنها أسقطت عدة طائرات مسيرة خلال هجوم جوي روسي على أوكرانيا — في أول مواجهة مباشرة تشترك فيها قوات حلف الناتو في الصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل.
دعا وزير خارجية أوكرانيا إلى رد فعل حازم على مثل هذه الأعمال من موسكو، مجدداً عرض كييف دمج منظومات دفاعها الجوي مع جيرانها الغربيين لمواجهة الجبهة الروسية. وقال أندريي سيبيها: «الرد القوي يعني ألا يُرافَق التهديد، لا لمدة اثنتي عشرة دقيقة ولا لمدة دقيقة واحدة. يجب تحييده».
وتذكر الأزمة التي أثارتها روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وهو صراع أطلق أكثر الحركات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأجبر الدول الأوروبية على تعزيز دفاعاتها خشية عدوان موسكو.
حتى الآن تبدو جهود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإنهاء الحرب متعثرة. ومن المقرر أن يجتمع مجلس شمال الأطلسي لمناقشة المسألة يوم الثلاثاء.
وفي أول ظهور له كمبعوث جديد للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قال مايكل والتز إن موسكو بحاجة إلى خفض التصعيد لا إلى زيادته، مؤكداً: «أريد أن أكرر وأؤكد هذه الفرصة الأولى: الولايات المتحدة وحلفاؤنا سيدافعون عن كل شبر من أراضي الناتو».
من جانبها، قالت روسيا عبر نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إنه لا توجد أدلة تدعم مزاعم اقتحام طائرات روسية أجواء دول الناتو، واتهم القوى الأوروبية بتوجيه اتهامات باطلة. وأضاف: «لن نشارك في هذا المسرح العبثي. عندما تقررون الانخراط في نقاش جاد حول الأمن الأوروبي ومصير قارتنا المشتركة وكيف نجعلها مزدهرة وآمنة للجميع، سنكون جاهزين».