ليندا لوماهفتيفا، «وجوه امرأة بلا عنوان» (حوالي ستينيات القرن العشرين)، زيت على قماش
عندما اطلعت على قائمه التشغيل لمعرض «الغرائبية الستينية» في متحف ويتني للفن الأمريكي، كان أول ما خطر ببالي تعليق هزلي: «وايت ربِت؟ خيار بديهي لفرقة من طراز جيفرسون إيربلين» — وكنت لأختار على الأرجح أغنية «تو هيدز». هكذا تبدأ محاولة تذوق ما بنته اللجنة المنظِّمة من ربط بين العمل البصري والموسيقى، بمعنى أن القوائم ليست مجرد تراكم أغنيات، بل محاولة لبناء مزاج/سرد صوتي يرافق المشاهِد داخل الفضاء المعروض.
إذا لم تتعامل سابقًا مع فكرة قائمة تشغيل مرافقة لمعرض، ففكّر بها كمثل أشرطة الميكس التي كان بعضنا يجمعها في المدرسة الثانوية: مُنتقاة بعناية، واعية بذاتها، ومصممة لتثبيت شعور أو حالة معينة. كثير من القيمين الذين صاغوا هذه القوائم كانوا في طرف من أطوارهم مراهقين ذوا ذائقة دقيقة في سجلات الفينيل وتجربة الميكس تيب — وهذا التاريخ يترك أثره في كيفية اختيارهم للمقاطع الصوتية.
المعرض، الذي يفتتح للعامة في 24 سبتمبر، يغطي الفترة الزمنية 1958–1972؛ مرحلة تبدو فيها الوقائع التاريخية مرتبطة لا انفصال لها بموسيقاها، حتى وإن لم تكن حاضرًا آنذاك فلا يمكن تخيّل الستينيات من دون تلك الخلفية الصوتية. السؤال المحوري للعرض — ماذا لو كانت الغرائبية، بدل التكعيبية، هي التي شكّلت مسار الفن الأمريكي بعد الحرب؟ — يُشير إلى تيار فني ساد فيه المحتوى اللاواعي والسيكوسيّكسي والعاطفي على حساب الشكل الصرف. وإذا بدا أن فن البوب في الستينيات يمنح الأولوية للشكل السطحي، فإن كثيرًا من موسيقى تلك الحقبة تغوص في أعماق النفس.
إلى جانب «وايت رابِت»، تضم القائمة مزيجًا دوليًا من البوب والسايكيدليا وآر آند بي والروك — من البيتلز إلى جيمي هندريكس وإسحاق هايز ورولينغ ستونز — إضافة إلى عدد من الفنانين الطليعيين مثل ستيف رايش، صن را، وفرانك زابّا، ومجموعة قوية من الجاز على رأسها ثيلونيوس مونك، نينا سيمون، وتشارلز مينغس. يمكن الوصول إلى المقاطع عبر سبوتفي، لكنّ الموسيقى غير مفعّلة داخل المعرض نفسه، لذا يُنصح بإحضار الهاتف وسماعات الرأس إذا رغبت في الاستماع أثناء التجوال.
تحدث دان نادل، القيّم على الرسوم والمطبوعات في ويتني والذي وضع قائمة التشغيل مع المشاركة الكورية لورا فيبس، مع موقع هايبرالليرجك عن وظيفة القائمة وعملية بنائها. في رأيه، يمكن أن تكون القائمة شتى أشياء: مسارًا صوتيًا للرؤية، معرضاً موازياً، مدخلًا للتفكير في أفكار العرض، أو مجرد حفلة راقصة متنقلة. هي كذلك إضافة عملية، بمثابة طبقة أخرى تُغني تجربة المعرض شبيهةً بكاتالوج صوتي.
الموسيقى كانت تدخل وتخرج من قوائم الأعمال خلال عملية تنظيم المعرض، إذ سعوا إلى تحقيق توازن بين الفنانين الذين كانوا في حوار بصري ومع المواد المحيطة بهم كالأفلام والشعر والموسيقى. سمحت لهم القائمة بتخيل موسيقى الفنانين الظاهرين في العرض وبالمقابل بتخيّل صوت تلك الحقبة نفسها عبر امتداد زمني يبلغ أربعة عشر عامًا، فترة عاطفية يربطها كثيرون بحنين موسيقي ملموس.
أما طريقة بناء القائمة، فكانت مزيجًا من الذاكرة والبحث: استعاد نادل أسماء موسيقيين نُقلت إليهم من قبل فنانين معيّنِين، أو ذُكِرت صراحة في أعمال مثل أعمال كارل ويرسوم، ثم وسع الأفق بالنظر إلى تطور أنواع كالجاز والروك بين 1958 و1972، وأيضًا بمراجعة محطات الراديو في مدن متنوعة — ماذا كانت تسمعُ هيوستن أو شيكاغو أو ميل فالي؟ ثم جمع كلّ هذه العناصر في تركيبة لا يمكن أن توجد تاريخيًا باعتبار القيود الجغرافية والزمانية والنوعية — شيء يوازي شعور المعرض نفسه.
فيما يتعلق بالاختيارات التي احتاجت للتضحيات، رأى نادل أن ميزة القوائم الرقمية أنها تستطيع احتواء كل شيء دون عناء؛ وسيولة هذا الوسط نادرة وتسمح بالتداخلات اللامحدودة. أما عن مستقبل القوائم داخل المعارض، فالأمر يعتمد على طبيعة العرض وذائقة الجمهور والمؤسسات، وهو يراوح بين حب البعض لمشاهدة الفن في صمت وبين رغبة آخرين بأخذ تجربة صوتية إلى منازلهم. وعند سؤاله عن مساره الموسيقي المفضل في تلك القائمة، اعترف بأن أغنية بوب ديلان «أول ذا تايرد هورسز» تؤثر فيه كل مرة.
يبقى أن معرض «الغرائبية الستينية» سيكون مفتوحًا في متحف ويتني للفن الأمريكي من 24 سبتمبر حتى 19 يناير 2026.
خاتمة عملية — بعض اقتراحاتي الشخصية لأغانٍ من الفترة 1958–1972 (حسب الذوق الشخصي):
– بيرت يانش — رانينغ فروم هوم (1965)
– ذا إنكريديبل سترينغ باند — ذا ماد هاترز سونغ (1967)
– بينك فلويد — ريميمبر أ داي (1968)
– فيربورت كونفينشن — شي موڤز ثرو ذا فير (1969)
– نيك دريك — ريفر مان (1969)
– ذا فيلفِت أندردراوند — جيسَس (1969)
– أمون دوئول الثاني — ساندوز إن ذا رين (1970)
– ذا ستوقز — تيفي آي (1970)
– سيد باريت — أوكتوبس (1970)
– تريز — غلاسغيريون (1970)
– أليس كوبر — بي ماي لوڤر (1971)
– بلاك سبتِه — إنتو ذا فويد (1971)
– مارك جونسن — ريتورن تو ريلِيف (1972)
– روكسي مييوزك — ليديتْرون (1972)
– تي رِكس — ذا سلايدر (1972)
– رِد كروس — نسخة 1984 لكِتادَل (أصلاً رولينغ ستونز، 1967)
تتبدّى هنا وظيفة قائمة التشغيل كجسر يربط بين العمل المرئي وسياق عصره الصوتي: ليست قائمة للتسلية فحسب، بل أداة تفسّر وتثري وتفتح أبوابًا جديدة لقراءة المعرض.