الرئيس الأمريكي سيعقد اجتماعاً مع زعماء من السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن وتركـيه وإندونيسيا وباكستان على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
من المتوقع أن يعرض الرئيس دونالد ترامب خطة ويناقش رؤيته لإنهاء حرب إسرائيل على غزة ومستقبل القطاع الفلسطيني المُدمَّر إلى حدٍّ كبير، خلال لقاء مع قادة العالمين العربي والإسلامي يوم الثلاثاء. وأعلنت كريستين ليفيت/كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن المحادثة ستجري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
مصادر إسرائيلية وعربية من دون تسميات أخبرت قناة إسرائيلية (القناة 12) وموقع Axios الأمريكي أن ترامب سيطرح مقترحاً يتناول سحب القوات الإسرائيلية من غزة في مرحلة لاحقة، وإمكانية نشر قوى إقليمية للحفاظ على الأمن والنظام، وآليات بدء مرحلة انتقالية لإعادة الإعمار وتمويلها. ويُتوقع أن تشمل الخطة مشاركة مستقبلية لسلطة فلسطينية—وهو أمر أُبلغ به نتنياهو، رغم أن إسرائيل كررت مراراً أنها ترفض قيام دولة فلسطينية.
الخطة لا تتضمن دوراً لحركة حماس، التي تصر الولايات المتحدة وإسرائيل على شطب سلاحها وإزالتها كقوة فاعلة.
الرئيس الإندونيسي برابوو سوبَيانتو، المتوقع حضوره الاجتماع، قال في مؤتمر حول حل الدولتين نظّمته فرنسا والسعودية بالأمم المتحدة يوم الاثنين إن بلاده مستعدة إرسـال قوات حفظ سلام إلى غزة: «نحن على استعداد أن نتحمل نصيبنا في هذه الرحلة نحو السلام، ونوافق على توفير قوات حفظ سلام»، جاء ذلك في اليوم الذي اعترفت فيه فرنسا — بحسب التقارير — بدولة فلسطين، منضويةً إلى دولٍ أخرى اتخذت خطوات مماثلة.
ذكرت التقارير أن خطة غزة لم تُصَغّ بصياغة إسرائيلية مباشرة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أُحيط علماً بتفاصيلها. الخطة تفترض مشاركة السلطة الفلسطينية مستقبلاً، فيما ترى إسرائيل أن وجود كيان فلسطيني مستقل أمر لا تقبله.
منذ قرابة عامين من الحرب التي تصفها تقارير عدة بأنها إبادة جماعية، بلغ عدد القتلى في غزة أكثر من 65 ألف فلسطيني—غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في القطاع—دون أن يظهر بصيص حل لوقف القتل أو إنهاء المجاعة التي فرضتها الحصار والإجراءات القتالية.
كانت محادثات لوقف إطلاق النار قد أحرزت تقدماً في وقت سابق هذا الشهر، قبل أن تشنّ القوات الإسرائيلية ضربات جوية غير مسبوقة في قطر في محاولة لاغتيال قيادات لحماس. وأعلنت حماس قبيل الضربات موافقتها على مقترح كان مطروحاً، وادعت إسرائيل أنها قبلته قبل ساعات من الهجوم.
ومنذ ذلك الحين تواصل إسرائيل حملة تدميرٍ لا هوادة فيها في مدينة غزة، أكبر التجمعات الحضرية في القطاع، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين يومياً، وإلى تدمير عشرات الأبنية السكنية، وتهجير عشرات الآلاف جنوباً إلى مصيرٍ مجهول.
كما عطّلت إسرائيل صفقة لوقف إطلاق النار في 18 مارس، عندما شنت غارات جوية عنيفة أودت بمئات الفلسطينيين بعد أن كانت قد أمَّنت إطلاق سراح عدد من الأسرى المحتجزين بغزة. تلا ذلك حصارٌ شامل طويل أدى إلى أزمة مجاعة واسعة النطاق.
نقلت شبكة فوكس نيوز المقربة من ترامب عن مسؤولٍ رفيع في الإدارة ومصدرٍ ثانٍ مطلع أن حماس أعدّت رسالة موجَّهة إلى الرئيس الأمريكي تقترح وقفاً مضموناً مدته 60 يوماً برعاية ترامب مقابل الإفراج الفوري عن نصف الأسرى المتبقين من أصل 48، نحو 20 منهم أحياء. وتفيد التقارير بأن الرسالة محتجزة لدى الوسيط القطري وستُسلَّم لترامب لاحقاً هذا الأسبوع؛ ولم تُدْلِ حماس ولا قطر بتصريح حول ذلك حتى الآن.
من المقرر أن يخاطب كل من ترامب وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الجمعية العامة يوم الثلاثاء.
بينما تضغط أطراف دولية لإعادة إطلاق مفاوضات لإنهاء الحرب، تواصل القوات الإسرائيلية توغلها العميق داخل أكبر مركز حضري في غزة بثلاثة ألوية مدرعة ومشاة، ماضيةً في تدمير المنازل والبنى التحتية. وتستمر الغارات الجوية الكثيفة في ضرب أنحاء متفرقة من القطاع، مع ورود تقارير عن خسائر بشرية في أحياء عدة من مدينة غزة. كما تتواصل الغارات والاعتداءات في الضفة الغربية المحتلة في ظل تقدم الحكومة الإسرائيلية بخطط ضم أجزاء من المنطقة.