أعلنت شبكة ABC المملوكة لشركة ديزني يوم الاثنين أن جيمي كيميل سيعود إلى الهواء بعد أن أُوقف برنامجه في الأسبوع الماضي.
الموعد والسبب المختصر
من المقرر أن يعود برنامج Jimmy Kimmel Live! ليلة الثلاثاء في توقيته المعتاد 11:35 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (03:35 بتوقيت غرينتش الأربعاء)، ويمكن مشاهدته عبر موقع abc.com أو عبر خدمة البث Hulu. جاء القرار بعد أسبوع من الجدل الذي أثارته إيقافة، وراح خلاله ما يقارب 5 مليارات دولار من القيمة السوقية لديزني.
لماذا اعيد برنامج جيمي كيميل؟
قالت شركة والت ديزني، مالكة ABC، في بيان إن البرنامج أُوقف إلى أجل غير مسمى في 17 سبتمبر لتفادي تصاعد التوترات في «لحظة عاطفية» تمر بها البلاد. وأضاف البيان: «اتخذنا القرار لأننا شعرنا أن بعض التعليقات جاءت في توقيت سيء وبالتالي بدت غير حسّاسة». وذكرت الشركة أنها أجرت خلال الأيام الماضية «محادثات مدروسة» مع كيميل، وبعدها تقرر إعادة البرنامج.
المحفزات الاقتصادية والسياسية
يرى خبراء أن قرار إعادة البرنامج كان مدفوعًا أيضاً بمصالح تجارية، إذ بدأ عدد من المشاهدين إلغاء اشتراكاتهم في خدمات البث التابعة لديزني. وقالت سوزان كامبل، أستاذة دراسات الإعلام بجامعة نيو هافن لرويترز، إن «المستهلكين كانوا يمارسون حقوقهم الدستورية بإنهاء اشتراكاتهم في خدمات البث».
ماذا حدث أصلاً؟
في 10 سبتمبر، قُتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك برصاصة أثناء إلقائه كلمة أمام نحو 3,000 شخص في فعالية جامعية بيوتا. وبعد مطاردة دامت 33 ساعة، اعتقل تايلر روبنسون (22 عاماً) ووجّهت إليه تهمة القتل العمد المشددة. وصف بعض اليمينيين روبنسون بأنه «يساري». ردّ كيميل على وفاة كيرك بانتقاد ردود فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأنصار حركة «اجعل أميركا عظيمة مجدداً» (MAGA)، وقال على برنامجه إن جماعة MAGA «تحاول بكل يأس تصوير هذا الشاب الذي قتل تشارلي كيرك على أنه ليس منهم وتعمل على استغلال الحادث سياسياً». وأضاف أن رد ترمب «ليس كيف يحزن راشد على مقتل صديق؛ هذا حزن طفل في الرابعة على سمكة ذهبية».
ردود الفعل والإجراءات التنظيمية
أثار تعليق كيميل موجة استياء بين المحافظين، فتوقفت مجموعتا البث Nexstar وSinclair عن عرض برنامجه في 17 سبتمبر؛ وأعلنت Sinclair أنها ستحل محله برامج إخبارية على محطاتها المحلية (تملك أكثر من 30 محطة تابعة لـABC)، بينما ظل موقف Nexstar غير واضح. دعا رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية بريندان كار إلى اتخاذ إجراءات ضد كيميل وديزني وABC، وهو ما وُصف بأنه «تجاوز للصلاحيات» من قبل آنا غوميز العضو الديمقراطي الوحيد في اللجنة وخبراء قانونيين.
ماذا يقول المعترضون على قرار الحذف؟
انتقد نواب، وخبراء قانون، ونقاد هوليوود، ومقدمو برامج ليل القرار واعتبروه انتهاكاً لحرية التعبير المكفولة بالتعديل الأول للدستور الأميركي. منذ إعلان الإيقاف، روّج مستخدمون لمواقع التواصل هاشتاغات مثل #CancelDisney و#CancelABC وأعلن كثيرون إلغاء اشتراكاتهم. وانضم بعض المشاهير إلى الحملة؛ فالممثل ميشا كولينز أعلن عبر «إكس» أنه ألغى اشتراكه في Disney+ «إلى أجل غير مسمى». كما تنددت على الأقل خمس نقابات في هوليوود، تمثّل أكثر من 400 ألف عامل في البث والسينما، بإجراء الشركة.
تصريحات بارزة
شارك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سلسلة تدوينات ومقالات عبر «إكس» اعتبرت أن حرية التعبير أساس الديمقراطية ويجب الدفاع عنها بغض النظر عن من المتحدّث، سواء كان تشارلي كيرك أو جيمي كيميل. ودعا أوباما الشركات الإعلامية إلى «الوقوف بدل الخضوع» للضغوط الحكومية. من جهته، قال كين مارتن، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، إن «الدولة في عهد ترمب بنت سجلاً مخيفاً من تقييد الكلام وابتزاز الشركات الخاصة واستخدام سلطة الحكومة لطمس حقوق التعديل الأول».
من أي جانب كان الدعم لإلغاء البرنامج؟
احتفل ترمب وقاعدته بقرار إيقاف البرنامج، وكتب على منصة Truth Social مهنئاً شبكة ABC على «شجاعتها»، ووصف كيميل بأنه بلا موهبة وبنتائج مشاهدة أسوأ من كولبير، في إشارة إلى مقدمي برامج ليلية آخرين.
تكلفة الحملة على ديزني
بين 17 سبتمبر وبُعيد القرار عاد السهم إلى هبوط نسبته 2.39٪، ما يعادل نحو 4.99 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.
كيف تفاعل الآخرون مع إعادة البث؟
نشر أندرو كولفيت، المتحدث باسم منظمة Turning Point USA المحافظة، رسالة على «إكس» اتهم فيها ديزني وABC بالاستسلام للضغط، قائلاً إن «السقوط والقبول بإعادة كيميل ليس مفاجئاً، لكنه قرارهم الخاطئ». ونشرت آنا غوميز بياناً أعربت فيه عن ارتياحها لأن ديزني «استعادت شجاعتها في مواجهة الترهيب الحكومي الصريح». وحتى الآن لم يصدر جيمي كيميل بياناً عاماً حول التطورات.