حماس هي حركة فلسطينية مسلحة وسياسية تسيطر على قطاع غزة. في السابع من أكتوبر 2023 شنت هجومًا على إسرائيل أودى بحياة نحو 1200 شخص وأدى إلى أسر نحو 251 رهينة.
أثار ذلك هجومًا عسكريًا إسرائيليًا واسع النطاق على غزة تسبب في مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
صُنفت حماس كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل ودول عديدة أخرى، وقد تضررت بشدة خلال الصراع. ومع ذلك تقول إسرائيل إن للحركة مقاتلين في مناطق عدة من بينها مدينة غزة.
ما هي حماس وما أهدافها؟
نشأت حماس كامتداد للإخوان المسلمين عام 1987، واسمها يعني حركة المقاومة الإسلامية. تُعارض وجود إسرائيل على ما تعتبره أرضًا فلسطينية، وتسعى إلى إقامة دولة مبنية على أساس إسلامي في مكانها وعلى امتداد الضفة الغربية وشرق القدس وقطاع غزة.
مع ذلك أبدت الحركة استعدادًا مقطعيًا لقبول دولة فلسطينية مؤقتة على الضفة الغربية وشرق القدس وغزة، من دون التنازل عن ادعائها بحقوقه في كامل فلسطين التاريخية.
قبل هجمات السابع من أكتوبر كانت تقديرات عدد مقاتلي حماس قريبة من 30 ألفًا، لكن إسرائيل صرّحت في أغسطس 2024 بأنها قتلت أكثر من 17 ألفًا منهم، وهو رقم لم يُتح التحقق منه بشكل مستقل.
صارت حماس الحاكم الوحيد في قطاع غزة عام 2007 بعد فوزها في انتخابات فلسطينية وطرد منافسين بعنف. ومع استمرار الحرب تآكلت بنيتها التحتية وقدرتها على العمل علنًا إلى حد كبير.
من هم قادة حماس؟
عند هجوم السابع من أكتوبر 2023 كان إسماعيل هنية القائد السياسي الأبرز للحركة، مقيمًا في قطر حيث مقرها السياسي. اغتيل هنية أثناء زيارة لطهران في يوليو 2024 في هجوم قالت إسرائيل إنها نفذته.
حلّ محله يحيى السنوار، الذي كان يقود حماس في غزة منذ 2017. قُتل السنوار على يد قوات الدفاع الإسرائيلية في أكتوبر 2024؛ وكان مُصمّم هجمات السابع من أكتوبر وأحد المطلوبين الأبرز لإسرائيل. كما قضت إسرائيل منذ اندلاع الحرب على عدد من القادة الكبار في الحركة.
بعد مقتل السنوار تُدار حماس حاليًا عبر مجلس مكوَّن من خمسة أعضاء يعتقد أن رأسه هو خليل الحية، نائب السنوار السابق، والذي كان مقيمًا في قطر قبل هجوم أكتوبر 2023 وقاد وفودًا لحماس في محادثات وقف إطلاق نار غير مباشرة مع إسرائيل. يضم المجلس أيضًا خالد مشعل، مسؤول علاقات الحركة مع الجاليات الفلسطينية في الخارج؛ زاهر جبارين، قائد الضفة في المنفى؛ محمد درويش، رئيس مجلس الشورى، وشخصًا خامسًا هويته غير معروفة. جميعهم مقيمون في قطر أو تركيا.
في سبتمبر 2025 نفذت إسرائيل ضربات استهدفت قادة حماس بينهم الحية في قطر، وهي خطوة تعرضت لإدانات دولية. قتلت الضربات خمسة من أعضاء حماس ومسؤولًا أمنيًا قطريًا، لكن الحركة قالت إن قادتها نجوا.
أهم حلفاء حماس إيران، التي تُعد الداعم الأكبر لها على صعيد الأموال والسلاح والدعم السياسي.
لماذا هاجمت حماس إسرائيل؟
قادَت حماس أشرس هجوم على إسرائيل في تاريخها، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، بينهم أكثر من 360 شابًا في مهرجان موسيقي. هزّ الهجوم البلاد إذ استهدف مسلحو الحركة مدنًا حدودية لساعات وأخذوا رهائن.
وصفت حماس الهجوم بأنه ردّ على عقود من القمع الإسرائيلي، والقتل المستمر للفلسطينيين، والحصار الطويل المفروض على قطاع غزة. ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للهجوم برّر الحية العملية قائلاً إنها وضعت معاناة الفلسطينيين على جدول الأعمال السياسي العالمي: «كان لا بد من إطلاق إنذار في العالم ليعلم أن هنا شعبًا له قضية ومطالب يجب تلبيتها»، كما قال في لقاء مع صحفيين.
كما قالت حماس إن الهجوم كان ردّ فعل على ما تزعم أنه محاولات إسرائيلية للسيطرة على الحرم القدسي الشريف — المسجد الأقصى — كما تطالب بإطلاق سراح آلاف الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
كان العام الذي سبق الهجوم الأكثر دموية في الضفة الغرية منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتوثيق البيانات عام 2005. بنهاية ذلك العام قُتل ما لا يقل عن 505 فلسطينيين هناك، غالبيتهم برصاص جنود ومستوطني إسرائيليين، بينما قُتل في الضفة نفسها نحو 30 إسرائيليًا.
تعارض كل الفصائل والأحزاب الفلسطينية وجود إسرائيل في الضفة وغرب القدس وقطاع غزة، وتسعى لأن تكون هذه الأراضي جزءًا من دولة فلسطينية مستقلة مستقبلًا، وهو مطلب تحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي.
الاحتلال الإسرائيلي للأراضي والمستوطنات التي بنها هناك يُعد غير قانوني بمقتضى القانون الدولي، غير أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تعترف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، بحجة أنها تمثل تهديدًا أمنيًا. كما تدّعي أيضاً حقاً تاريخياً في الضفة الغربيه.
أشار محلّلون إلى أن الهجوم قد يكون توقيتُه مقصوداً لعرقلة مساعي اعتراف السعودية بإسرائيل، التي كانت تُعدّ مسألةً محتملة آنذاك.
ما كان ردّ إسرائيل على هجمات حماس؟
أطلقت إسرائيل هجوماً عسكريّاً واسع النطاق على حركة حماس في قطاع غزة عقب هجوم 7 أكتوبر، بدأ بضرباتٍ جوية تلاها اقتحام بريّ. وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوو أن أهداف إسرائيل شملت تدمير قدرات حماس، واستعادة الرهائن، وضمان ألا تكون إسرائيل مهدّدة في المستقبل.
حتى 22 سبتمبر، أفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس بمقتل أكثر من 65,000 شخص في غزة — غالبيتهم من المدنيين وحوالي نصفهم من النساء والأطفال. وتقول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن نحو 460 جندياً إسرائيلياً قُتلوا خلال الحرب.
وفي الوقت نفسه بدأت إسرائيل عمليّة تهدف إلى احتلال مدينة غزة بالكامل، واصفةً إياها بـ«المعقل الرئيسي» لحماس، ما اضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار من المدينة. وتمثل هذه العملية تصعيداً كبيراً في حملة إسرائيل العسكرية التي امتدت على مدار سنتين.
تقول الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون قد نزحوا عن منازلهم، وأن المباني والبنية التحتية تعرّضت لأضرار كارثية.
اللجنة الأممية للتحقيق قالت إن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، ومحكمة العدل الدولية تفحص حالياً دعوى الإبادة المقدمة من جنوب أفريقيا؛ بينما تصف إسرائيل القضية بأنها «لا أساس لها على الإطلاق». كما يرى خبراء مدعومون من الأمم المتحدة أن هناك مجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، واصفين الظروف بأنها «صُنع الإنسان كله»، في حين وصفت إسرائيل إعلان الخبراء بأنه «كذبة صارخة».
اتهمت منظمات حقوقية الأطرافَ بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. وصرّح مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن كلا الطرفين شنّا هجمات على السكان المدنيين ومسؤوليتهما تشمل «القتل العمد أو القتل القاصد»، وقد رفض الطرفان نتائج التقرير.
تعثّرت المحادثات الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين. أفضت هدنة استمرت شهراً في أوائل 2025 إلى تحرير 30 رهينة أحياء و8 موتى مقابل نحو 1,900 سجين وموقوف فلسطيني.
حتى 17 سبتمبر، كان هناك 48 رهينة باقية لدى حماس، ويُعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
هل سبق أن خاضت إسرائيل وحماس قتالاً من قبل؟
منذ تأسيسها نفّذت حماس تفجيرات وعمليات إطلاق صواريخ واشتباكات أدّت إلى مقتل مدنيين وعسكريين في إسرائيل. ونفذت إسرائيل عمليات ضد حماس في غزة وخلاياها في القدس الشرقية والضفة الغربية أسفرت عن قتل مقاتلين من الحركة وفي كثير من الحالات عن سقوط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين.
تقاتلت الجانبان في عدة نزاعات كبرى أعوام 2008–2009، 2012، و2014، وآخرها كان في مايو 2021 الذي انتهى بوقف إطلاق نار بعد 11 يوماً. كل جولة من القتال أسفرت عن قتلى على الجانبين، لكن الغالبية الساحقة كانوا فلسطينيين في غزة.
أين يقع قطاع غزة وما حجمه؟
يمتدّ قطاع غزة طولا نحو 41 كم وعرضه حوالي 10 كم، بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط. كان جزءاً من الدولة العربية المقترحة في قرار تقسيم الأمم المتحدة 1947، واحتلته مصر في الحرب التي تلت قيام إسرائيل ثم استولت عليه إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967.
انسحبت إسرائيل في 2005 من القوات ونحو 7,000 مستوطن من الإقليم، غير أن الأمم المتحدة ما تزال تعتبر الأرض محتلة. ويُعدّ قطاع غزة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم؛ وأكثر من ثلاثة أرباع سكانه مسجلون لاجئين أو أحفاد لاجئين، حسب الأمم المتحدة.
حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة، كان القطاع يعاني من أعلى معدّلات البطالة في العالم، وكان معظم سكانه يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء.
تتحكّم إسرائيل في المجال الجوي لقطاع غزة، وشاطئه، والحدود المشتركة، وكذلك في حركة الأشخاص والبضائع. يبدو أن النص المرسل فارغ. هل تفضّل لصق النص الذي تودّ إعادة صياغته وترجمته إلى العربيه؟