سلسلة من اللوحات مكرّسة لطقوس الفتيات والانوثة للفنانة المقيمة في فيلادلفيا ماري هندرسون. حصلت هندرسون على بكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية أمهيرست وماجستير في الرسم من جامعة بنسلفانيا. نشأت في زمن كانت اهتمامات البنات تُهمل أو تُقلَّل من قيمتها، وتتابع اليوم إعادة صياغة تبرز الأهمية الثقافية لمرحلة الفتاة. تبدو لها هذه النقلة في آن واحد ذات أثر جليل وهشة المعالم، ومع ذلك تحتضن لوحاتها خصوصيات حقبة تتكوّن من حفلات النوم المشتركة، وركوب السيارة إلى دروس الباليه، وأساور الصداقة، وروتينات الرقص المصمّمة بعناية.
وبذلك تصبح السلسلة أيضاً استكشافاً للأمومة وإحساساً بـ«السفر عبر الزمن» الذي تختبره الفنانة في وجود متعاوناتها المراهقات (ابنتها وصديقاتها). تصف هندرسون قائلة: «أراقبهن من خلال المرآة الخلفية أو من المدرّجات»، وتظل ذكرياتها الحسية الشخصية —من تقويم الأسنان، ونهايات الشعر المتقصفة، وطلاء الأظافر المتقشر— حاضرة باستمرار.
مأخوذة من أرشيف من لقطات ايفون الشخصية، تهتم هندرسون بإمكانات الرسم التمثيلي في توجيه الانتباه إلى ما كان في الأصل معلومات بصرية عابرة أو هامشية.
«بما أن تراكيبي تميل إلى التركيز على الزائل، والحميمي، والمجزَّأ، أعمل عادةً من زوايا منخفضة الدقة في صور مرجعية أكبر. العملية التشكيلية الناتجة ذات طابع استدلالي إلى حد بعيد، وتشمل استكمال مادتي المصدرية ببحوث بصرية موسعة إضافة إلى الملاحظة المباشرة. إن لوحة الألوان المشبعة للغاية والمختلَقة إلى حد كبير تحوّل الصور بعيداً عن شعور الإدراك الفوري وتحوّلها نحو فضاء أكثر داخلية يتغذى على المزاج والذاكرة.»