حذر حلف الناتو روسيا يوم الثلاثاء من أنه «سيستخدم» جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة لدرء التهديدات، وذلك إثر عدة حوادث في الأسابيع الأخيرة شهدت دخول طائرات مقاتلة وطائرات من دون طيار روسية إلى المجال الجوي لدول أعضاء الحلف.
اجتمع أعضاء الناتو في بروكسل لإستشارات بعد أن دخلت ثلاث طائرات مقاتلة روسية المجال الجوي الإستوني الأسبوع الماضي، وبعد اختراق عدد كبير من الطائرات المسيرة الروسية للمجال الجوي البولندي في وقت سابق من الشهر نفسه. كما سجّلت رومانيا هذا الشهر دخول طائرة مسيرة روسية إلى أجوائها.
وجاء في بيان مشترك عقب الاجتماع: «لا ينبغي لروسيا أن تساورها أي شك؛ فالناتو والحلفاء سيستخدمون، وفق القانون الدولي، جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة للدفاع عن أنفسنا وردع كل التهديدات من كل الاتجاهات».
وأضاف البيان: «سنواصل الرد بالطريقة والزمان والمجال الذين نختارهم. التزامنا بالمادة الخامسة صلب ولا يتزعزع».
وتنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف على أن أعضاء الناتو الذين يتعرّضون لهجوم مسلّح يمكنهم طلب المساعدة العسكرية من الحلف.
وقال الأمين مارك روتّه للصحفيين في بروكسل: «لا نرغب في رؤية استمرار هذا النمط الخطير من قبل روسيا، سواء كان عملاً متعمداً أم لا».
روتّه: قرار الرد بالنار «يتخذ في الوقت الحقيقي»
وعند سؤاله من صحفي عما إذا كان الناتو سيسقط طائرات روسية تنتهك المجال الجوي لحلفاء، أوضح روتّه أن «القرارات بشأن الانخراط ضد الطائرات المتطفلة، كإطلاق النار عليها، تتخذ في الوقت الحقيقي».
وتستند هذه القرارات «دائماً إلى معلومات استخباراتية متاحة بشأن الخطر الذي تشكّله الطائرة، بما في ذلك أسئلة نحتاج للإجابة عليها مثل النوايا والتسليح والمخاطر المحتملة على القوات الحليفة والمدنيين والبنية التحتية».
وفيما يتعلق بآخر خرق للمجال الجوي الذي نوقش اليوم في إستونيا، أضاف روتّه أن قوات الناتو اعترضت الطائرات ومثّلتها (أو: رافقتها) بسرعة دون تصعيد، إذ لم يُقدَّر وجود تهديد فوري.
مهمة جديدة للناتو لتعزيز المراقبة الجوية
في وقت سابق من هذا الشهر أطلق الناتو مبادرة جديدة لتعزيز حماية المجال الجوي لأعضائه في أوروبا الشرقية بعد انتهاك روسيا المجال الجوي البولندي.
وحملت المهمة الجديدة اسم «الحارس الشرقي» وستشمل مجموعة من الأصول والقدرات من حلفاء بينهم الدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا ودول أخرى.
وعند الإعلان عن المهمة قال روتّه: «إلى جانب القدرات العسكرية التقليدية، سيشتمل هذا الجهد على عناصر مصممة لمعالجة التحديات الخاصة المرتبطة باستخدام الطائرات المسيرة».