الصفحة الأولى مزيفة — ادعاء بأن إسرائيل تستعد لشن ضربة جوية على إريتريا

أشعلت التوترات بين إثيوبيا وإرتريا مجدداً بعدما أعلن مسؤولون إثيوبيون عن نيتهم التركيز على استعادة منفذ بحري فقدته إثيوبيا إثر استقلال إريتريا. وفي خضم هذه الأجواء، تناقلت صفحات على فيسبوك داخل إثيوبيا صورة لصفحة أولى من صحيفة The Jerusalem Post تُفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ ضربات جوية على إرتريا. إلا أن الصفحة الأولى كانت مفبركة، وأكّدت صحيفة جيروزالم بوست لاحقاً لـ AFP Fact Check أنها لم تنشر مثل هذا التقرير.

تفاصيل المنشور الأمهرية تشير إلى أن الصحيفة الإسرائيلية “نشرت على صفحتها الأولى خبراً يفيد أن إسرائيل تخطط لشن غارات جوية على إرتريا”. احتوى النشر بتاريخ 12 سبتمبر 2025 على ما بدا كصفحة أولى مزعومة تحمل عنواناً بالإنجليزية: “Israel reportedly preparing airstrikes on Eritrea”، وتظهر في الصورة أيضاً لقطة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يسحب أذن رجل بادره مظهره الشبه برئيس إريتريا إسحاق أفورقي، مع تسمية للصورة نسبتها إلى “رويترز”.

نُشرت الادعاءات نفسها في عدة منشورات أخرى على فيسبوك داخل إثيوبيا، وانتشرت بسرعة في سياق الجدل المتصاعد حول تصريحات زعيم إثيوبيا. ففي الخامس من سبتمبر 2025، صرّح رئيس الوزراء أبيي أحمد بأن مسألة استرجاع ميناء عصب (أصاب) “هي مسألة وقت”، ما أثار نقاشاً واسع النطاق وحملات على وسائل التواصل تطالب باستعادة الميناء. منذ انفصال إريتريا عن إثيوبيا عام 1993 أصبحت إثيوبيا دولة بلا منفذ بحري بعد ضمّ ميناء عصب إلى إريتريا، وتفاقمت العلاقات المتوترة بين البلدين مع تبادل الاتهامات بتحشيد القوات على الحدود المشتركة.

الادعاء بأن إسرائيل تخطط لقصف إريتريا انتشر على خلفية هذا التوتر، لكن الفحص التحقيقي أظهر أن الصفحة الأولى المزعومة ملفقة. من أوائل الدلائل على التزوير أن الشعار (masthead) للصحيفة ظهر بحروف صغيرة خلافاً للنسخة المعتادة، كما أن عنوان المقال العلوي ينتهي بفاصلة، وُيلاحظ أيضاً اختلاف الخط المستخدم في الشعار عن الخط الرسمي لصحيفة The Jerusalem Post.

يقرأ  الجمهوريون يعتبرون تقرير الأسعار نعمة، والديمقراطيون يعتبرونه كارثة — من على صواب؟أخبار الأعمال والاقتصاد

تحقّق AFP Fact Check من نسخة الجريدة الصادرة في 12 سبتمبر 2025 ووجدت أن الصفحة الأصلية لا تشبه الصورة المتداولة إطلاقاً؛ فالشعار الحقيقي يظهر بحروف كبيرة كاملة مع خط أحمر سميك تحت الكلمة الأولى وخلفية تضم العلم الإسرائيلي، بينما النسخة المفبركة استخدمت حروفاً صغيرة وغيّبت هذه العناصر المميزة. كما أن الصفحة الأصلية لم تضم أية تقارير عن نوايا بضرب إريتريا؛ بل كانت أبرز عناوينها تتعلق بضربة إسرائيلية في الدوحة وإطلاق سراح باحث روسي-إسرائيلي كان محتجزاً في العراق.

بحث على موقع The Jerusalem Post الرسمي لم يسفر عن أي تقرير يؤيد ادعاءات الضربة على إريتريا، وأكدت الصحيفة لجهة التحقق أن هذه المعلومة زائفة. قال تيل سبونغن، المحرر التنفيذي، إن “The Jerusalem Post لم تقم أبداً بتغطية خبر عن احتمال توجيه ضربة لإريتريا”. كذلك، لم تعثر وسائل إعلام أخرى ذات مصداقية على أي تقارير بهذا الخصوص.

الصورة المنتشرة التي تُظهر نتنياهو لم تُنشر في مواقع إخبارية موثوقة ولا توجد في أرشيف رويترز، وأداة الكشف عن المحتوى الصناعي Hive Moderation قدّرت بأكثر من 75% احتمال أن تكون الصورة مولَّدة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي. بناءً على ذلك، يمكن القول بثقة أن الادعاء الكامن في الصفحة الأولى المفبركة ليس له أساس حقيقي وأن تداوله في سياق التوترات الإثيوبية-الإرترية يندرج ضمن حملات التضليل الإعلامي.

أضف تعليق