زعيم حزب الله يحذّر: خطة نزع السلاح قد تُشعل حربًا أهلية

حذر نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، من أن خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حركته المتحالفة مع إيران قد تجرّ البلاد إلى حرب أهلية جديدة.

في وقت سابق من هذا الشهر، كلفت الحكومة الجيش بصياغة الخطة بحلول 31 أغسطس، ووافقت على “الأهداف” المدرجة في مقترح أميركي يتعلق بنزع سلاح حزب الله.

هاجم قاسم الحكومة يوم الجمعة واعتبرها مسؤولة عن أي اضطراب محتمل في بلد شهد حربًا أهلية استمرت خمسة عشر عامًا بدءًا من عام 1975.

“هذه الحكومة تنفذ أمرًا أميركيًا-إسرائيليًا لإنهاء المقاومة حتى لو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية”، قال في خطاب تلفزيوني.

وأضاف: “اتخذت الحكومة قرارًا شديد الخطورة ينتهك ميثاق التعايش ويعرّض البلاد لأزمة كبرى”.

وتعهد قاسم بأن حركته الشيعية لن تسلم سلاحها ما دامت اسرائيل تواصل هجماتها على لبنان.

لطالما كان ملف سلاح حزب الله نقطة اشتعال في السياسة اللبنانية؛ إذ يرى أنصاره أن ترسانته ضرورية للدفاع عن البلاد، بينما يرى معارضوه أنها تقوّض سيادة الدولة وتعرض لبنان لخطر الإنجرار إلى صراعات.

قال قاسم يوم الجمعة إن حزب الله وحليفه حركة “أمل” اتفقا على تأجيل التحركات الشعبية، التي كان من الممكن أن تصل إلى السفارة الاميركية، احتجاجًا على خطة نزع السلاح لإفساح المجال للحوار مع الحكومة.

“لن تبقى للحياة في لبنان قيمة إذا وقفتم في الجهة المقابلة”، هكذا حذر قاسم.

وردًّا على ذلك، رفض رئيس الوزراء نواف سلام ما وصفه بأنه تهديد مبطن بالحرب الأهلية من جانب قاسم.

“لا أحد في لبنان اليوم يريد حربًا أهلية. التهديدات واستعراضها مرفوضان رفضًا قاطعًا”، قال سلام عبر منصة “إكس”.

دافع سلام عن قرارات حكومته مؤكّدًا أنها قرارات لبنانية بحتة وغير خاضعة لأية إملاءات خارجية، وأضاف: “لا توجد جهة في لبنان مخوّلة بحمل السلاح خارج سيطرة الدولة اللبنانية”.

يقرأ  إير كندا تبدأ في إلغاء الرحلات تحسباً لإضراب قد يؤثر على مئات الآلاف

تبادلت إسرائيل وحزب الله قصفًا عنيفًا عقب اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023. العام الماضي غزت إسرائيل جنوب لبنان وشنت غارات جوية مدمرة على معاقل لحزب الله في بيروت. وفي سبتمبر، قتلت إسرائيل زعيم الحزب المخضرم حسن نصرالله أثناء اجتماع مع قيادات أخرى لحزب الله تحت الأرض.

ورغم أن الميليشيا خرجت منهكة عسكريًا من جولات القتال، فإن حزب الله لا يزال يُعتقد أنه يحظى بدعم واسع بين الشيعة في لبنان متعدد الطوائف.

وثبت وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله منذ أواخر نوفمبر، لكن كلا الطرفين تبادل اتهامات بخرق الهدنة منذ ذلك الحين.

تشن إسرائيل هجمات على جارتها بشكل شبه يومي، وتقول إن ضرباتها تستهدف عناصر ومقار لحزب الله.

أضف تعليق