تحوّل كبير في الموقف — ترامب: أوكرانيا قادرة على استعادة كامل أراضيها من روسيا | أخبار الأمم المتحدة

صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يعتقد أن اكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، قادرة على استعادة كامل الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ بدء غزوها قبل أكثر من ثلاث سنوات — موقف دراماتيكي ينمّ عن تحول في سياسته تجاه النزاع.

أتى التصريح في منشور على منصة “تروث سوشال” عقب لقاء جمعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال ترامب إن “الحدود الأصلية التي انطلقت منها هذه الحرب قابلة للإسترداد مع الوقت والصبر والدعم المالي من أوروبا وخاصة من الناتو.”

تحوّل في اللهجة والمضمون
كان ترامب قد ألمح سابقاً إلى احتمال أن يضطر كل من كييف وموسكو إلى التنازل عن أراضٍ لإنهاء الحرب، وهو اقتراح رفضه زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون رفضاً قاطعاً. لكن في منشوره الأخير انتقد ترامب طريقة إدارة روسيا للصراع، واصفاً إياها بالقتال “بلا هدف”، ومشيراً إلى أن قوة عسكرية حقيقية كان بإمكانها حسم المعركة “خلال أقل من أسبوع”. وأضاف أن روسيا “نمر ورقي” وأن بوتين وبلاده يواجهان مشكلات اقتصادية كبيرة، وأن هذه لحظة مناسبة لكي تتحرك اكرانيا.

الخلفية الميدانية والسياسية
استولت روسيا على نحو 20 في المئة من مساحة اكرانيا منذ غزوها في شباط/فبراير 2022، علماً بأن موسكو كانت قد ضمت شبه جزيرة القرم في 2014 وتعتبرها خارجة عن نطاق النزاع الحالي. ترامب، الذي سبق وأن أبدى دعماً متذبذباً لزيلينسكي — وتوتّرت علاقتهما في لقاء تلفزيوني بالبيت الأبيض في شباط الماضي — أعرب خلال لقائهما الأخير عن “احترام كبير” للصمود الأوكراني.

التزامات وضمانات لاحقة
شكَر زيلينسكي ترامب على “جهوده الشخصية لوقف الحرب”، وقال إن هناك تفاهمات تفيد بأن ترامب مستعد لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب، ووصف رئيس الولايات المتحدة المحتمل بأنه قد يكون “مغيراً لقواعد اللعبة” لصالح كييف. إدارة ترامب استبعدت سابقاً انضمام كييف إلى الناتو، ودعت قادة أوروبا إلى تكثيف دعمهم العسكري لأوكرانيا.

يقرأ  تفعيل آلية إعادة العقوبات قد يفاقم أزمة البرنامج النووي الإيراني— أخبار الطاقة النووية

ردود فعل دولية
ترافق منشور ترامب مع موجة من الدهشة لدى عدد من وزراء الخارجية والدبلوماسيين الأوروبيين في نيويورك، إذ لم تكن التغيرات في الموقف الأميركي متوقعة لدى الجميع، ومع ذلك قوبلت بإشارات ترحيب في بعض العواصم، وفق مراسل الجزيرة المعيّن للأعمال الدبلوماسية جيمس بايز.

خطوط حمراء وتصريحات حادة
على هامش الجمعية العامة اتخذ ترامب موقفاً صارماً إزاء رد فعل الناتو على أي انتهاك جوي مستقبلي، إذ أجاب بنعم عندما سُئل عما إذا كان ينبغي إسقاط طائرات روسية تدخل الأجواء الوطنية لحلفاء الناتو. لكنه امتنع عن الجزم بما إذا كان لا يزال يثق ببوتين، قائلاً: “سأخبركم بعد حوالي شهر من الآن، حسناً؟” وكرر أيضاً نمط إصداره مهل زمنية قصيرة (أسبوعين أو نحو ذلك) لاتخاذ قرارات محتملة تجاه روسيا، بما في ذلك فرض عقوبات.

تصاعد التوترات وحوادث جوية
تزايدت حدة التوتر بين روسيا وأوروبا في الآونة الأخيرة نتيجة سلسلة انتهاكات جوية: فقد أرسل حلف الناتو مقاتلات لاعتراض ثلاثة مقاتلات ميغ‑31 روسية اختبرت المجال الجوي الإستوني لمدة نحو 12 دقيقة، مما دفع إستونيا إلى الدعوة لاجتماع طارئ في مجلس الأمن ولقاءات مع حلفائها. وفي وقت سابق اتهمت بولندا طائرات دون طيار روسية بانتهاك مجالها الجوي خلال هجوم على اكرانيا، ووصفت وارسو ذلك بـ”عمل عدواني”. وحذر الناتو موسكو من أنه سيستخدم “كافة الأدوات العسكرية وغير العسكرية الضرورية” للدفاع عن نفسه، مديناً نمط الانتهاكات المتصاعدة واصفاً إياها بسلوك غير مسؤول.

في المجمل، يشي تغيير لهجة ترامب وتأييداته المعلنة بدفع محتمل نحو دعم غربي أوسع لكييف، لكن تفاصيل الضمانات الأمنية، وحدودها القانونية والسياسية، لا تزال بحاجة إلى بلورة وتفاوض قبل أن تتبلور إلى التزامات ملموسة.

يقرأ  أُعيد انتخاب إرفان علي رئيسًا لغيانا الغنية بالنفط لولاية رئاسية ثانية أخبار سياسية

أضف تعليق