لوحة فريدا كاهلو قد تكسر الأرقام القياسية في المزادات

لم تتطلب المسألة أكثر من أقل من دقيقتين حتى حطمت لوحة فريدا كاهلو الذاتية «دييغو وأنا» (1949) أرقام المزاد في مزاد سوثيبيز عام 2021، إذ بيعت بمبلغ 34,883,000 دولار مع المصاريف، لتصبح أغلى عمل لفنان أمريكي لاتيني يُباع في مزاد علني. وفي نوفمبر المقبل، يُتوقع أن تُعيد لوحة أخرى للفنانة المكسيكية السريالية كتابة سجلات الأسعار من جديد.

اللوحة الأقل شهرة «El sueño (La cama)» («الحلم — السرير») تعود إلى عام 1940 وكانت محفوظة سابقًا في مجموعة خاصة لم يُفصح عنها، وستُعرض بالمزاد في نيويورك يوم 8 نوفمبر بتقدير يتراوح بين 40 و60 مليون دولار. وقد تُحدث النتائج رقماً قياسياً جديداً لعمل لفنانة امرأة في المزاد، إذ يحمله حالياً عمل جورجيا أوكيف «Jimson Weed/White Flower No. 1» الذي بيع بمبلغ 44 مليون دولار عام 2014.

تُعد اللوحة جزءًا من ثمانين لوحة ضمتها سلسلة «Exquisite Corpus: Surrealist Treasures from a Private Collection»، وهي أول مزاد بارز لسوثيبيز في مبنى بروير البوتريالي الذي استحوذت عليه مؤخراً. من بين الأعمال الأخرى المدرجة، لوحتا سلفادور دالي «Symbiose de la tête aux coquillages» (1930) و«La Révélation du présent» (1936) لرينيه ماغريت، والمتوقع أن يترواح سعر كلٍّ منهما بين مليونين وثلاثة ملايين دولار.

سوف تعرض سوثيبيز أيضاً لوحة ماغريت «La Révélation du présent» (1936) في المزاد ذاته في نوفمبر.

كحال كثير من أعمال كاهلو، «الحلم (السرير)» تُعدّ سيرة ذاتية تصويرية. صُوِّرت عام 1940، العام نفسه الذي أعادت فيه الزواج من زميلها الفنان دييغو ريفيرا بعد علاقته مع أختها؛ وتُظهر التكوين فنانة مغطّاة في سرير ذو قبة، عائمة في سماء موشّاة بالغيوم. وفوق السرير حيث تغفو كاهلو، يستلقي هيكل عظمي ملفوف بأغصان خضراء في وضع مماثل على قبة السرير، وهو ملفوف بالمتفجرات ويحمل زهوراً. تُقرأ اللوحة كاستكشاف لموضوع الفناء والموت؛ ووفق بيان سوثيبيز، كانت كاهلو تحتفظ فعلاً بهيكل عظمي من الورق المقوّى فوق سريرها.

يقرأ  تقريرحظر وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين في أستراليا قد يكون فعّالاً

في السنة نفسها رسمت كاهلو «بورتريه ذاتي بشعر مقصوص» (Self-Portrait with Cropped Hair) الذي أصبح الآن في مجموعة متحف الفن الحديث (MoMA)، ويُصوّر البورتريه حالة الاضطراب التي اجتاحت حياتها في تلك الفترة: تقص شعرها وترتدي بدلة، رموز بصرية لعلاقتها العاصفة مع ريفيرا. وفي ذات العام اغتيل زعيم الثورة الروسية ليون تروتسكي في مكسيكو سيتي، الذي ارتبطت معه كاهلو بعلاقة عاطفية.

«’الحلم’ يقع ضمن أعظم روائع فريدا كاهلو — مثال نادر وباذخ لدوافعها الأكثر سريالية»، قالت آنا دي ستاسي، رئيسة قسم الفن الأمريكي اللاتيني في سوثيبيز، في بيان صحفي. «في هذا التكوين، تمزج كاهلو بين صور الحلم والدقة الرمزية بكثافة عاطفية لا مثيل لها، فتنتج عملاً شخصياً للغاية وذو صدى عالمي.»

تتكرر سرائر المرض والتحمل في أعمال كاهلو، كما في «ولادتي» و«مستشفى هنري فورد» (كلاهما 1932)، حيث يصوّر الأخير تجربة الإجهاض التي تعرضت لها. وبعد حادث حافلة في مراهقتها تركها مع إعاقة، كانت كاهلو ترسم وهي مستلقية على ظهرها، بمساعدة جهاز حاملة للوحة وفرته والدتها.

قبل أن تصل إلى نيويورك في نوفمبر، ستنتقل «الحلم (السرير)» في جولة عرض تشمل لندن، ومؤسسة بسّام فريحة للفن في أبوظبي، وسوثيبيز في هونغ كونغ، ثم إلى مكان غير محدد في شارع فوبرغ سان-أونوريه في باريس.

أضف تعليق