جيمي كيميل يشن هجوماً بلا هوادة مع تصاعد المعركة ضد ترامب

جيمي كيميل يعود إلى الهواء بنبرة ملؤها الحزن—دون أن يقدم اعتذارًا صريحًا—معبِّرًا عن أسفه على تعليقاته المثيرة للجدل عن تشارلي كيرك، ومؤكدًا في الوقت نفسه أنه لن يرضخ لضغط منتقديه، وعلى رأسهم دونالد ترامب.

استهل مقدم برنامج التوك شو الليلي حلقة الإعادة بالإشارة إلى تصريحاته الأسبوع الماضي التي أدت إلى توقيفه المؤقت من قبل شركة ديزني، لكنه امتنع عن قول كلمة «آسف» بشكل مباشر. قال بحرص لغوي إنه يتفهم أن البعض شعر بأن تعليقاته عن مقتل كيرك كانت «في توقيت سيئ أو غير واضحة أو ربما كلا الأمرين»، وأردف: «أفهم لماذا أنتم مستاؤون».

الأسبوع الماضي ربط كيميل بارتباك بين الشخص الموقوف كونه مشتبهًا بإطلاق النار على المؤثر المحافظ ومجموعة «ماجا»، وسخر قائلًا إن رد فعل ترامب كان شبيهًا بردة فعل طفل في الرابعة على موت سمكة ذهبية. يوم العودة إلى الهواء، تأثر حتى تكاد كلماته تختنق وهو يقول إنه «لم يقصد أبدًا التخفيف من جدية مقتل شاب»، وأنه لم يكن في نيته «لوم مجموعة محددة» على فعل القاتل.

تأكيده على مشاعر التعاطف كان واضحًا؛ ذكر أنه فعلاً بعث برسالة حب إلى عائلة كيرك على إنستغرام قبل تفجر الجدل. لكن كيميل حرص كذلك على إبراز أنه لن يتراجع في انتقاداته لترامب، وأن الضجة الأخيرة لم تثنه، بل زادته إصرارًا على مواصلة ما يعتبره واجبًا صحفيًا وكوميديًا.

قال ما معناه: «البرنامج نفسه ليس الأهم. الأهم أن نعيش في بلد يسمح لنا بوجود برنامج كهذا»، وسط هتافات جمهور الاستوديو. بعد عرض مقطع لترامب يسخر من تدني نسب مشاهدة البرنامج، لفت كيميل الانتباه إلى أن محاولة إلغاء برنامجه أدت بالعكس إلى جذب ملايين المشاهدين، مخاطبًا الرئيس: «حاول إلغائي، لكنه أجبر ملايين الناس على المشاهدة. العاقبة جاءت عكس ما أراد. قد يضطر الآن لنشر ملفات إبستين ليصرف الانتباه».

يقرأ  مظاهرات وإضرابات واسعة في إسرائيلتضامناً مع رهائن غزة

وصف تهديدات الحكومة لإسكات كوميديان لا يحبه الرئيس بأنها «غير امريكية»، ثم كرر للتأكيد: «هذا ضد القيم الأميركية». ترامب لم يتردد في التصعيد، واعتبر أن عودة كيميل ستصعّد الصراع مع المذيع والشبكة المالكة لبرنامجه، إيه.بي.سي، مهددًا بأنها «في خطر» ووصف كيميل بأنه مجرد «ذراع ديمقراطي» ومساهمة انتخابية غير قانونية.

الإشارة إلى مبلغ المال—الذي دفعته ديزني لتسوية دعوى تشهير رفعتها إدارة ترامب العام الماضي—كانت واضحة في تغريدات الرئيس، فيما فسّر بعض المراقبين قرار ديزني بالتسوية بأنه أعطى دفعة لجرأة ترامب في مواجهة مؤسسات الإعلام.

في الوقت نفسه، تظهر أمثلة أخرى على مواجهة ترامب لوسائل الإعلام؛ فقد سلّمت شبكات أخرى تسويات، أما دعوى الرئيس بقيمة 15 مليار دولار ضد صحيفة نيويورك تايمز فرفضها قاضٍ مؤخرًا لوجود ثغرات في صياغتها ومنح فريق ترامب مهلة لتعديل الشكوى.

لم يفوت كيميل فرصة السخرية من ديزني على الهواء، وأبدى استيائه من قرار تعليق برنامجه قائلاً إنه لم يوافق عليه وأبلغه ذلك صراحة. لكنه أضاف أن الشبكة «رحبت بعودته»، معبِّرًا عن امتنانه، وفي الوقت نفسه محذّرًا من أن هذا القرار قد يعرضها للخطر—خطر لم تره هو عادلاً.

وأشار إلى أن زملاءه في برامج السهرة مثل ستيفن كولبير وجيمي فالون، وسيث مايرز كانوا أيضًا أهدافًا لهجمات ترامب، داعيًا للوقوف ضد هذه الضغوط التي لا تتوقف.

في فقرة استعراضية لاذعة، استعان كيميل بروبرت دي نيرو ليلعب دور رئيس مفترض للهيئة الاتحادية المعنية بالبث، في إسقاط ساخر على سلوك الهيئة واتهامها باستخدام تكتيكات شبيهة بالعصابات لقمع حرية التعبير. في المشهد، قال دي نيرو إن المدح للرئيس بات «مجانًا»، أما السخرية فستكلف ثمنًا—فُسرت العبارة بأنها نقد لخطاب الخوف والضغط السياسي.

ردود الفعل على مونولوج كيميل كانت متباينة؛ ثناء من نقاد تلفزيونيين ومعلقين رأوا أنه استغل عودته لتحويل الضغط الشديد إلى خطاب مؤثر وجريء ومضحك في آنٍ واحد. وصفه بعضهم بأنه استعاد منصته بصوت قوي ومتماسك، وأنه برهن أن قوته لا تقتصر على النكات بل على قدرته على السيطرة على المشهد عندما تتصاعد الرهانات.

يقرأ  تعهد أمريكي باتخاذ «كلّ ما يلزم» لدعم اقتصاد الأرجنتينأعمال واقتصاد

على الجانب الآخر، اتهمه معلقون من اليمين بتصنع مشاعر التأثر، واعتبر البعض أن اعتذاره لم يكن كافياً. واصفة أخرى اعتبرت مونولوغه نوعًا من الشكوى الذاتية التي لم ترق إلى مستوى الاعتذار أو التواضع المطلوب.

قد تكون هذه نهاية تعليق كيميل المؤقت، لكنها بداية مرحلة جديدة من التوتر الحاد بين رئيس يسعى لضرب وسائل الإعلام ومنصة إعلامية ومقدِّم يحاول الحفاظ على حريته في النقد والسخرية. انتهى.

أضف تعليق