منظمة الصحة العالمية تنفي وجود صلة بين التوحد وتناول الباراسيتامول أثناء الحمل
نُشر في 24 سبتمبر 2025
نفت منظمة الصحة العالمية بأقوى العبارات مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي ربطت بين التطعيمات في الطفولة وتناول الأمهات للباراسيتامول أثناء الحمل من جهة، وحدوث اضطراب طيف التوحد من جهة أخرى. وأكدت المنظمة في بيان يوم الأربعاء أنه «لا يوجد حالياً دليل علمي قاطع يثبت وجود علاقة سببية بين التوحد ومُسكن الأسيتامينوفين (المعروف بالباراسيتامول أو تايلينول) عند استخدامه خلال الحمل».
وأضافت المنظمة أن «بحوثاً واسعة النطاق أُجريت على مدار العقد الماضي، بما في ذلك دراسات كبيرة شملت آلاف الحالات، بحثت في احتمالات الارتباط بين استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل وظهور أعراض طيف التوحد. إلى الآن لم تَظهر علاقة ثابتة أو متسقة تُؤكد وجود ارتباط مباشر». وذكّرت المنظمة النساء بضرورة الاستمرار في اتباع توصيات أطبائهن أو العاملين في الرعاية الصحية لتقييم الحالات الفردية وتحديد الأدوية اللازمة.
خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين، أعاد ترمب طرح فكرة وجود صلة بين التطعيمات والباراسيتامول من خلال تصريح مباشر، قائلاً: «أريد أن أقولها كما هي، لا تتناولوا تايلينول. لا تتناولوه». وأضاف موجهاً كلامه إلى آباء الأطفال: «ولا تدعوا أحداً يحقنوا أطفالكم بأكبر كومة من الأشياء رأيتموها في حياتكم»، في إشارة إلى اللقاحات.
واقترحت حملة الرئيس استخدام الليوكوفيرين (Leucovorin)، وهو شكل من أشكال حمض الفوليك المعروف بفيتامين ب9، كعلاج لأعراض التوحد، ما أثار انتقادات حادة من المجتمع العلمي ومجموعات الصحة.
ووصفت ائتلاف علماء التوحد في بيان أن «البيانات المشار إليها لا تدعم الادعاء بأن تايلينول يسبب التوحد، ولا أن الليوكوفيرين يمثل علاجاً، وما يفعله مثل هذا التصريح هو زيادة الخوف وإعطاء أمَل كاذباً حين لا توجد إجابة بسيطة». كما أدانت عدة هيئات صحية الإعلان غير المبرر، مشددة على أن مثل هذه التصريحات قد تضر بصحة الأمهات وتضلل الجمهور.
من جهتها، أصدرت شركة كينفيو، شركة مصنعة لمنتجات تايلينول، بياناً أعربت فيه عن «رفضها القاطع» للمزاعم، مؤكدة أن «العلم المستقل والموثوق يُظهر بوضوح أن تناول الأسيتامينوفين لا يسبب التوحد. نحن نختلف بقوة مع أي تلميح بخلاف ذلك ونشعر بقلق بالغ تجاه المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها النساء الحوامل والأهل».
كما كررت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) موقفها بأن «لا توجد أدلة قوية تدعم هذا الادعاء»، داعية العامة إلى الاعتماد على مصادر المعلومات الصحية الموثوقة واستشارة مقدمي الرعاية الصحية عند البحث عن نصائح علاجية أو وقائية.