حذر رئيس اكرانيا زيلنسكي من أن فلاديمير بوتين “سيواصل دفع الحرب إلى مساحات أوسع وأعماق أعمق” إن لم يُوقف، مؤكداً أن التهاون سيشجّع عدوانية روسية أوسع.
خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال زيلنسكي إن دولاً إضافية ستتعرض لعدوان روسي ما لم تظهر الحلفاء واجهة موحّدة وتكثّف الدعم لبلاده.
أشار إلى أن سباق التسلح العالمي يهدد جميع الدول مع تطور التكنولوجيا العسكرية، مضيفاً أن «الأسلحة هي التي تقرّر من يبقى» وداعياً إلى وضع قواعد دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب.
تزامنت تصريحاته مع تغير موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا، إذ قال للمرة الأولى إن أوكرانيا قد تستعيد كامل أراضيها.
وانتقد زيلنسكي المؤسسات الدولية، واصفاً إياها بأنها «ضعيفة جداً» لدرجة أنها لا تستطيع منح أوكرانيا ضمانات أمنية، مشيراً —في إشارة واضحة إلى حلف الناتو— إلى أن الانتماء إلى تحالف عسكري قديم «لا يعني بالضرورة أن تكون آمناً».
وقال: «نعيش الآن أعنف سباق تسلح في تاريخ البشرية».
وأضاف أن «إيقاف روسيا الآن» أقل تكلفة من التساؤل لاحقاً عن من سيكون أول من يطوّر طائرة مسيّرة بسيطة تحمل رأساً نووياً.
وحذّر رئيس أوكرانيا كذلك من أن أوروبا لا تقدر على خسارة مولدوفا —التي تقع بين أوكرانيا ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي— لصالح النفوذ الروسي، مشيراً إلى أن الغرب فوت فرصة إنقاذ جورجيا وبيلاروسيا من مدار بوتين.
من جانبها اتهمت رئيسة مولدوفا المؤيدة للاتحاد الأوروبي، مايا ساندو، الكرملين بأنه «ضخّ مئات الملايين من اليوروهات» في مولدوفا في محاولة لإثارة العنف ونشر الخوف.
ويتوجه الناخبون في الجمهورية التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي سابقاً إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد، في ظل ما كشفته تحقيقات بي بي سي عن حملة تضليل مكثفة تنفّذها شبكة لها روابط بموسكو.
في الأسابيع الأخيرة طلبت إستونيا وبولندا استشارة بقية أعضاء الناتو بعد انتهاك طائرات روسية المجال الجوي لهما في حوادث منفصلة، فيما أفادت رومانيا أيضاً بأن طائرات مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي.
وبعد كلمة زيلنسكي في الأمم المتحدة، قال ترامب إن دول الناتو ينبغي أن تصدّ طائرات روسية التي تنتهك مجالها الجوي، في إشارة إلى الغزوات الأخيرة لطائرات مقاتلة وطائرات مسيّرة روسية.
أشاد زيلنسكي بترامب وقال إنّه عقد «اجتماعاً جيداً» مع الرئيس الأمريكي.
وأضاف أنه يعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب، لكنه اعترف بأنه لا يملك تفاصيل محددة، مكتفياً بالإشارة إلى إمكانية توفير المزيد من الأسلحة والدفاعات الجوية والطائرات المسيرة.
وكان اقتراح ترامب يوم الثلاثاء بأن كييف قد تربح بدعم من الاتحاد الأوروبي والناتو تحوّلاً واضحاً عن تصريحاته السابقة التي ألمحت إلى أن أوكرانيا قد تضطر إلى قبول «تبادلات أرضية» كشرط للسلام.
ووصف الرئيس الأمريكي روسيا أيضاً بـ«النمر الورقي» الذي كان «يحارب بلا هدف في أوكرانيا».
ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قائلاً: «روسيا ليست نمراً بأي حال من الأحوال. هي أقرب إلى الدب. ولا يوجد شيء اسمه دب ورقي».
وأضاف بيسكوف للصحفيين أن تعليقات الرئيس الأمريكي جاءت «على ما يبدو تحت تأثير الرؤية التي طرحها زيلنسكي».
«هذه الرؤية تتناقض تماماً مع فهمنا للوضع الراهن.»
وعقد وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو اجتماعاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء، في أعلى مستوى لقاء أمريكي-روسي منذ أن دعا ترامب بوتين إلى ألاسكا الشهر الماضي.