فيكتوريا، سيشل — تواجه الناخبون المتّجهون إلى صناديق الاقتراع مجموعة من القضايا المحورية تتقدّمها أزمة المخدّرات، تحدّيات بيئية، وتساؤلات متزايدة حول السيادة الوطنية، في دولة تعدّ ملاذاً سياحياً وأصغر دول إفريقيا من حيث المساحة والسكان، لكنها من أغنى الدول من حيث الدخل القومي للفرد.
الانتخبات: ما هو على المحك
بين 25 و27 سبتمبر سيختار المواطنون رئيساً جديداً، مع سعي ويفل رامكالاون للحفاظ على منصبه، إضافة إلى تشكيل برلمان جديد. تُنتَخب الرئاسة لمدة خمس سنوات، وإذا لم يحصل أي مرشح على 50% + صوت واحد تُجرى جولة إعادة بين المرشحين الأكثر حصولاً على الأصوات في الجولة الأولى.
المرشحون الرئيسيون
رامكالاون، وهو قس أنجليكاني تحوّل إلى العمل السياسي، كان أول زعيم معارض منذ 1976 يطيح بالحزب الحاكم عندما نجح في محاولته السادسة للفوز بالرئاسة عام 2020. وخاض هو وحزبه Linyon Demokratik Seselwa (LDS) حملات على أساس جهود مستمرة للتعافي الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، والحفاظ البيئي.
منافسه الأساسي باتريك هيرميني من حزب United Seychelles (US)، نائب بارز في البرلمان وسبق أن شغل منصب رئيس الجمعية الوطنية بين 2007 و2016.
أزمة المخدّرات
وُصفت سيشل في تقرير للأمم المتحدة عام 2017 بأنها نقطة عبور رئيسية للمخدرات، وقد تفاقمت خلال السنوات الأخيرة أزمة تهريب وتداول المواد المخدّرة. وذكرت مؤشرات الجريمة المنظمة العالمية في 2023 أن هذه الدولة الجزرية تسجّل من بين أعلى معدلات إدمان الهيروين في العالم.
تقدّر وكالة منع تعاطي المخدرات وإعادة التأهيل (APDAR) أن نحو 6,000 شخص من بين سكان البلاد البالغ عددهم 120,000 يستخدمون هذه المخدّرات، بينما يقول محلّلون مستقلون إن معدلات الإدمان تقترب من 10%.
ينتقد البعض رامكالاون لعدم قدرته على وقف انتشار الإدمان، فيما يتعرّض سجل هيرميني كرئيس لهيئة APDAR بين 2017 و2020 لتدقيق خاص بعد تنامٍ في المشكلة على مدار 27 عاماً، وبقاؤها عند مستويات لم تتغيّر خلال فترة ولايته.
قال جيرالد إدوين جولي، المدير البرامجي السابق في الوكالة: «كانت APDAR مجرد أداة سياسية. (هيرميني) لم يكن يملك معرفة سابقة بالإدمان عند تعيينه».
التحديات البيئية ومخاوف السيادة
تتألّف الأرخبيل من 115 جزيرة مبعثرة في المحيط الهندي بين شرق إفريقيا والهند ومدغشقر، وقد ارتبط اسم سيشل بالسياحة الفاخرة والسفر البيئي، مما رفعها إلى قمة دول إفريقيا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وفق مجموعة البنك الدولي، وساهم في نشوء طبقة وسطى متنامية رغم استمرار مشكلات الفقر لدى بعض الفئات.
وقبل أسبوع من الانتخابات رفعت ناشطات قضية دستورية ضدّ الحكومة الحالية، طاعِنةً في قرار تأجير جزء طويل الأمد من جزيرة أسومبشون الواقعة على بعد نحو 28 كيلومتراً من شعاب ألدابرا البحرية المحمية وموقع التراث العالمي لليونسكو، لشركة قطرية بغرض تطوير منتجع سياحي فاخر. يشمل العقد إعادة تأهيل مهبط طيران لتسهيل الوصول للرحلات الدولية، مما أثار انتقادات واسعة بأن الاتفاق قد يُفضّل مصالح أجنبية على المصلحة الوطنية الطويلة الأمد وسيادة الأرض، وطالبت جماعات بيئية بمزيد من الرقابة والشفافية.
يعيش معظم السكان على جزيرة ماهي التي تضم العاصمة فيكتوريا، لكن امتداد المياه الإقليمية يصل تقريباً إلى 390,000 كيلومتر مربع، ما يجعل البلاد من أكثر الدول عرضة لتبعات تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستويات البحر، وفق البنك الدولي ومجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
قالت فيكتوريا دوثيل، عالمة محلية التي رفعت الدعوى ضد الحكومة: «مشروع الفندق في أسومبشون أحاطته جدل كبير. الصور الأخيرة للسلاحف المجروحة وأعمال التجريف أبرزت مدى استعجال الوضع».
القلق من الفساد
رغم تفوّق سيشل في مؤشرات التنمية واحتلالها مراتب متقدمة في إفريقيا، وإدراجها الأقل فساداً في أفريقيا جنوب الصحراء بمؤشر مدركات الفساد الأخير، لا تزال ذكرى ثلاثين عاماً من الفساد خلال حكم فرانس-ألبرت ريني الذي انتهى عام 2004 حاضرة في أذهان كثيرين.
عاد ملف الشفافية إلى الواجهة خلال الحملة الانتخابية الحالية، مع خضوع مرشّحة رئاسية، كيسنا لويز، لتحقيق قضائي، واتهام آخر، ماركو فرانسيس، بتزوير شهادة جامعية.
قال جان بول موريل، رجل أعمال محلي: «معظم السياسيين لديهم ماضٍ في خدمة الأصدقاء والعائلة. لا يوجد مرشحون جيدون».
ملاحظات ختامية
ساهم صحفي من وكالة أسوشيتد برس، جاك دينتون من نيروبي، في إعداد هذا التقرير.
سياسة التمويل والشفافية
تحصل أسوشيتد برس على دعم مالي لتغطية الشؤون الصحية والتنموية في إفريقيا من مؤسسة غيتس. الوكالة تتحمّل وحدها مسؤولية كل المحتوى. يمكن الاطلاع على معايير العمل مع الجهات المانحة وقائمة الداعمين ومجالات التغطية الممولة عبر موقع AP.