زيلينسكي يدعو إلى تحرك دولي فوري لمنع توسع الحرب الروسية في أوروبا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن العالم يعيش “أشد سباق تسلح تدميراً في التاريخ”، وحذر المجتمع الدولي من ضرورة التحرك الآن لوقف ما وصفه بخطط الكرملين لتوسيع الحرب إلى خارج أوكرانيا نحو دول أوروبية أخرى. وأضاف أن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى لتعميم عمليات القتال، وأن الطائرات المسيَّرة الروسية لم تعد تقتصر على سماء أوكرانيا بل بدأت تحلق فوق أجزاء من أوروبا.
قال زيلينسكي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن أوكرانيا كانت “المحطة الأولى فقط”، محذراً من أن العمليات الروسية تتسع بالفعل عبر حدود دولية متعددة، وأن بقاء الحال دون رد فعل سيشجع على مزيد من التصعيد.
تحدث الرئيس الأوكراني بعد أيام من لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عبّر، بحسب زيلينسكي، عن دعم جهود كييف وانتقد روسيا، وأشار إلى إمكانية استعادة أوكرانيا كامل أراضيها التي فقدتها — تغيير لافت في لهجة واشنطن مقارنةً بدعوات سابقة لتقديم تنازلات.
جاء خطابه في وقت تثير فيه تكرار اختراقات الأجواء أو شبهها مخاوف حلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبي، بينما تواصل موسكو نفي اتهامات التعدي على مجالها الجوي لأعضاء الحلف، وتصف الاتهامات بأنها لا أساس لها.
رغم تأكيده على خطورة سباق التسلح العالمي، شدد زيلينسكي على أن معركة الأرض ستُحسم بالأسلحة لا بالقانون الدولي، قائلاً: “إن كانت الأمة تريد السلام، فعليها أن تعمل على الأسلحة. هذا واقع مريض لكنه واقع”. وأضاف بالصرامة نفسها أن التعاون الدولي والقواعد القانونية وحدها لن تنقذ دولاً معرضة إذا لم تتوافر ضمانات أمنية حقيقية ومنصات دولية فاعلة.
ولفت أيضاً إلى خطر الذكاء الاصطناعي في السياق العسكري، مطالباً بوضع قواعد دولية فورية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأسلحة، ورأى أن هذا الأمر عاجل بنفس درجة منع انتشار الأسلحة النووية، داعياً إلى استئناف التعاون الأمني بين الدول فوراً.
وحذّر زيلينسكي من تهديدات مباشرة تمتد إلى دول الجوار، مؤكداً أن الكرملين يُعد مؤامرات لتحريك الفتن الداخلية في مولدوفا ويهدداستقلال مولدوفا، في ظل استمرار نشر قوات روسية في إقليم ترانسنيستريا المنفصل، وهو ما يثير خشية من احتمال عدوان أوسع على بلد تعداد سكانه نحو 2.3 مليون نسمة.
وختم بأن خسارة مولدوفا ستكون أعباء أكبر على أوروبا بكثير من تكلفة دعم استقرارها الآن: “أوروبا لا يمكنها أن تسمح بفقدان مولدوفا أيضاً. دعم استقرارها ليس مكلفه، أما عواقب الإهمال فستكلف ثمناً أعلى بكثير. لذلك على الاتحاد الأوروبي أن يقدم للمولدوفا الآن دعماً مالياً وطاقة حقيقية، لا مجرد كلمات أو إيماءات سياسية.”