صدر عن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت تحذير واضح بأن الحكومة الاتحادية لن تتدخل لإنقاذ مدينة نيويورك مالياً في حال حدوث أزمة إذا انتُخب المرشح الديمقراطي زهران ممداني عمدة للمدينة.
تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2025
قال بيسنت، في حديث مع مذيعة نيويورك ماريا بارتيّروما على شبكة فوكس بيزنس، إن الأمر سيكون «كما قال جيرالد فورد: اتركوها تموت»؛ وأضاف أن ضروة الإنقاذ الفدرالي ستصبح مطروحة إذا ما نُفِّذت خطط ممداني. ورغم ذلك، لم يتدلّق بيسنت على تفاصيل توضح أي بنود في برنامج ممداني قد تُشكّل خطراً مالياً على المدينة.
ومن الجدير بالذكر أن عبارة «اتركوها تموت» لم تُنسب فعلياً إلى الرئيس فورد؛ إذ إن تلك الجملة نشأت من عنوان صحفي في أحد صحف التابلويد بنيويورك في منتصف السبعينات حين كانت المدينة على شفا الإفلاس.
ممداني، البالغ من العمر 31 عاماً والذي يُعرّف عن نفسه كإصلاحي ديمقراطي اشتراكي، يتقدّم حالياً بفوارق مئوية مزدوجة في 18 استطلاعاً مختلفاً استعداداً لانتخابات العمدة المقررة في 4 نوفمبر. ولم يحدد وزير الخزانة أي عناصر بعينها في برنامج ممداني تُعدّ ذات مخاطر مالية، فيما رجّحت تحليلات إعلامية أن حملته تتضمن خطط تمويلية مفصّلة لمشاريع شعبية مثل رعاية الأطفال الشاملة، برنامج تجريبي لمتاجر بقالة تديرها المدينة، وحافلات مدينة مجانية، تمويلها من خلال رفع ضريبة الشركات وزيادة الضريبة على أصحاب الدخول التي تتجاوز مليون دولار سنوياً بنسبة 2%.
أي تعديل جوهري في هيكلية الضرائب في المدينة يستلزم موافقة حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوخول، التي أعلنت مؤخراً دعمها لممداني على حساب زميلها السابق أندرو كومو. كومو، الذي خسر في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية أمام ممداني، يخوض الآن المنافسة كمترشّح مستقل. طلبت الجزيرة تعقيب كل من البيت الأبيض ووزارة الخزانة حول ما إذا كانت موقف الحكومة الفدرالية من الإنقاذ قد يتغير إذا نشأت الحاجة بسبب سياسات اتحادية أو ولاية أو قيادات كونغرس، لكن لم تتوفر ردود في وقت النشر.
تأثير سياسات ترامب على الأوضاع الاقتصادية
رُبطت سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب بالفعل بتباطؤ في الاقتصاد الأمريكي، وهو تأثير انعكس أيضاً على سوق العمل في مدينه نيويورك. ففي أغسطس أضيفت فقط 22 ألف وظيفة على الصعيد الوطني، فيما أشار تقرير أجري من القطاع الخاص (ADP) إلى إضافة 54 ألف وظيفة — نصف ما أُضيف تقريباً في الشهر السابق. في النصف الأول من العام الحالي سجّلت نيويورك أقل من ألف وظيفة جديدة مقارنة بنحو 66 ألفاً خلال ذات الفترة من العام السابق. ومنذ تولي ترمب الرئاسة أُدخلت تغييرات اقتصادية كبيرة أثّرت على المشهد المالي.
كما اتخذت إدارة ترمب إجراءات كانت موجهة إلى مدينة نيويورك، شملت تهديدات بحرمان المدينة من تمويل اتحادي بسبب سياسة تسعير الازدحام، وتهديدات بخصم تمويل التعليم بسبب سياسات حماية الطلاب المتحولين جنسياً، وخصم تمويل عبر برنامج الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) المخصص لمساعدات وقائية ضد الهجمات الإرهابية.
حملة ممداني لم تُجب على طلبات التعليق من الجزيرة.