فصلك الدراسي: أفضل مصدر لأبحاث التعليم

بقلم تيري هيك

هل تبحث عن أفضل مصدرٍ للبحوث التربوية؟ المصدر الذي يحتوي على بيانات أصيلة، ودراسات عملية، وفرص ومشاركين حقيقيين؟ ماذا عن فصلك الدراسي أنت؟

هناك ضغط متزايد لأن تكون قراراتنا «مستندة إلى البحوث» أو «مبنية على البيانات»؛ أن تكون الإستراتيجية «مؤسَّسة على الدليل» و«موجَّهَة باتخاذ قرار قائم على البيانات». على الورق، هذه المطالبات غير خاطئة بالضرورة، لكن صلاحية أي فكرة تتوقف على جودة أثرها العملي.

أحبُّ فكرةَ التعلم المتنقِّل مثلاً، وقد أرتبط بها عاطفياً لدرجة قد تقودني لاحقاً إلى تحريفات إدراكية—تبسيط مفرط لوظيفتها أو تضخيم سوء فهمنا لإمكاناتها في التعليم. أنا أؤيِّد الفكرة، لكن «الفكرة» وحدها ليست كافية؛ الفكرة في ظل سياق معيّن تعطي نتيجة مختلفة. فالعلاقة تشبه الكيمياء.

فكِّر في ذلك كنسق: فكرة → تطبيق/تكامل → أثر.

الفكرة وحدها نافعة بصفتها رؤية أو تمرينًا فكريًا أو حوارًا أدبيًا ممتعًا. التكامل هو عمل التصميم والهندسة—والمدرس هنا يعمل بعقليتين: مصمّم ومهندس. كل من الفكرة والتكامل والأثر مهمّ، وكل عنصر يؤثر في الآخر بصورة متبادلة: الفكرة تغيّر التكامل، والتكامل يحدِّد الأثر، والأثر يضيء على الفكرة من جديد.

هناك درسٌ واضح هنا لكل من يقدّس البيانات.

مشهد: المشرفون يقدّمون ملاحظات على الدروس

قبل سنوات، كنت أُعد وحدة دراسية وأُقدّمها لاعتماد المشرفين. الفكرة ليست سيئة—مشرفون متمرِّسون ومسؤولو منطقة يراجعون التدريس المخطط ويُقدّمون ملاحظات مفيدة، يقوّون الممارسات ويُحسّنون سير العمل؛ يزيد هذا من قدرة المعلمين ويستفيد الطلاب. لكن التطبيق كان مختلفًا في تجربتي.

كنت أقدّم وحدة، ويسألونني إن تعاونت مع زملاء في إعدادها، ويشيرون إلى مواضع لا تتوافق مع «غير القابلات للتفاوض» شكليًا (وليس من حيث المحتوى أو الجودة)، وبالطبع يُطلَب مني إرفاق البحوث التي تدعم كل خيار تصميمي تقريبًا. ملاحظة في هامش الخطة: أنت تستخدم استراتيجيات لرفع التفكير الناقد. أين البحوث التي تدعم هذا القرار؟ وأي بيانات استخدمت لتقرير أن هذه الاستراتيجيات هي الأفضل؟ أجبني بنهاية اليوم، إلخ.

يقرأ  لليلة الثالثة.. تصاعد الاشتباكات وسط احتجاجات مناهضة للحكومة في صربيا — أخبار الاحتجاجات

على الورق كانت الأسئلة مبررة ومعقولة؛ لكن أثرها كان مشوِّشًا ومرهقًا. اضطُرُّ للبحث بسرعة عن دراساتٍ تدعم قراراتي، وعن بيانات تدعم تلك البحوث، وعن أبحاث تثبت صحة البيانات—دوامة لا تنتهي؛ أو أن أقرأ الأبحاث ثم أستبدل استراتيجياتي الحالية بأخرى «مبنية على البحث» مهما كانت أقل ملاءمة للفصل. كانت الدروس مخططة بعكس الترابط الطبيعي: من موضوع ومعيار إلى استراتيجيات؛ مع أن الصحيح هو أن يعمل البحث، والمحتوى، والمعيار، واستعداد الطلاب للاستراتيجيات معًا بتناغم.

بعد سباق الأحد الليلي هذا كنت أعيد تقديم خططي. لم يكن ذلك عبئًا على المعلم وحده فحسب، بل على المشرف أيضًا، وغالبًا ما كنت أسهر لأوقات متأخرة أو أذهب مبكرًا إلى المدرسة لأعدّل الدرس، ثم أضطر لتعديل الوحدة كلها لأن الدرس تغيّر. وكل هذا لم يُحسِّن شيئًا في حياة الطلاب.

التدريس المبني على البحث ليس الهدف النهائي

الفكرة (الاعتماد على اعتماد كل الدروس والوحدات في الزمن القريب) جيدة نظريًا؛ لكن أثرها كان سيئًا. لنعُد إلى البحوث كفكرة عامة: البحوث تساعدنا على فهم ما ينجح وما لا ينجح ولماذا، لكن معنى أن شيئًا «ينجح» غامض، ومدى انطباق نتائج البحث على صفّك وطلابك في أفضل الأحوال غير مؤكد. استخدام أفكار مدعومة ببيانات تبدو أكثر حكمة من العكس، لكن جعل البيانات والبحث مقدَّمَين على الناس والأثر هو نوع من العمى المنهجي الذي انتقل من الصناعة إلى التعليم.

هناك افتراض ضمني بأن ما نجح في دراسة أو مجموعة دراسات سينجح لديك؛ أي أنه سينتقل. كونك «مبنيًا على البحث» ليس غاية، بل وسيلة لتحقيق غاية. والغاية يجب أن تكون تغيير حياة الطلاب وصحّة وعضوية مجتمعاتهم. كيف أُجريت تلك الدراسة بالضبط؟ ماذا عن استراتيجيات لم تُجرَ عليها دراسات محكمة بعد؟ ماذا عن العلاقة بين استراتيجية ومحتوى وطفل؟ ألا يجب أن تفوز الأناقة والمنطق هنا؟

يقرأ  اجعل محتواك جاهزًا للبحث بالذكاء الاصطناعي

الخلاصة: البحث يعني إلى حد كبير التحقق من أن شيئًا ما يعمل تحت نوع من المراقبة، والبيانات هي تجسيدٌ كمي لشيء، يفترض أن يكون ذا نوع من الجودة.

فلماذا لا نجعل المدارس والفصول قواعد أساسية للبحث؟ لنختبر النظريات، نجرب، نلعب، وندفع الحدود؟ الفجوة بين دراسة أُجريت في جامعة عام 2004 حول استراتيجية قراءة معيّنة وصفك للفصل كبيرة. قلّل تلك المسافة؛ خذ أفكارًا من البحوث والأعصاب وعمل هاتي ومارزانو وستيغنز وغيرهم—واختبرها بنفسك.

(من تجربتي، هذا ليس ما تفعله معظم «فرق البيانات».)

أفضل مصدر للبيانات هم طلابك

إذا صُمِّمت المدرسة وفصلك والمناهج والتقويم لتعمل كمختبرات بحثية—to produce laboratory-quality data—فستتغير العلاقة من دفع إلى جذب. البحث ينبؤي في أحسن أحواله: «هذا نجح بهذه الطريقة، وربما ينجح معكم بطريقة مشابهة لأننا اختبرناه.» لكن إن كنت أنت من يجري الاختبار، تقلّ المسافة بين هنا وهناك؛ لا حاجة للتكهّن أو لنقل المياه من البئر إلى المائدة ثم العودة—أنت تجلب البئر إلى المائدة.

التطبيق العملي: علّم كإنسان، كأب أو أم، لكن خطِّط كباحث وانظر للنتائج بعين الباحث. راقب، جرّب، عدِّل، ودوّن بياناتك. الطلاب أمامك هم المصدر الوحيد للبيانات الذي يهم في النهاية.

افعل ذلك، وسيصبح الفضل ليس في أن تكون «مبنيًا على البحث» فحسب، بل في أن تكون الباحثَ الذي يُحسِّن تعليمَ طلابه وحياة مجتمعاته — خاصة المجتــمات التي ينتمون إليها.

أضف تعليق