قُتل ما لا يقل عن 73 شخصًا خلال احتجاجات عنيفة اندلعت في نيبال في سبتمبر 2025 — في أسوأ اضطراب يشهده البلد منذ انتهاء الحرب الأهلية. ومع ذلك، انتشر مقطع مُفبرك يُظهر متظاهرًا يُدفع عنه بمياه مدفع رشّ المياه، وزُعم أنه منَّ الاحتجاجات النيبالية، بينما صوِّر فعليًا خلال تظاهرة في فرنسا.
حملت نسخة الفيديو المتداولة على فيسبوك نصًا مُرافقًا باللغة التايلاندية يزعم «رشّ الماء على متظاهر في نيبال» مع وسم #Nepal، وظهرت لقطات تُبيّن متظاهرين يتعرّضون لطلقات مياه عالية الضغط، وسقوط شخص بعد أن أصابه الماء في الرأس.
بدا تداول المقطع متزامنًا مع قرار الحكومة النيبالية حجب منصات التواصل الرئيسية، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة تحوّلت إلى صدامات عنيفة ضد الفساد وسوء الإدارة. أدّت الاحتجاجات إلى سقوط عشرات القتلى واستقالة رئيس الوزراء المخضرم ك. ب. شارما أولي، وتعيين سوشيلا كاركي، الرئيسة السابقة للمحكمة العليا والتي تبلغ 73 عامًا، رئيسةً وزراء مؤقتةً مكلفة بالتصدي لمطالب المتظاهرين والسعي نحو انتخابات مقررة في مارس المقبل.
لم تقتصر إعادة نشر المقطع على مصادر نيبالية؛ فقد شاركه مستخدمون تايلانديون ولاوسيّون على فيسبوك، لكن بحثًا عكسيًا عن الصور باستخدام لقطات مفتاحية من الفيديو كشف أن المنشور الأصلي لقطته صحفية على منصة X وأشار إلى إصابة متظاهر بجروح خطيرة خلال تجمّع في مونبليه في 10 سبتمبر، وكان صاحب النشر ريكاردو باريرا.
أفادت قناة France 3 في 12 سبتمبر أن مونبليه كانت إحدى المدن التي شهدت تحرُّكات حركة «حجب كل شيء» Block Everything، ونشرت مقالًا يتضمّن لقطة من الفيديو الذي تناقله الصحفي، كما تجمّع عشرات الآلاف في مدن فرنسية عدة — مثل تولوز ومرسيليا وليون ورين ومونبليه — احتجاجًا على سياسات الحكومة، فاستخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، ويُقدَّر عدد المشاركين في مونبليه بحوالي 6000 شخص.
باستناد إلى دلائل بصرية داخل المقطع، قامت وكالة الصحافة الفرنسية بتحديد موقع تصويره في ساحة Place de la Comédie الشهيرة بمونبلييه عبر مقارنة المشاهد بصور الشارع في خرائط غوغل، وأبرزت أوجه التطابق بين اللقطات المتداولة وصور الموقع.
سبق لوكالة الأنباء الفرنسية أن فضحت معلومات مضللة متعلقة باحتجاجات نيبال، وكان هذا التحقق الجديد جزءًا من جهد أوسع لمتابعة تداول مقاطع مصوّرة خارج سياقها وإعادة توظيفها لتمرير روايات غير دقيقة.