أصيب أكثر من ألف طفل بأمراض بعد تناول وجبات مدرسية مجانية

غافن باتلر، محمد إرحام — بي بي سي اندونيسيا (جاكرتا)، ويولي ساباترا — بي بي سي اندونيسيا (غربي جاوة)

آلاف التلاميذ تعرضوا لتسمم غذائي منذ بداية العام جراء برنامج وجبات مدرسية مجانية يثير جدلاً واسعاً. السلطات المحلية سجّلت موجة جديدة هذا الأسبوع إذ أصيب أكثر من ألف تلميذ بأمراض مرتبطة بتناول الوجبات المدرسية المجانية، في أحدث حلقة من سلسلة حالات تسمم جماعي ارتبطت ببرنامج الوجبات المغذية الذي يروّج له الرئيس براوبوو سوبريانتو.

رئيسة مركز الرعاية الصحية المجتمعية في سِبونغكور بمحافظة جاوة الغربية، يويون سارهوتيما، أفادت لبي بي سي اندونيسيا أن عدد المصابين المسجَّلين بين يومي الاثنين والأربعاء بلغ 1,171 حالة. ويأتي ذلك بعد حادثة سابقة الأسبوع الماضي أثرت على نحو 800 طالب في محافظتي جاوة الغربية وسولاوريكا الوسطى.

البرنامج الذي أعلن عنه الرئيس كواحد من مشروعاته المميزة يهدف إلى تقديم غداء مجاني لما يصل إلى 80 مليون طفل في المدارس، لكن تكرار حالات التسمم دفع منظمات غير حكومية للمطالبة بتعليق البرنامج مؤقتاً لأسباب صحية. ومع ذلك، قال معاينيم إسكندر، الوزير المنسق لتمكين المجتمع، يوم الأربعاء إن «لا خطط لإيقافه».

أعراض المصابين في الحالات الأخيرة شملت آلاماً في البطن ودوخة وغثياناً، إضافة إلى ضيق في التنفس—عرض غير نمطي بالنسبة لتسمم غذائي. التحقيقات الأولية أفادت أن الإهمال في إعداد الطعام قد يكون سبباً محتمَلاً في حالات سابقة. وجبات هذا الأسبوع تضمنت دجاجاً بصلصة الصويا، توفو مقليّاً، خضاراً وفواكه، بينما رُبطت حوادث سابقة بصلصات منتهية الصلاحية وفي حالة أخرى بتقديم أسماك قرش مقلية.

دادان هيندايانا، رئيس الوكالة الوطنية للتغذية في اندونيسيا، أوضح أن التسمم الجماعي في سِبونغكور الأسبوع الماضي كان نتيجة «خطأ تقني» من وحدة تلبية التغذية (SPPG)، وأن عمليات الوحدة في سِبونغكور أُوقِفت مؤقتاً وفق بيان الوكالة. محافظ غرب باندونغ جيجي ريتشي إسماعيل وصف الحادثة بأنها «حدث استثنائي» لتسريع وتوسيع جهود المعالجة.

يقرأ  «سيحدث مجدداً»: روبيو يلوّح بمزيد من الضربات الأميركية ضد مهربي المخدرات — أخبار دونالد ترامب

بؤرة سِبونغكور كانت نقطة البداية للعدوى هذا الأسبوع؛ بدأت الحالة الأولى يوم الإثنين وسرعان ما ارتفع عدد المصابين إلى نحو 475 تلميذاً، ثم سجلت موجة أخرى يوم الأربعاء أصابت ما يقارب 500 تلميذ بعد تناولهم الوجبات المجانية.

الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات (BGN) أفادت بأنه بين يناير وحتى 22 سبتمبر سُجلت 4,711 حالة تسمم مرتبطة بالوجبات المدرسية المجانية، وكانت الغالبية في جزيرة جاوة. أما شبكة رصد التعليم الإندونيسية (JPPI)، فقد سجلت رقماً أعلى بلغ 6,452 ضحية حتى 21 سبتمبر. واعتبر منسق JPPI الوطني عبيد مطراجي أن «هذه الحالة الشاذة تقتضي من الحكومة إعلان تفشٍ وشَطب البرنامج مؤقتاً لتقييم شامل».

طُرحت مقترحات لتعديل آلية البرنامج، من بينها تحويل التمويل مباشرة إلى أولياء الأمور حتى يَعدّوا وجبات أطفالهم بأنفسهم، لكن BGN رفضت هذا الاقتراح سابقاً.

البرنامج، الذي قدّرته بعض التقديرات بنحو 28 مليار دولار ليصبح الأغلى من نوعه عالمياً، أصبح هدفاً للنقد بسبب مخاوف السلامة الغذائية والاحتجاجات المناوِئة للحكومة. عرض البرنامج خلال الحملة الانتخابية للرئيس براوبوو كوسيلة لمكافحة التقزم الناتج عن سوء التغذية، والذي يؤثر على خُمس الأطفال دون الخامسة في اندونيسيا. وقال براوبوو في 2023: «من خلال هذه المبادرة، سيكبر أطفالنا ويبرزون أبطالاً».

منذ توليه المنصب في أكتوبر الماضي، اكتسبت سياسات شعبوية مثل هذا البرنامج ومواد إسكان مجانية وفحوصات طبية مجانية نقاطاً سياسية لصالحه؛ إذ بلغت نسبة تأييده نحو 80% بعد مئة يوم من الحكم. في المرحلة الأولى التي انطلقت يناير، وصلت الوجبات المجانية إلى 550,000 طالب في 26 ولاية.

رغم نوايا البرنامج الحسنة بحسب محللين، تقول ماريا مونيكا ويهاردجا، باحثة زائرة في معهد إيسيس-يوسوف إشّاك، لبي بي سي إنه لا توجد «أدلة على وجود حاجة ماسة ومنتشرة» لوجبات مدرسية مجانية. واستند ذلك إلى مسح وطني في 2024 أظهر أن أقل من 1% من الأسر الإندونيسية أمضت يوماً كاملاً على الأقل دون طعام خلال العام الماضي.

يقرأ  فيدكس تنفصل عن شركائها — تراهن كلياً على نفوذ السعودية في قطاع اللوجستيات

تكاليف البرنامج الضخمة أثارت قلقاً آخر؛ فقد خصصت إندونيسيا أكثر من 10 مليارات دولار لهذا العام لوحده. للمقارنة، تنفق الهند نحو 1.5 مليار دولار سنوياً لإطعام 120 ميلون طفل في أكبر برنامج من نوعه عالمياً، بينما يكلف برنامج البرازيل مبالغ مماثلة ويخدم نحو 40 مليون طالب.

الدفاعون عن البرنامج يشيرون إلى أنه أُدرج واعتمد في موازنة الدولة لعام 2026، لكن خبراء حذروا من أن ضخامته قد تفتح المجال لمشكلات أخرى. محمد رافي بكري، محلل أبحاث في مجلس الرقابة الإندونيسي، قال لبي بي سي إن برامج المساعدات الاجتماعية واسعة النطاق في السابق «غُرِست فيها فساد»، وأضاف: «نظراً لحجم الميزانية، هذا البرنامج يمكن أن يصبح منجم ذهب للمسؤولين الفاسدين».

مع تقارير إضافية من كو إيو و Hanna Samosir.

أضف تعليق