فنانون إسرائيليون يطالبون جودي شيكاغو بسحب معرضها من تل أبيب

أكثر من خمسين فناناً ومؤدِّياً وقعوا رسالة يُطالبون فيها جودي شيكاغو بسحب معرضها المعروض حالياً في متحف تل ابيب للفنون، احتجاجاً على ما وصفته لجنة أممية هذا الشهر بـ«إبادة جماعية» في قطاع غزة.

«عرض فن يتناول قضايا العدالة الاجتماعية في بلد يرتكب إبادة جماعية يتيح لذلك البلد بناء قناع من التقدُّم الزائف، واستخدام فنك وسمعتك لتبييض جرائمه»، هكذا جاء في الرسالة التي اطلعت عليها Hyperallergic.

من بين الموقعين عدد من الإسرائيليين، منهم الفنان الفيديوي غاي بن-نِر، والمصوّر إلداد رافائيلي، والرسّام يورام كوپرمنتس، والناشط المضاد للحرب وملحّن الموسيقى إيلان فولكوف، الذي اعتُقل مؤخراً أثناء احتجاج قرب حدود غزة.

افتُتح معرض «جودي شيكاغو: ماذا لو حكمت النساء العالم؟» في متحف تل أبيب للفنون في 18 سبتمبر ويستمر حتى 27 ديسمبر. يتكوّن المعرض من لحاف تشاركي جمع انعكاساتٍ مكتوبة لنساء حول العالم، أنجزته شيكاغو بالاشتراك مع ناديا تولوكوننيكوفا، العضو المؤسسة في Pussy Riot. الخطاب الأخير موجّه إلى الفنانتين معاً. وقالت تولوكوننيكوفا في رسالة بالبريد الإلكتروني لـHyperallergic إنها تعاونت مع شيكاغو قبل سنوات على المشروع لكنها «لا تملك أي سيطرة على اللوجستيات الجارية أو أماكن عرضه».

«أوافق على طلب الفنانين الذين كتبوا الرسالة بعدم عرض العمل في متحف تل أبيب [للفنون]»، قالت تولوكوننيكوفا، وأشارت إلى أنها لم تتواصل مع المؤسسة.

من جهتها، امتنع ممثل شيكاغو عن التعليق على الموضوع.

قال الفنان غاي بن-نر لـHyperallergic إنه وقع الرسالة لأنه لا يرى بديلاً حقيقياً لوقف العنف في غزة سوى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية. «لطالما كانت لدي علاقة معقّدة مع المقاطعة»، قال بن-نر، القادم من رامات جان شرق تل أبيب. «لا أجد متعة في كتابة هذا، لكن لإنقاذ غزة (ولإنقاذ إسرائيل من نفسها)، قاطعوا إسرائيل. عزلوها».

يقرأ  كيلمار أبرِيجو غارسيا: يُزعم أنه أُفرِج عنه من السجن وعاد إلى ميريلاند

تعاونت شيكاغو وتولوكوننيكوفا على اللحاف التشاركي في 2022؛ المشروع يدعو نساءً من أنحاء العالم للإجابة عن سلسلة أسئلة تتخيّل عالماً تُحكمه النساء، مثل: هل سيكون هناك ملكية خاصة؟ وهل ستوجد عنف؟ جمعت شيكاغو «خيطاً رقمياً» من الردود وأحوّلته إلى شكل مادي، وقد عُرض هذا العمل في متحف نيو ومؤسسات ثقافية عالمية أخرى.

كما ظهر العمل العام الماضي في فعالية لمنظمة تنظيم الأسرة Planned Parenthood في مانهاتن تكريماً للمغنية الرابر ميغان ذي ستاليون.

أفاد متحدث باسم متحف تل أبيب لـHyperallergic أن اللحاف أُقرض من قبل شركة نيويوركية متخصّصة في تكنولوجيا الفن والأفلام اسمها DMINTI، وليس مباشرة من الفنانتين. لم يتضح دور الشركة كجهة موقِدة للإعارة؛ ولم ترد DMINTI على طلب للتعليق.

في بيان لـHyperallergic رفضت مديرة متحف تل أبيب للفنون تانيا كوين-أوزّيلي الدعوات للمقاطعة الثقافية. وقالت: «نحن أيضاً مروّعون من الدمار والألم في غزة، ونستغل منصتنا للدعوة إلى إنهاء الحرب وتسليط الضوء على آثارها. إلغاء هذا المشروع الآن لن يكون فعل تضامن، بل استسلاماً. سيقوّي فقط هياكل السلطة والعنف وإسكات الأصوات. متحف تل أبيب للفنون تقوده نساء وقد دأب على الدفاع عن عمل الفنانات والفنانين عبر أجيال وثقافات وهويات، بما في ذلك الفنانين الفلسطينيين».

ولدت تولوكوننيكوفا في روسيا وتعيش حالياً في المنفى، وقد واجهت اضطهاداً على خلفية تاريخها الطويل في النشاط المناهض للسلطوية، وقضت سنتين في سجن روسي بسبب عرض فني بُنّي في كنيسة أرثوذكسية في موسكو. تمّ إصدار أمر باعتقالها غيابياً عام 2023، وهي الآن تعيش في ظل غموض جغرافي.

تُعدّ شيكاغو ركيزة في فن النسوية المعاصر بالولايات المتحدة، ونالت شهرة واسعة بعملها «حفلة العشاء» (1974–79)، تركيب بانكتي يضم 39 مفرشاً على شكل فرج مخصّصاً لنساء تاريخيات، وهو معروض حالياً في متحف بروكلين. أسّست شيكاغو برنامج الفن النسوي في كلية فريسنو الحكومية عام 1970، الذي امتد لاحقاً إلى معهد الفنون في كاليفورنيا. واجهت انتقادات من بعضهم باعتبار فكرتها عن النسوية استبعادية.

يقرأ  الهلاوس الطبيعية تتفشّىحين يصطدم عالمان

أشار كاتبوا الرسالة الداعية لسحب المعرض إلى تاريخ شيكاغو وتولوكوننيكوفا في إبراز تجارب النساء، وحثّوهنّ على التفكير في النساء اللواتي قُتلن في غزة، من بينهن الفنانتان هبة زقوت وأمينة السالمي.

«نرى أن أفعال إسرائيل تنتهك الرؤية العالمية التي تروّجين لها من خلال فنك، ونطلب ألا تستخدمن أسمائكن وسمعتكن لدعم تلك الأفعال»، ختمت الرسالة.

أضف تعليق