فلسطينيو الضفة الغربية — عالقون بعد إغلاق إسرائيل المعبر الدولي الوحيد

أغلقت إسرائيل المعبر الوحيد بين الضفة الغربية الخاضعة للاحتلال والأردن المجاور، ما منع أكثر من مليونين فلسطينيين من الوصول إلى العالم الخارجي.

أعلنت هيئة المطارات الإسرائيلية، التي تشرف على معبر اللنبي (جسر الملك حسين)، أن المعبر سيُغلق إلى أجل غير مسمى اعتباراً من صباح الأربعاء «بتوجيه من القيادة السياسية»، من دون أن تقدم تفسيراً لذلك.

أدى الإغلاق إلى حصر أعداد كبيرة من الفلسطينيين داخل الضفة الذين أُلغيت سفراتهم المخططة للخارج، كما منعت عودة مَنْ كانوا خارج البلاد. ويأتي القرار بعد أيام من حادث إطلاق نار قرب المعبر أسفر عن مقتل عسكريين إسرائيليين اثنين على يد مسلح أردني قُتل في موقع الحادث؛ وقد أُغلق المعبر لفترة وجيزة بعد الحادث ثم أعيد فتحه إلى أن فُرض هذا الإغلاق الجديد.

يقع المعبر، المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين، تقريباً في منتصف المسافة بين عمان والقدس، وهو نقطة العبور الرسمية الوحيدة بين الضفة والأردن، وكذلك المدخل الوحيد للضفة الذي لا يمر عبر أراضي إسرائيل. وبما أن غالبية الفلسطينيين في الضفة محرومون من السفر عبر مطارات أو معابر إسرائيلية أخرى، فإن هذا الجسر يمثل حلقة وصل حيوية مع الخارج.

وصف القيادي الفلسطيني البارز مصطفى برغوثي القرار بأنه «خطوة خطيرة» تعني «سجن» السكان في الضفة و«حرمانهم من الممر الوحيد للخروج». وأضاف أن الإغلاق «يعطل علاقة مئات الآلاف من العائلات المرتبطة عادة بالأردن». وأشار أيضاً إلى معاناة آلاف الأشخاص العالقين في الأردن الذين «لا يملكون موارد لدفع ثمن الفنادق» ولا يمكنهم البقاء خارج أرضهم، وذكّر بأن هناك أمهات يعيشنَ مع أطفالهن في الضفة ويحتاجن إلى العودة.

تحتضن الأردن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجل، ويُشكّل من ذوي الأصول الفلسطينية أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم أكثر من 11 مليون نسمة. وعلى الرغم من أنها حافظت على علاقات أمنية وتجارية ودبلوماسية مع إسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام عام 1994، إلا أنها تعد ناقداً صريحاً لإجراءات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

يقرأ  ماكرون يعين وزير الدفاع سباستيان لوكورنو رئيسًا للحكومة الفرنسية

قال مكسيم جياكمان، طالب طب من بيت لحم يبلغ من العمر 23 عاماً، إنه تعرّض لمنع السفر للخارج لإجراء تدريب عملي مهم في دراسته: «كان لدي فِترة تدريب مستشفى لمدة شهر في ألمانيا في جراحة القلب. كانت فرصة كبيرة لمستقبيل الطبي ولما سيكون لمستقبلي المهني.» وأضاف: «رحلتي بالطائرة يوم السبت وكنت أخطط للذهاب إلى عمان اليوم. الوضع بائس.»

يُعد جسر اللنبي مساراً تجارياً رئيسياً لدخول السلع والإمدادات الطبية إلى الضفة؛ وتقول السلطات الإسرائيلية إن نحو 9% من المساعدات الإنسانية المرسلة بالشاحنات إلى غزة تمر عبره. ويخشى فلسطينيون أن يكون الإغلاق غير المحدد جزءاً من ردّ إسرائيلي على إعلان دول مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا ودول أخرى اعترافها بدولة فلسطين هذا الأسبوع. وصنفت الحكومة الإسرائيلية هذه الخطوات بأنها «مكافأة للإرهاب»، ودعا وزراء قوميون متشددون إلى ضم الضفة الغربية صراحة ردّاً على ذلك.

منذ هجوم قادته حركة حماس في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأدى إلى اختطاف نحو 251 آخرين، وما تلاه من حرب على غزة، ضاعفت إسرائيل إجراءاتها الأمنية في الضفة الغربية؛ فأنشأت مئات الحواجز والنقاط التفتيشية الجديدة، وأطلقت دفعة توسعية واسعة للمستوطنات اليهودية، وشنت عمليات عسكرية كبرى ضد مجموعات المقاومة الفلسطينية. كما تصاعدت الاعتداءات من مستوطنين ضد الفلسطينيين بشكل ملحوظ.

ويقول برغوثي إن «المجتمع الدولي فشل فشلاً ذريعاً في ردع إسرائيل عن توسيع سياساتها القمعية» مضيفاً أن «إسرائيل لن تُقيَّد إلا بوجود إجراءات عقابية جادة».

سُمي الجسر تيمنًا بالجنرال البريطاني إدموند آلنبي، الذي هزم الإمبراطورية العثمانية واستولى على فلسطين عام 1917، وقد بُنِيَ الجسر في العام التالي. وتسيطر إسرائيل على طرفه منذ حرب الأيام الستة عام 1967، وكانت في مناسبات سابقة قد أغلقت المعبر مؤقتاً خلال الأعياد الدينية أو لأسباب أمنية.

يقرأ  تأخّر إيطاليا في مشاريع الطاقة المتجددة يهدد بلوغ الاتحاد الأوروبي أهداف خفض انبعاثات الكربون — تقرير

أضف تعليق